مؤخرًا، صرّحت والدة كورية، السيدة جانغ يون جونغ (45 عامًا)، في مقابلة، بأنها فوجئت بسماع أطفالها يتحدثون عن "ضغوط المواعدة"، مع أنهم ما زالوا في المرحلة الابتدائية. فالطلاب الذين لم يسبق لهم "مواعدة" أي شخص، يُسخر منهم الآخرون باعتبارهم "عُزّابًا دائمًا".
المواعدة في هذا العمر بسيطة جدًا أيضًا. أخبرها أطفال جانغ أن الأصدقاء الذين يدّعون أنهم "عشاق" يواعدون خلال فترة الاستراحة. يلعب "الأزواج" معًا أو في مجموعات، لكنهم يبدون قريبين جدًا.
إن عقلية "النضج المبكر" لدى تلاميذ المدارس الابتدائية تسبب القلق والارتباك لدى العديد من المعلمين وأولياء الأمور في كوريا (صورة توضيحية: Focused).
وباعتبارها أمًا، قالت جانج يون جونغ إنها شعرت بالارتباك والقلق، لأنها لم تكن تتوقع أن جيل أطفالها سيضطر إلى تحمل مثل هذه الضغوط الغريبة.
هناك طلاب في المرحلة الابتدائية يتباهون أمام أصدقائهم بخبرتهم الواسعة في "المواعدة". في الواقع، تُعد القصة التي شاركتها السيدة جانغ يون جونغ ظاهرةً تجذب اهتمامًا كبيرًا من خبراء التعليم في كوريا.
في الوقت الحاضر، حتى طلاب المدارس الابتدائية بدأوا يخشون وصفهم بـ"العزاب". ويعود ذلك جزئيًا إلى استخدام الأطفال اليوم للأجهزة الإلكترونية منذ سن مبكرة، ما يجعلهم عرضة لمحتوى عاطفي ونفسي كبير موجه للبالغين. وهذا ما يدفع العديد من الأطفال إلى اكتساب عقلية "البلوغ المبكر".
قال كيم جونغ وهان، أحد أولياء الأمور، لصحيفة كوريا هيرالد: "عندما شرح لي ابني ضغوط المواعدة في سنه، صُدمتُ. ما هي المشاكل التي يواجهها أطفال المدارس الابتدائية في نموهم هذه الأيام؟"
قالت معلمة في مدرسة ابتدائية لم تكشف عن هويتها إنها تضطر في كثير من الأحيان إلى إيجاد طرق للتحدث على انفراد مع بعض الطلاب الذين يظهرون حميمية مفرطة مع بعضهم البعض، مثل التقبيل على الخد، وحتى على الشفاه، أو اللمس لإظهار المودة.
«طلابي مرتاحون جدًا في مناقشة الحب مع بعضهم البعض، رغم صغر سنهم. الأمور التي كانت تُعتبر حساسة سابقًا، أصبحوا الآن يتحدثون عنها بشكل طبيعي جدًا»، قالت المعلمة.
ينصح خبراء التعليم الآباء بمساعدة أبنائهم بلطف على اكتساب فهم الحب المناسب لأعمارهم (صورة توضيحية: Focused).
بينما يرى بعض الآباء أن علاقات طلاب المرحلة الابتدائية العاطفية بريئة ولا تستدعي القلق، يشعر كثيرون آخرون بالقلق والحيرة. يعتقد كثيرون أن نفسية الأطفال الصغار اليوم تتطور بسرعة كبيرة، مما يصعب عليهم استيعابها.
وقد تحدث بعض خبراء التعليم ومعلمي المدارس الابتدائية في كوريا مؤكدين على أهمية رعاية الوالدين للأطفال ومرافقتهم وتعليمهم لفهم الحب بشكل صحيح منذ سن مبكرة.
وينصح خبراء التربية الجنسية أيضًا أنه بدلاً من التوبيخ بقسوة، يجب على الآباء مساعدة أطفالهم بلطف على اكتساب فهم مناسب لأعمارهم للحب، بالإضافة إلى الحدود العاطفية والسلوكية المناسبة مع زملائهم في الفصل.
وعلى وجه الخصوص، لا ينبغي للوالدين والمعلمين أن يوبخوا الأطفال أو ينتقدوهم بشدة بسبب علاقاتهم العاطفية، بل ينبغي عليهم تقديم التوجيه لمساعدة الأطفال على فهم ما يجب عليهم فعله، بما يتناسب مع أعمارهم.
في الواقع، يتعرض الأطفال الصغار أيضًا لضغط نفسي يدفعهم للتنافس أو حتى لمتابعة أصدقائهم، بينما لا يفهمون ما يفعلونه حقًا. إن تعليم الأطفال كيفية التعبير عن المشاعر غير المرغوب فيها، وقبولها، أو رفضها بطريقة مناسبة، أصبح تدريجيًا محتوىً هامًا يتعين على العديد من الآباء في كوريا تعليمه لأطفالهم منذ المرحلة الابتدائية.
المصدر: https://dantri.com.vn/giao-duc/hoc-sinh-tieu-hoc-cung-so-e-20250807162452815.htm
تعليق (0)