السفير هونغ با: العلاقات التعاونية الجيدة بين البلدين لا تزال تحافظ على اتجاهها الرئيسي.

بدعوة من الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، سيقود الرئيس فو فان ثونغ وفداً فيتنامياً رفيع المستوى لحضور منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين، الصين، من 17 إلى 20 أكتوبر 2023.

السفير الصيني لدى فيتنام، هونغ با. الصورة: ثوي ها/وكالة الأنباء الفيتنامية

وفي هذه المناسبة، التقى السفير الصيني لدى فيتنام هونغ با بالصحافة لإطلاع ومناقشة القضايا المتعلقة بالعلاقة بين البلدين. ووفقًا للسفير هونغ با، تدخل الصين وفيتنام مرحلة جديدة من التطور. ومنذ أن أقامت الصين وفيتنام شراكة تعاونية استراتيجية شاملة (في عام 2008)، حافظت العلاقة بين الحزبين والبلدين على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية على اتجاه التطور المستمر في اتجاه صحي ومستقر. وقد تعمقت الثقة السياسية بين كبار قادة الحزبين والبلدين الصين وفيتنام باستمرار وتوطدت. وعلى وجه الخصوص، في السنوات الأخيرة، مباشرة بعد اختتام المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي، هنأ قادة الحزب والدولة الصينية المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي على تنظيمه الناجح. في غضون ذلك، هنأ قادة الحزب والدولة في فيتنام على الاختتام الناجح للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني وهنأوا الصين بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني (1921 - 2021). ومن خلال سلسلة من الأجندات السياسية المهمة، قدم الجانبان لبعضهما البعض دعمًا ثابتًا وحماسيًا، مما يدل على مستوى عالٍ جدًا من تطور العلاقات بين الحزبين والبلدين. وخلال هذه العملية، حافظ كبار قادة الحزبين والبلدين فيتنام والصين على اتصال وثيق. وكان الانطباع الأكثر عمقًا هو الزيارة الرسمية للصين في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر 2022 التي قام بها الأمين العام نجوين فو ترونج. وقد جرت الزيارة مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وكان الأمين العام نجوين فو ترونج أول زعيم أجنبي تتم دعوته واستقباله رسميًا من قبل القادة الصينيين مباشرة بعد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وكانت هذه زيارة تاريخية وناجحة. خلال الزيارة، أكد السفير هونغ با أن تكوين الوفدين كان على مستوى عال للغاية. قدم الأمين العام شي جين بينغ للأمين العام نجوين فو ترونغ قيادة اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، أي المجموعة القيادية الجديدة مباشرة بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني. كان هذا استمرارًا مهمًا للغاية وشاملاً بين القادة رفيعي المستوى من الحزبين والبلدين. رحبت الصين بحرارة وباهتمام كبير بالأمين العام نجوين فو ترونغ بأرفع حفل. منح الأمين العام ورئيس الصين شي جين بينغ وسام الصداقة لجمهورية الصين الشعبية للأمين العام نجوين فو ترونغ. في المحادثات، تبادل الزعيمان آراء متعمقة وصريحة حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك المحتوى المتعلق بالعلاقة بين الحزبين والبلدين، والأوضاع الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ وتوصلا إلى سلسلة من التصورات المشتركة الجديدة والمهمة. وهذا له تأثير مهم للغاية على تطوير العلاقات بين الحزبين والبلدين في الفترة المقبلة. أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا غنيًا ومهمًا للغاية. وهذا أيضًا إنجاز مهم للزيارة. منذ بداية عام 2023، واصل كبار قادة الحزبين والبلدين الحفاظ على التبادلات والاتصالات المنتظمة. زار رئيس وزراء حكومة فيتنام فام مينه تشينه الصين مرتين وحضر مؤتمرات متعددة الأطراف مهمة؛ كما زارت الرفيقة ترونغ ثي ماي، عضو المكتب السياسي، والعضو الدائم للأمانة العامة، ورئيسة لجنة التنظيم المركزية، والعديد من أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفيتنامي الصين. عندما يعود الوضع إلى طبيعته بعد جائحة كوفيد-19، ستُستأنف أيضًا آلية لقاء رؤساء المكتب السياسي للحزبين، ومن المتوقع أن يواصل الجانبان في عام 2024 تنظيم الندوات النظرية واستئناف آليات تبادل الخبرات في بناء الحزب والإدارة الوطنية. ووفقًا للسفير هونغ با، فإن ثاني أهم ما يميز العلاقات الثنائية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية هو أن التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والتبادل الشعبي بين البلدين قد وصل إلى أعلى مستوى له في التاريخ. قال السفير: "أعتقد أن أهم ما يميز العلاقات الثنائية ليس فقط بناء الثقة السياسية بين الجانبين، بل أيضًا الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري. وهذا أيضًا بالغ الأهمية لتنمية كل بلد". وأضاف السفير أن الصين حافظت لسنوات عديدة على مكانتها كأكبر شريك تجاري لفيتنام، كما أن فيتنام هي أكبر شريك تجاري للصين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وحافظت استثمارات الصين في فيتنام على اتجاه نمو سريع ومستدام. ففي العام الماضي، احتلت استثمارات الصين في فيتنام المرتبة الثالثة، لكنها احتلت المرتبة الثانية خلال الأشهر التسعة الماضية من هذا العام. كما حافظ التبادل الشعبي بين البلدين على اتجاه انتعاش سريع. وحتى الآن، يواصل عدد السياح الصينيين الذين يزورون فيتنام الازدياد. ويعتقد السفير هونغ با أن الجانبين لا يزالان يتمتعان بإمكانات كبيرة في هذا المجال. وأكد السفير: "في عام 2019، بلغ عدد السياح الصينيين إلى فيتنام حوالي 5.8 مليون. ومع استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، لا تزال إمكانات التنمية في هذا المجال كبيرة جدًا". أما النقطة المحورية الثالثة في علاقات التعاون الثنائي، وفقًا للسفير هونغ با، فهي التنسيق والتبادل والتعاون المتنامي باستمرار بين فيتنام والصين في الشؤون الإقليمية والدولية المشتركة. وصرح السفير هونغ با قائلاً: "تُقدّر الصين عاليًا الدور المهم لفيتنام في الشؤون الإقليمية والدولية المشتركة، وتدعم فيتنام لمواصلة لعب دور هام وبناء في حل القضايا الإقليمية والدولية". وأوضح السفير أن الصين وفيتنام دولتان اشتراكيتان، وفي الوقت نفسه دولتان ناميتان واقتصادان ناشئان، لذا يشترك البلدان في مصالح مشتركة مهمة وواسعة النطاق في الشؤون الدولية. وفي معرض حديثه عن الفرص والتحديات، قال السفير هونغ با إنه بالنظر إلى السياق الدولي، فإن العلاقات الصينية الفيتنامية في الفترة المقبلة، بشكل عام، تنطوي على فرص أكبر من التحديات. ورغم استمرار الصراعات في بعض مناطق العالم، إلا أن العالم يسير في اتجاه السلام والتعاون والتنمية، حيث أصبحت منطقة آسيا والمحيط الهادئ قوة دافعة تُسهم في النمو الاقتصادي العالمي. وأكد السفير هونغ با أن هذا يُمثل أساسًا مهمًا للصين وفيتنام، كدولتين ناميتين واقتصادين ناشئين، لتعزيز أصواتهما ومساهماتهما وتأثيرهما على الساحة الدولية. بالإضافة إلى العوامل الدولية والإقليمية، يُعدّ استقرار التعاون الثنائي بين فيتنام والصين عاملاً بالغ الأهمية لتطور علاقات البلدين في المرحلة المقبلة. وأكد السفير هونغ با مجدداً أن الثقة السياسية بين كبار قادة الحزبين والبلدين تتعزز بشكل متزايد، وأن المشاعر بين الشعبين تتعزز باستمرار. وقال السفير هونغ با إنه بفضل التفاهم المشترك بين كبار قادة البلدين، ستواصل علاقة التعاون الجيدة بينهما الحفاظ على توجهها الرئيسي.

وكالة أنباء فيتنام