إنجاز تاريخي بعد أكثر من عقدين من المفاوضات
معاهدة الرياض بشأن قانون التصاميم الصناعية هي نتاج أكثر من 20 عاماً من المفاوضات بين الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث عقدت المرحلة النهائية في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض بالمملكة العربية السعودية من 11 إلى 22 نوفمبر 2024.
في كلمته في الحفل الختامي، قال المدير العام للويبو، دارين تانغ، إن اعتماد المعاهدة يُعدّ إنجازًا تاريخيًا، إذ رحّب المجتمع الدولي بالمعاهدة الدولية الثامنة والعشرين في إطار الويبو. وهنأ السيد دارين تانغ الوفود المتفاوضة على توافقها، وأشاد بالدور القيادي للدكتور عبد العزيز السويلم، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية (SAIP)، رئيس المؤتمر.

أكد المدير العام للويبو أن التوصل إلى اتفاق بعد عقدين من النقاش دليلٌ على قوة التعاون متعدد الأطراف، ويُظهر الجهود المتواصلة التي تبذلها الدول لبناء بيئة قانونية شفافة وملائمة للمجتمع الإبداعي العالمي. وأكد السيد دارين تانغ قائلاً: "في مايو، اعتمدنا المعاهدة الدولية بشأن الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية المتعلقة بها. وبعد ستة أشهر، اجتمعنا لاعتماد معاهدة الرياض بشأن قانون التصاميم الصناعية. وهذا دليل على أن التعاون متعدد الأطراف قادر على جعل العالم مكانًا أفضل."
وفقاً للسيد تانغ، يُعد التصميم الصناعي عاملاً هاماً في إثراء الحياة الثقافية، وتعزيز القيمة الجمالية والإبداعية للمنتجات. إن وضع إطار قانوني عالمي موحد لا يُمكّن المصممين فحسب، بل يُسهّل أيضاً تطوير الصناعات الإبداعية، ويعزز النمو الاقتصادي والتجارة الدولية.
قال رئيس المؤتمر، الدكتور عبد العزيز السويلم، إن تسمية "معاهدة الرياض لقانون التصاميم الصناعية" تعكس الدور الهام للمملكة العربية السعودية كجسر بين الثقافات ومركز لدعم الابتكار العالمي. وأكد أن اعتماد المعاهدة إنجاز تاريخي، يُبرز مساهمة المملكة العربية السعودية الإيجابية في المنظومة الدولية للملكية الفكرية، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء، ويرسي أساسًا قانونيًا متينًا لتعزيز الابتكار عالميًا.
زيادة الشفافية وتبسيط إجراءات تسجيل التصميم
تهدف معاهدة الرياض لقانون التصاميم الصناعية إلى وضع إطار قانوني موحد لإجراءات حماية التصاميم الصناعية، مما يجعل عملية التسجيل أكثر شفافيةً ووضوحًا وأقل تعقيدًا. حاليًا، تختلف إجراءات ومعايير الحماية بين الدول، مما يُصعّب على المصممين التسجيل عبر الحدود. ستساعد المعاهدة الجديدة على توحيد المتطلبات والمعايير والإجراءات، وتسمح للمتقدمين باستخدام أشكال أكثر مرونةً لعرض التصاميم، مثل الرسومات والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو ، وتسمح بتقديم تصاميم متعددة في الطلب نفسه عند استيفاء شروط معينة.

تنص المعاهدة أيضًا على فترة سماح مدتها 12 شهرًا من تاريخ النشر الأول للتصميم، مما يسمح لمقدم الطلب بتأجيل نشر التصميم لمدة ستة أشهر على الأقل من تاريخ التقديم. بالإضافة إلى ذلك، تُوفر المعاهدة مرونةً لمساعدة مقدمي الطلبات على تجنب فقدان حقوقهم في حال عدم الالتزام بالموعد النهائي، ولتبسيط عملية تجديد التصاميم الصناعية. والجدير بالذكر أن المعاهدة تشجع على تطبيق أنظمة الإيداع الإلكتروني، وتبادل البيانات ذات الأولوية، وتقديم المساعدة التقنية للدول النامية والأقل نموًا، مما يضمن إنفاذًا شاملًا وعادلًا.
بالإضافة إلى توحيد الإجراءات الإدارية، تتضمن المعاهدة أيضًا نقطة جديدة بارزة تتمثل في ربط حماية التصاميم الصناعية بحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي. ويجوز للدول الأعضاء أن تشترط على مقدمي الطلبات تقديم معلومات تتعلق بالمعارف التقليدية أو أشكال التعبير الثقافي التي تؤثر على التصميم المسجل، مما يضمن احترام القيم الثقافية الأصلية والحفاظ عليها في عملية تسويق الابتكارات.
وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ رسميا بعد أن تصادق عليها 15 دولة، مما يفتح مرحلة جديدة في عملية تحديث نظام حماية التصميم العالمي.
معنى فيتنام
يكتسب اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم الصناعية من قِبَل المنظمة العالمية للملكية الفكرية أهميةً خاصة بالنسبة لفيتنام، في ظلّ استمرار تحسين النظام القانوني للملكية الفكرية لتلبية متطلبات التكامل الدولي وتعزيز الابتكار الوطني. فيتنام عضوٌ فاعل في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث شاركت في العديد من المعاهدات الدولية المهمة، مثل اتفاقية باريس، ومعاهدة التعاون بشأن البراءات، واتفاقية مدريد، واتفاقية لاهاي بشأن التسجيل الدولي للتصاميم الصناعية. ومن المتوقع أن يدعم صدور معاهدة الرياض فيتنام في تحسين قدرتها الإدارية، وتحسين إجراءات التسجيل، وتوسيع نطاق حماية التصاميم في السوق الدولية، لا سيما للشركات الصغيرة والمتوسطة.
يتعاون المكتب الوطني للملكية الفكرية (وزارة العلوم والتكنولوجيا) حاليًا بشكل وثيق مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) لتوحيد قاعدة البيانات، وتحسين قدرات التقييم، وتعزيز التحول الرقمي في إدارة طلبات تسجيل التصاميم الصناعية. وستواصل وزارة العلوم والتكنولوجيا دراسة وتقييم أثر معاهدة الرياض، واقتراح خارطة طريق مناسبة للانضمام، بما يضمن التوافق مع الالتزامات الدولية والاستراتيجية الوطنية لتطوير نظام الملكية الفكرية حتى عام ٢٠٣٠.
المصدر: https://mst.gov.vn/hiep-uoc-luat-kieu-dang-cong-nghiep-riyadh-buoc-tien-trong-bao-ho-thiet-ke-toan-cau-197251011210649487.htm
تعليق (0)