
سلطة السمك مع الخضار البرية
نام أو - قرية عريقة جنوب ممر هاي فان. يقصدها السياح ليس فقط للاستمتاع بجمال قرية الصيد القديمة الهادئ، أو لسماع القصص الأسطورية الرائعة لتشاو أو وتشاو لي في الماضي، بل أيضًا للاستمتاع بالأطباق التي تُعدّ ضمانًا لنقاء الأرض الواقعة أسفل نهر كو دي. ومن بينها سلطة سمك نام أو "دا".
عند سماعها، يظن الكثيرون أنها سلطة مصنوعة من سمك "دا". في الواقع، هذه إحدى طرق تناول سلطة السمك لدى سكان قرية نام أو الساحلية. يضع رواد المطعم جميع أنواع الخضراوات والسمك وورق الأرز المكسور في الوعاء، ثم يسكبون صلصة السمك، ثم ينطقون "فا" بطريقة شهية للغاية. غالبًا ما ينطق شعب كوانغ الكلمات التي تبدأ بحرف "ف" الساكن بـ "د". هنا، تُنطق طريقة تناول السمك "فا" (وهي طريقة لدفع الطعام في الفم) بـ "دا" فيش.
إذا أتيحت لك الفرصة لزيارة قرية الصيد القديمة نام أو، جرب سلطة السمك "دا" على طريقة قرية الصيد الحقيقية لتشعر ببرودة قلبك.
يروي أحدهم قصة طريفة، مفادها أن صحفيًا شابًا من الشمال، عندما جاء لكتابة مقال عن سلطة السمك الشهيرة في قرية نام أو، دُعي لتناول سلطة سمك "قديمة" من قِبل السكان المحليين، فعاد على الفور إلى منزله وكتب ملاحظة بعنوان: "سلطة السمك القديمة الشهيرة في قرية نام أو". الحقيقة مجهولة، لكن الشائعات حول طبق سلطة السمك لا تنتهي!
كثيرًا ما يتحدث الناس هنا عن لذة سلطة السمك في مدينتهم باستعارةٍ مليئةٍ بالصور: "الاشتهاء لفائف الربيع والنقانق ليس أفضل من اشتهاء سلطة السمك مع الخضراوات البرية". تُحضّر سلطة السمك الساحلية التقليدية هذه غالبًا من الأنشوجة والرنجة والسردين وغيرها، والتي تُصطاد طازجةً من بحر نام أو.
إن تحضير السلطة من الأسماك الصغيرة يتطلب تقنيات ماهرة مثل قطع الذيل والرأس وإزالة العظام وتقسيمها إلى نصفين وتقطيعها إلى قطع وتجفيفها ونقعها بالزنجبيل والجالنجال والثوم المفروم ونخالة الأرز...
ولكن من الغريب أن سلطة السمك نام أو لن تكون شهية على الإطلاق بدون الخضروات البرية.
تناول الطعام على الطريقة الساحلية
للاستمتاع بطبق نام أو، يضطر الناس إلى قطع مسافات طويلة في غابة هاي فان لقطف أنواع عديدة من الخضراوات والأوراق. تنمو أوراق الكوكا البرية، والهندباء، والآس، والروث، والغارسينيا... في جميع أنحاء الجبال. وعند مزجها مع الأسماك المعالجة، تُضفي نكهة فريدة. كما تُضاف بعض الأوراق الشائعة في الحدائق المنزلية، مثل المشمش، والجينسنغ، والبريلا، والخس... لإضفاء نكهة مميزة على هذا الطبق البحري اللذيذ.

اليوم، لم تعد سلطة سمك نام أو مقتصرة على قرى الصيد كما كانت في السابق، بل أصبحت منتشرة في المطاعم الكبيرة. ولعل هذا هو سبب اختفاء هذه الطريقة الشعبية لتناول سلطة السمك.
في أيامنا هذه، يستخدم الناس ورق الأرز كطبقة خارجية لتغليف الخضراوات البرية والأسماك المصنّعة على شكل لفائف صغيرة. ثم يغمسونها في صلصة سمك حارة برائحة الفلفل الحار والثوم المطحون. هذه الحركة كافية لسيل اللعاب، وعند وضع سلطة السمك في الفم، تُثير الإعجاب.
نام أو، أرض هوا أو القديمة، لا تزال تحمل أسطورةً مثيرةً عن الأميرة هوين تران التي توقفت عند جبل موم هاك منتظرةً فرصة العودة إلى داي فيت. آبار تشام راقدةٌ هناك منذ سنواتٍ طويلة، تستمع إلى البحر يروي قصة الأنشوجة، التي ابتكرت منها صلصة نام أو السمكية. أو قصة الرنجة التي مرت بأيدي الصيادين وتحولت إلى طبق سلطة سمك غنيّ بروح قرية الصيد.
إذا أتيحت لك فرصة زيارة قرية الصيد العريقة نام أو، فجرب سلطة السمك "دا" على طريقة قرية الصيد الأصيلة، لتشعر بدفء قلبك. كغاباتها البدائية التي تنمو على منحدرات نهر موم هاك، وكهدير الرياح الذي يهب من صخورها الطحلبية التي يبلغ عمرها ألف عام...
مصدر
تعليق (0)