في 9 مارس/آذار، اختتم رئيس الوزراء فام مينه تشينه والوفد الفيتنامي رفيع المستوى بنجاح زيارتهم الرسمية إلى أستراليا.
حفل وداع لرئيس الوزراء فام مينه تشينه وزوجته في ختام زيارتهما الرسمية لأستراليا. الصورة: دونغ جيانغ/وكالة الأنباء الفيتنامية
تُعدّ زيارة رئيس الوزراء فام مينه تشينه إلى أستراليا فرصةً للبلدين لاستعراض تطور العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة وتوجيه التعاون في المستقبل. ومن أبرز ما ميّز هذه الزيارة إعلان فيتنام وأستراليا عن إقامة شراكة استراتيجية شاملة؛ وتوسيع التعاون في مجال التعليم والتدريب، بما في ذلك التدريب المهني؛ وتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والاستفادة من القوى الدافعة الجديدة، لا سيما في مجالات الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر والتحول في مجال الطاقة وتطوير الطاقة المتجددة في فيتنام. وقد جذب هذا الحدث اهتمامًا واسعًا من الخبراء والباحثين في هذا المجال. وفي حديثه مع مراسل وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في أستراليا، قال البروفيسور كارل ثاير، الخبير من أكاديمية قوات الدفاع الأسترالية بجامعة نيو ساوث ويلز، إن العلاقة بين أستراليا وفيتنام شهدت تطورًا تدريجيًا على مدار الخمسين عامًا الماضية، وقد حظيت هذه العلاقة بدعم جميع الأحزاب السياسية في أستراليا خلال تلك الفترات. ورغم اختلاف الأنظمة السياسية بين البلدين، إلا أن ذلك لا يبدو عائقًا. مع ترقية العلاقة بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة، يتضح أن احترام أستراليا وفيتنام للأنظمة السياسية والمصالح الاقتصادية لبعضهما البعض قد قرّب البلدين من بعضهما البعض لتحقيق منفعة استراتيجية أوسع، مما يعود بالنفع على شعبي البلدين، وخاصةً الجالية الفيتنامية الكبيرة في هذه الدولة الأوقيانوسية، بالإضافة إلى الثقة الاستراتيجية بين قادة البلدين. ووفقًا للأستاذ كارل ثاير، ستتيح الشراكة الاستراتيجية الشاملة فرصًا لفيتنام وأستراليا لتبادل وجهات النظر بشكل أعمق حول العديد من القضايا. وقال إن شريحة كبيرة من الشعب الأسترالي تدعم تعزيز العلاقات مع فيتنام، وخاصةً دعم المؤسسات التعليمية. وهناك مجالات يمكن لأستراليا وفيتنام فيها تحقيق إنجازات كبيرة. وأكد أستاذ أكاديمية قوات الدفاع الأسترالية أن أستراليا ستعطي الأولوية للتعاون مع فيتنام وستعزز الحوار. ويمكن للجانبين العمل معًا على توليد وتبادل الأفكار على مختلف مستويات الحوار. كل هذا يخدم المستقبل المشترك للبلدين في ظل التحديات العالمية والإقليمية التي تواجهها، مثل تغير المناخ وعدم الاستقرار الاقتصادي والتنافس بين القوى الكبرى. سيستفيد الجانبان إذا فهما هذه التحديات ووجدا أفضل السبل للتكيف والتعاون بأقصى قدر من الفعالية من خلال آليات ثنائية ومتعددة الأطراف تشارك فيها فيتنام وتلعب دورًا قويًا. في غضون ذلك، علق الخبير جريج إيرل، العضو السابق في مجلس أستراليا-آسيان والمراسل السابق لجنوب شرق آسيا في صحيفة "ذا أستراليان فاينانشال ريفيو"، بأن الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة سيُهيئ لفيتنام وأستراليا أرضيةً لتعزيز علاقات دبلوماسية أوثق والتمكن من إجراء حوارات حول القضايا الإقليمية. في الواقع، وجدت فيتنام وأستراليا سبيلًا لبناء علاقة ثنائية وثيقة بشكل متزايد، لا سيما تلك القائمة على الدعم المتبادل في السياسة الاقتصادية والجالية الفيتنامية الكبيرة في أستراليا، والتي تُعدّ من أكبر الجاليات الأجنبية في هذا البلد الأوقيانوسي، وجسرًا يُساعد أستراليا على فهم فيتنام بشكل أفضل. ووفقًا للخبير جريج إيرل، تُعدّ العلاقة الفيتنامية الأسترالية من أسرع العلاقات الخارجية نموًا في أستراليا في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من اختلاف النظامين السياسيين، إلا أن البلدين يجدان العديد من أوجه التشابه في قضايا السياسة الخارجية الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر فيتنام في الموارد الأسترالية، بينما تستورد أستراليا المزيد من المنتجات من فيتنام. وهذا يُعزز معرفة الشركات الأسترالية بفيتنام. في مقابلة مع مراسلي وكالة الأنباء الفيتنامية (VNA) في أستراليا، أشاد البروفيسور هال هيل، من كلية السياسات العامة بالجامعة الوطنية الأسترالية، بالإنجازات الفيتنامية المتميزة في جميع المجالات، كالسياسة والدبلوماسية والاقتصاد والمجتمع، وأعرب عن سعادته برؤية أستراليا وفيتنام ترتقيان بعلاقتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. واعتبر أن هذه إشارة إيجابية لمستقبل البلدين. فرغم عدم التقارب الجغرافي بينهما، يمكن للبلدين اغتنام هذه الفرصة لبناء علاقة وطيدة وتفاهم متبادل في جميع الجوانب. وأكد البروفيسور هال هيل أن فيتنام دولة تتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الدول، وتتمتع بمكانة مرموقة على الساحة الدولية، وهو أمر ينبغي على الدول الأخرى أن تتعلمه من فيتنام. علاوة على ذلك، تُعتبر فيتنام الاقتصاد الرائد في جنوب شرق آسيا، وهي أنجح دولة في المنطقة خلال القرن الماضي في اختراق شبكة الإنتاج العالمية، وهي أسرع قطاعات التجارة الدولية نموًا. وقد انضمت العديد من الشركات متعددة الجنسيات الكبرى إلى فيتنام، وأنشأت أنشطة إنتاجية في هذا القطاع الحيوي. لذلك، يرى البروفيسور هال هيل أن فيتنام تُمثل فرصة عظيمة لأستراليا. من وجهة نظر البروفيسور هال هيل، من الناحية السياسية والاجتماعية، تُعتبر فيتنام دولةً ديناميكيةً وفعّالة، لا تخضع لرقابة الإنترنت. من كونها أفقر دولة في العالم في ثمانينيات القرن الماضي، وبفضل عملية دوي موي، ارتقت فيتنام لتصبح مُصدّرًا رئيسيًا للأرز، وحققت نجاحًا في الإنتاج الزراعي والمأكولات البحرية، وأنشأت اقتصادًا متنوعًا. ومع زيارة رئيس الوزراء فام مينه تشينه إلى أستراليا والإشارات الإيجابية، فُتحت آفاق جديدة لعلاقات أوثق وأكثر حميمية بين فيتنام وأستراليا.
تعليق (0)