تماشيًا مع سياسة الدولة وتوقعات الجمهور، انخرطت وكالات الأنباء بحماس في عملية التحول الرقمي. هناك منتجات تُحدث "معجزات إعلامية"، ولكن هناك أيضًا منتجات تُحفظ سرًا لأنها غير معروفة.
أجمع الخبراء والمدراء على أن التحول الرقمي ليس سباقًا تكنولوجيًا، لأن أي تقنية متقدمة ستُصبح في نهاية المطاف عتيقة. بل هو في الواقع عملية تغيير عقلية الصحافة، والاستعداد لتجربة كل ما هو جديد، والإبداع الدائم لتقديم تجارب جديدة للقراء.
وفيما يتعلق بهذه القضية، تحدث السيد لي كوك مينه، عضو اللجنة المركزية للحزب ورئيس تحرير صحيفة نان دان ونائب رئيس لجنة الدعاية والتعليم المركزية ورئيس جمعية الصحفيين الفيتناميين مع مراسلي صحيفة فيتنام بلس الإلكترونية.
عيب كبير في حالة التخلف عن التكنولوجيا
يصادف عام ٢٠٢٥ الذكرى المئوية لتأسيس الصحافة الثورية الفيتنامية، وهي أيضًا محطة مهمة في تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي للصحافة. كيف تُقيّمون سرعة التحول الرقمي لوكالات الأنباء المحلية؟
الصحفي لي كوك مينه: لقد كنا نتحدث عن التحول الرقمي منذ ما قبل جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، وبعد قرابة ثلاث سنوات من الترويج من خلال العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات والبرامج التدريبية، ظل الوضع شبه راكد. لا يزال الكثيرون يجهلون ماهية التحول الرقمي، أو ينتظرون ليروا ما تفعله الصحف الأخرى، ثم سيكررون التجربة.

كدافعٍ قوي، لم يترك جائحة كوفيد-19 للعديد من وكالات الأنباء خيارًا سوى التحول الرقمي. ورغم أن التنفيذ يُنفَّذ على نطاقاتٍ مختلفة، إلا أن العديد منها أدركت أهمية ومخاطر عدم التحول الرقمي.
الخبر السار هو أن التحول كان قويًا جدًا في بعض الصحف المحلية ومحطات الإذاعة ووكالات الأنباء الصغيرة. فقد تحوّلت إلى الرقمية بسرعة كبيرة، وحققت نتائج ملموسة، بل وألهمت وكالات أنباء كبيرة.
رغم العديد من المؤشرات الإيجابية، لا تزال جهود التحول الرقمي متفاوتة. حتى الآن، لا تزال هناك وكالات أنباء على مستوى البلاد غير قادرة على تشغيل قنوات المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، أو لا تفهم الذكاء الاصطناعي، أو لم تستثمر في تطوير إنتاج الوسائط المتعددة.

وفقًا لتقرير نضج التحول الرقمي لعام ٢٠٢٤ الصادر عن وزارة الإعلام والاتصالات ، يوجد في قائمة أفضل ١٠ وحدات في كل فئة عدد لا بأس به من وكالات الأنباء المحلية. هل يعني هذا أن وكالات الأنباء المحلية قادرة على التفوق على وكالات الأنباء الكبيرة والمركزية، يا سيدي؟
يشهد بعض الصحف المحلية ومحطات الإذاعة ووكالات الأنباء الصغيرة تحولاً ملحوظاً. فقد تحوّلت هذه الصحف إلى الرقمية بسرعة كبيرة، وحققت نتائج ملموسة، بل وألهمت وكالات أنباء كبيرة.
الصحفي لي كووك مينه: من المهم أن نفهم أن مؤشر نضج التحول الرقمي له معايير واضحة للغاية، وإذا استوفت وكالة الأنباء هذه المعايير، فسيتم تصنيفها في مرتبة عالية أو منخفضة، بغض النظر عن حجمها.
على سبيل المثال، إذا لم تتمكن وكالات الأنباء الكبيرة جدًا من تلبية معيار معين، مثل التوقيع الرقمي، فإنها ستخسر نقاطًا.
بالطبع، يُظهر التصنيف أن وكالات الأنباء المركزية تخضع لشروط عديدة، ولكن إذا كانت ذاتية ولم تُواكب التوجهات، فقد تتخلف تمامًا. في المقابل، تستطيع وكالات الأنباء المحلية، ذات الموارد المحدودة جدًا، أن تتقدم في التصنيفات إذا استثمرت بجرأة واستوفت جميع معايير التقييم.

أعتقد أنه من المهم أن لا تقف كل صحيفة ساكنة بل تستمر في التحسن.
التحول الرقمي عملية مستمرة، وليس دورةً يمكن إكمالها ثم الاطمئنان إلى إتمامه. حتى وكالات الأنباء المرموقة يجب أن تواصل سعيها لتطوير نفسها ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، وإلا ستتخلف عن الركب. التخلف التكنولوجي يعني أنه حتى مع وجود صحفيين جيدين وأخبار جيدة، لن تتمكن من الوصول إلى الجمهور. وهذا عيب كبير لوكالات الأنباء.
تجرأ على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك
- برأيك، ما الذي يجب على الصحفيين ووكالات الأنباء فعله للتكيف وإتقان التكنولوجيا، والحفاظ على مهمة تقديم المعلومات الرسمية والحصول على منتجات تجذب القراء؟
الصحفي لي كوك مينه: في الماضي، كنا نمارس الصحافة ببساطة باستخدام القلم والكاميرا والدفتر، ولكن على مدار العشرين عامًا الماضية، لعبت التكنولوجيا دورًا هامًا في تواصل المستخدمين عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. مقال إخباري جيد، وتقرير إذاعي وتلفزيوني جذاب، ولكن بدون التكنولوجيا، سيكون من الصعب استهدافه ونشره للجمهور، وخاصةً في الخارج.

في الماضي، كان المحتوى هو "الملك" بالنسبة للصحف، ولكن بدون التكنولوجيا وبدون الأنماط الخاصة والمميزة لكل صحيفة، كان من المستحيل خلق هوية فريدة.
في الآونة الأخيرة، لجأت الصحافة إلى الذكاء الاصطناعي لابتكار منتجات جديدة ومثيرة للاهتمام. على وكالات الصحافة أن تتحلى بالجرأة في تجربة التكنولوجيا وتطبيقها.
بالطبع، لا توجد تقنية عالمية تناسب جميع غرف الأخبار. قد تستخدم بعض غرف الأخبار برامج مناسبة، بينما قد تستخدم أخرى تقنيات أخرى أكثر فعالية. مع ذلك، يجب أن نكون جريئين في التجربة، ونتقبل الأخطاء والإخفاقات لإيجاد تقنيات فعّالة.
يتعين علينا أن نكون جريئين في إجراء التجارب وقبول الأخطاء والإخفاقات من أجل إيجاد تقنيات فعالة.
من المهم أن تخرج من منطقة راحتك، وتبدأ بتجارب صغيرة أولًا، ثم تنتقل تدريجيًا إلى مشاريع أكبر. الأهم هو روح الجرأة على التفكير والفعل، والاستعداد لمواجهة الفشل للتعلم والتقدم.
أود أن أؤكد مرة أخرى أنه لا يكفي شراء الكثير من التكنولوجيا والآلات لتحقيق التحول بنجاح، ولكن يجب تغيير العقلية بأكملها حول كيفية عمل غرفة الأخبار وكيفية الإنتاج لاستخدام التكنولوجيا بشكل فعال.
ويجب أن يتم "قياس هذه القضية حسب القماش"، اعتمادًا على القدرة المالية لكل غرفة أخبار لاختبار التكنولوجيا الجديدة.

- ما هي توقعاتك للفصل الجديد من الصحافة الفيتنامية بعد مرور 100 عام؟
الصحفي لي كوك مينه: الصحافة الفيتنامية ليست بمنأى عن تيار الصحافة العالمية. لذا، يجب على غرف الأخبار مراعاة تطور الصحافة العالمية.
الأهم هو ملاحظة عادات الجمهور والتعرف عليها. يجب أن نعرف كيف تتغير عاداتهم في تلقي المعلومات لنتمكن من اتخاذ النهج المناسب.
عندما نلاحظ انتقال احتياجات القراء للمحتوى إلى المنصات الرقمية، فإننا نمضي قدمًا في التحول الرقمي. ومع ذلك، ستستمر المنصات الرقمية في التغير في المستقبل. فبدلًا من استخدام الأجهزة المألوفة كالحواسيب أو الهواتف، قد يتحول المستخدمون إلى استخدام أجهزة قيد البحث أو قيد البحث. فهل سنتمكن من استيعاب ذلك؟
فقط عندما تُحل هذه المشكلة، يُمكن للصحافة أن تجد موطئ قدم لها. وإلا، فسنُنافس منابر أخرى كثيرة. عندما يكون الجمهور بعيدًا عن الصحافة، لا يُمكننا الوفاء بمسؤوليتنا في بناء قيمٍ جيدة للمجتمع.

أعتقد أن الصحافة بحاجة إلى تغيير منظورها من انتظار وصول القراء إليها، إلى البحث عنهم. لذلك، من الضروري التركيز بشكل استباقي على إنتاج معلومات عالية الجودة، واحترافية، وجذابة، وموثوقة للغاية، حتى لا يضيع القراء في "فيضان المعلومات" على منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت دون التحقق من صحتها.
في المستقبل، وللحفاظ على دورها الريادي في المجتمع، تحتاج الصحافة الثورية إلى التمسك بركيزتين أساسيتين: المحتوى والتكنولوجيا. فالمحتوى لا يزال جوهر الصحافة، وهو العنصر الجوهري الذي يُجسّد هويتها وقيمتها الاجتماعية. ولكن لكي يصل هذا المحتوى إلى الجمهور بسرعة وفعالية وجاذبية، تُعدّ التكنولوجيا رافعةً أساسية.
شكراً جزيلاً!
ندعو القراء لقراءة سلسلة المقالات:
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/dung-cong-nghe-lam-don-bay-de-tiep-can-cong-chung-post1045296.vnp
تعليق (0)