الاتحاد الأوروبي يعتبر الزراعة قطاعًا استراتيجيًا - رؤية لمستقبل مستدام

ومن خلال اعتبار الزراعة قطاعا استراتيجيا، قدم الاتحاد الأوروبي رؤية جديدة لهذا القطاع الاقتصادي.

مزارع يستخدم آلات زراعية في حقل بأنقرة، تركيا، 23 أبريل/نيسان 2024. (الصورة: شينخوا)

خلال الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد الأوروبي للزراعة والثروة السمكية في بروكسل (بلجيكا)، ناقش الوزراء الرؤية الجديدة لقطاع الزراعة والأغذية، التي أعلنتها المفوضية الأوروبية في فبراير/شباط الماضي.

تركز الرؤية الجديدة الطموحة لقطاع الزراعة في الاتحاد الأوروبي على أربعة مجالات رئيسية، بهدف جعل الزراعة أكثر جاذبية للشباب الذين سيلعبون دوراً رئيسياً في تأمين مستقبل القطاع.

تهدف الرؤية إلى تحسين القدرة التنافسية والمرونة للقطاع الزراعي، ومساعدة الشركات الأوروبية على تحمل تقلبات الأسواق العالمية وضمان أن الزراعة الأوروبية تتماشى مع الاتجاهات المستقبلية؛ مع تعزيز تحسين ظروف المعيشة والعمل في المناطق الريفية، حيث تعتمد العديد من المجتمعات على الزراعة.

ومن الجدير بالذكر أن رؤية الاتحاد الأوروبي تسلط الضوء على الحاجة إلى العمل المناخي في الزراعة وتدعو إلى تعديل المدفوعات المباشرة بموجب السياسة الزراعية المشتركة لدعم الدخول الأكثر عدالة ومكافأة المزارعين الذين يعملون مع الطبيعة.

أعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن دعمها للرؤية الجديدة، التي تعتبر الزراعة قطاعًا استراتيجيًا وتشجع الشباب على اختيار الزراعة كمهنة.

ويقدر مجلس الاتحاد الأوروبي للزراعة والثروة السمكية أيضًا التركيز على ضمان الدخل اللائق للمزارعين وتحسين القدرة التنافسية للقطاع الزراعي.

صرح وزير الزراعة البولندي تشيسلاف سيكيرسكي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، بأن بولندا تدعم تمامًا الأهداف التي حددتها المفوضية الأوروبية في رؤيتها للتنمية الزراعية والغذائية. ومع ذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي إعداد ميزانية منفصلة وملائمة للسياسة الزراعية المشتركة، وإشراك المزارعين أنفسهم بفعالية في عملية وضع السياسات وتنفيذها. ويجب اتخاذ أي قرارات ذات صلة بالتشاور مع المعنيين المباشرين بالقطاع الزراعي، وبمساهماتهم.

شدد وزراء الاتحاد الأوروبي أيضًا على ضرورة الحفاظ على ميزانية مستقرة للسياسة الزراعية المشتركة، ومواصلة دعم المناطق الريفية، ومكافحة المنافسة غير العادلة في التجارة الدولية . وينبغي أن تضمن السياسة الزراعية المشتركة دخلًا أساسيًا للمزارعين، بالإضافة إلى إيجاد مصادر دخل جديدة من الاقتصاد الحيوي . وتشمل الأولويات الأخرى الحد من البيروقراطية، وتشجيع الابتكار التكنولوجي، وضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

يقول الخبراء إن الرؤية تتخذ خطوات حذرة للغاية نحو بناء سلسلة إمداد غذائي أكثر عدلاً واستدامةً في الاتحاد الأوروبي. وتتضمن بعض العناصر الإيجابية، مثل الالتزام بتطبيق أقوى للقوانين الخضراء وتقديم حوافز مالية للمزارعين، إلا أنها تحتاج إلى تحديد مسار واضح لتحويل نظام الغذاء في الاتحاد الأوروبي.

يُذكر أن الرؤية تُركز على تعزيز القدرة التنافسية والمرونة لقطاع الثروة الحيوانية، معلنةً عن تطوير استراتيجية طويلة الأجل لبناء سلسلة إنتاج حيواني ممتازة. وفي سياق صياغة مسارات السياسات الخاصة بهذا القطاع، ستُراعي المفوضية الأوروبية "البصمة البيئية" (أثر أنشطة الإنتاج على البيئة) وتحسين إدارة المغذيات.

ومع ذلك، يقول الخبراء إنه لا يزال هناك حاجة إلى وضع خطة لتقليص استخدام الأسمدة الصناعية، وسياسات لدعم الوصول إلى الغذاء الأكثر استدامة وصحة.

تُسهم الزراعة بنسبة 11% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي، ويُعتقد أنها قادرة على المساهمة في تحقيق أهداف الاتحاد المناخية. لذلك، من المتوقع أن تُسهم رؤية الاتحاد الأوروبي في بناء مستقبل مستدام وعادل للزراعة الأوروبية.

المصدر: https://nhandan.vn/eu-coi-nong-nghiep-la-nganh-chien-luoc-tam-nhin-cho-tuong-lai-ben-vung-post867936.html