وفقاً للشركات العاملة في هذا القطاع، فإن التراجع الحاد في الأنشطة السياحية في الآونة الأخيرة يتطلب تغييراً جذرياً، بدءاً من الإدارة والجهات الداعمة وصولاً إلى المستثمرين أنفسهم. وقد اضطرت منطقة دا نانغ السياحية، التي كانت تعج بالنشاط سابقاً، إلى الاعتراف بتراجع حاد، وهو أمر غير مقبول. وتُعدّ مدينتا هوي آن وهوي آن أيضاً وجهتين سياحيتين بارزتين، حيث لا يزال عدد الزوار ثابتاً، لكن الأنشطة "سلبية"، حيث أعلنت العديد من الشركات "انعدام الربح لعدة أشهر".
التحول مع منتجات جديدة؟
أقرّ مسؤولو إدارة السياحة في دا نانغ بوجود أسباب عديدة لتراجع الأنشطة السياحية، تتراوح بين أسباب موضوعية مرتبطة بالسياق الاقتصادي ، وأسباب ذاتية مرتبطة بعدم تحسين الشركات لمنتجاتها... ومع ذلك، من المهم أن يُراجع قطاع السياحة المحلي نفسه قدرته الاستثمارية، وكيفية تنظيم الخدمات، وما إذا كان قد نجح في جذب السياح بشكل مستدام، وما إذا كان قد ابتكر منتجات ذات قيمة عضوية. والإجابة، في الواقع، هي "لا". لذلك، ولإنعاش الأنشطة، يجب على قطاع السياحة في دا نانغ أن يُحسّن الجودة، وأن يستثمر في منتجات جديدة، وأن يستهدف احتياجات السياح، مع مراعاة السياق والقدرة المحلية.
أشار السيد لي تان ثانه تونغ، ممثل شركة فيتراكو، إحدى وكالات السفر العاملة حاليًا في دا نانغ ، إلى أن الوكالة تتوسع وتتعاون مع العديد من الشركات الأخرى، وخاصةً الجمعيات والأندية المهنية، بالإضافة إلى إدارات السياحة المحلية، بهدف تنظيم جولات سياحية عالية الجودة، وجذب السياح ذوي القدرات المتميزة لتقديم خدمات أفضل. واستجابةً لهذا الجهد، تولي السلطات المحلية اهتمامًا بالغًا، وتبذل جهودًا حثيثة للتعاون مع الشركات وإيجاد حلول لها.
تقترح إدارة السياحة في دا نانغ العديد من السياسات لتحسين جودة وتدريب القوى العاملة السياحية، مثل المرشدين السياحيين، وإعادة الاستثمار في تشغيل أماكن الإقامة والسفر، وغيرها. ومؤخرًا، أطلقت هذه الإدارة، بالتنسيق مع إدارة السياحة في ثوا ثين هوي والإدارة العامة للسكك الحديدية، قطارين لخدمة السياح المسافرين بين المنطقتين يوميًا، وهو حلٌّ واعدٌ للاستثمار في بنية تحتية سياحية أفضل جودة. كما راجعت الإدارة، ويمكنها المضي قدمًا، في إعادة تنظيم بعض الوجهات السياحية وتجارب الخدمات التجارية، مثل الأسواق الليلية وشوارع المشاة في المنطقة، لتحسين جودة الخدمات بشكل أكبر.
تُهيئ هذه الخطوات أرضيةً خصبةً لقطاع السياحة في دا نانغ لإعادة هيكلة عملياته وجذب السياح. إلى جانب دا نانغ، تضم العاصمة القديمة هوي، التي تشتهر بفن الآو داي التقليدي، وجهاتٍ مُجددة للتبادل الثقافي في القلعة، ومتاحف خاصة... وقد وضعت مدينة هوي آن القديمة معايير جودة أعلى في خدمة السياح من خلال التجارب الميدانية، وإعادة تقييم المتاحف، وبناء مساحات سكنية للسكان المحليين لجذب السياح...
القيمة العضوية سوف تقرر!
في سياق "التغيير معًا، إيجاد الحلول معًا" في السياحة المحلية، تبرز مشكلة كبيرة: "لطالما غطّى التطور السياحي السريع والهائل في المحافظات الوسطى على عيوب خطيرة، وهي عدم وجود منتجات ذات قيمة طبيعية وجذابة". هذا التعليق، الذي أدلى به ممثل جمعية كوانغ نام للسياحة، يُشير إلى اهتمام هيئات الإدارة والشركات التي تستثمر في السياحة وتحسين الوضع.
استشهد هذا الممثل، على سبيل المثال، بسياحة هوي آن، التي لم تتمكن من إطلاق جولات سياحية جديدة لسنوات عديدة، ولا تزال تسمح للسياح بالتجول في منطقة المدينة القديمة فقط، دون أي عروض جذابة. أما الوجهات السياحية كالمتاحف والمنازل القديمة... فهي كلها مهجورة، دون أي أنشطة مثيرة. لا يمكن للسياح القادمين إلى دا نانغ سوى التجول بحرية في تلال با نا، والذهاب إلى سوق هان، وعبور جسر التنين... لكنهم لا يستمتعون بأي منتجات جذابة أو برامج سياحية. هناك وجهة سياحية بارزة مثل قلعة ديان هاي، التي تحظى بترويج كبير من دا نانغ، لكن التنظيم الداخلي ضعيف، ولا يوجد مرشدون سياحيون، والحرم الجامعي رث، مما يُشعر السياح بخيبة أمل شديدة.
صرح السيد نجوين دوك كوينه، المدير العام لمنتجع باك ماي آن (فوراما)، بأنه في إطار سعيه الدائم لتجديد نشاطه، نفّذ المنتجع خلال السنوات الأخيرة العديد من الخطط الاستثمارية، مما حسّن الجودة والخدمات. واعتبارًا من عام ٢٠٢٤، دعا منتجع فوراما، بالتعاون مع جمعية دانانغ لثقافة الطهي وجمعية فنادق دانانغ، الحرفيين إلى إطلاق برنامج "رحلة عبر المطبخ الفيتنامي" للترويج لقيمة ثقافة الطهي في البلاد، وجعلها وجهةً سياحيةً جاذبةً.
من المثير للدهشة أن هذا الاختيار ينسجم مع رؤية إنعاش السياحة في المناطق الثلاث: هوي، ودا نانغ، وكوانغ نام، وإيجاد القيمة العضوية لها. ومن هنا، انطلقت سلسلة من الأنشطة في هذه المناطق، متعاونةً في بناء مجتمعها، سعياً إلى إعادة إحياء القيم الأساسية والفريدة للمطبخ المحلي، بهدف جذب السياح وخدمتهم سواءً للقدوم أو العودة.
وفقاً للسيد كوينه، يُعدّ اختيار هذه القيم الطبيعية للسياحة أمراً ضرورياً لتغيير الوضع الراهن تدريجياً، وإعادة خلق فرص عمل جديدة للشركات الاستثمارية، وفتح آفاق تنافسية أفضل للسياحة الفيتنامية على خريطة السياحة الإقليمية. لكن الأمر المقلق هو أنه بعد فترة طويلة من السياحة الجماعية، لم تسترد السياحة في وسط فيتنام عافيتها إلا الآن، لذا قد تضطر لدفع ثمن باهظ للتعافي!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)