تلعب العلوم الاجتماعية والإنسانية دورًا هامًا، فهي علم الإنسان، إذ تدرس القضايا المتعلقة به، وتساعده على التفوق، وتساهم على أفضل وجه في التنمية، بما يسهم في تقدم المجتمع. هذا ما قاله الرئيس فو فان ثونغ خلال جلسة عمل في جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية (جامعة مدينة هو تشي منه الوطنية) صباح يوم 13 نوفمبر.

قام الرئيس فو فان ثونغ بزيارة وعمل في جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية (جامعة فيتنام الوطنية، مدينة هوشي منه) صباح يوم 13 نوفمبر.
الجامعة هي المكان الذي يتم فيه اكتشاف القدرات.
خلال جلسة العمل، ناقش الرئيس فو فان ثونغ العديد من النقاط المهمة حول دور العلوم الاجتماعية والإنسانية. وقال الرئيس: "في الفترة الحالية، تسعى بلادنا جاهدةً لتحقيق طموحاتها في الرخاء والسعادة، وتسعى جاهدةً لتصبح دولة متقدمة ذات دخل مرتفع بحلول عام 2045. ولا يمكن تحقيق هذا الطموح وهذه الرؤية بشكل مستدام إلا من خلال إرساء أسس علمية وتعليمية عالية الجودة. وفي هذا السياق، تلعب العلوم الاجتماعية والإنسانية دورًا هامًا، لأنها علم الإنسان، إذ تدرس القضايا المتعلقة به، وتساعده على التفوق، وتقدم أفضل مساهمة في التنمية، بما يسهم في تحسين المجتمع".
وأكد الرئيس: "إن المثقفين والموارد البشرية المتميزة هي القوة الأساسية التي تقود عملية التصنيع والتحديث في البلاد".
وفي حديثه عن مهمة التعليم الجامعي، قال الرئيس إنها "لا تقتصر على نقل المعرفة وخلق معارف جديدة لخدمة تقدم المجتمع وازدهاره وسعادته؛ بل تشمل أيضاً إعداد الناس - الموارد البشرية للمجتمع - بالصفات والقدرة الكافية للعمل والإبداع والتكيف في عالم متغير باستمرار ومعقد وغير قابل للتنبؤ".
وأضاف الرئيس: "الجامعات منابر لاكتشاف القدرات، وغرس القيم، وإرساء أسس التنمية الشاملة للأفراد، وتعظيم إمكاناتهم وإبداعاتهم. ومن هنا، يُهيئ المجتمع مواطنين مسؤولين يُحبون عائلاتهم ووطنهم وأبناء وطنهم، ويعيشون حياة كريمة ويعملون بكفاءة". وفيما يتعلق بالخبراء والعلماء والمديرين والقادة، يرى الرئيس أن هذه هي القوة التي تُرسخ المعرفة والعلم والثقافة في المجتمع، مما يُرسي أسسًا ودوافع للتنمية لخدمة الإنسان والمجتمع بفعالية.
وأكد الرئيس على وجه الخصوص: "في سياق التغيرات السريعة وغير المتوقعة في العالم والمنطقة والبلاد، كان للثورة التكنولوجية والعولمة تأثير قوي على تطور الاقتصاد والسياسة والمجتمع والثقافة والناس والقيم الطبيعية والقيم الإنسانية، مما أدى إلى ظهور العديد من القضايا الجديدة، وفرض متطلبات جديدة تتطلب من العلوم الاجتماعية والإنسانية مواكبة هذه التغيرات والاستجابة الجيدة والقدرة على التحليل والتنبؤ والتفسير بشكل مقنع والمشاركة في قيادة المجتمع وتوجيهه".
انطلاقًا من هذا الدور المهم، أطلع الرئيس المدرسة على بعض التوجهات المستقبلية. أولها الاستمرار في تجديد الفكر والعمل، والارتقاء المستمر بجودة التدريب والبحث، وتعزيز مكانة المدرسة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وأضاف الرئيس قائلاً: "كما يركز البرنامج على دعم وتهيئة الظروف لقطاعات ومجالات ومواضيع محددة ومهمة وضرورية للتنمية المستدامة للبلاد. ويساهم في حل التحدي الراهن المتمثل في نقص نخبة المثقفين والخبراء والعلماء والمفكرين البارزين، لا سيما في بعض المجالات الرئيسية للعلوم الاجتماعية والإنسانية".
اهتمام خاص بجودة التعليم
من المواضيع التي أشار إليها الرئيس فو فان ثونغ خلال جلسة العمل، تطوير إدارة المدارس نحو الاستقلالية والاحترافية والحداثة. مواصلة التركيز على توسيع العلاقات الدولية، واستقطاب الطلاب الدوليين؛ وتحقيق نتائج ملموسة في تدريب الموظفين والمحاضرين والطلاب، بالإضافة إلى بناء روابط التدريب والبحث العلمي؛ وتوسيع التعاون البحثي مع الشركاء الأكاديميين المهمين، واكتساب أطر نظرية ومنهجيات ومناهج جديدة في مجال بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية في فيتنام، والحوار بشأنها، والمساهمة فيها، وتطبيقها.
فيما يتعلق بالطلاب، أكد الرئيس على ضرورة تلبية متطلبات الابتكار التعليمي من خلال التطوير الشامل لقدراتهم ومهاراتهم، وبناء بيئة ثقافية وأكاديمية تُمكّن الطلاب من الثقة بالنفس والاستقلالية والإبداع والشغف بالبحث والتعلم وخدمة المجتمع. كما ينبغي إيلاء اهتمام خاص لبناء الشخصية، وتنمية القدرات اللازمة للطلاب لتعزيز قدرتهم على التكيف مع المجتمع والاندماج في المجتمع الدولي، وامتلاك مهارات التعلم والتفكير مدى الحياة، وتحفيز الطموح والإرادة والتصميم على الارتقاء في كل فرد، بما يُسهم في نهضة الأمة.
في كلمته، أولى الرئيس اهتمامًا خاصًا لفريق الإدارة والمعلمين. ووفقًا للرئيس، فإنهم القوة التي تحدد جودة التدريب والبحث في المدرسة. لذلك، من الضروري وضع أجور وسياسات مناسبة للموظفين المؤهلين تأهيلاً عالياً؛ وتهيئة الظروف والبيئة المناسبة للمعلمين للدراسة الذاتية والبحث وتنمية المعرفة والمهارات المهنية وتطويرها، وتعزيز القدرات التربوية. كما يجب التركيز على تدريب ورعاية واستقطاب فريق من المحاضرين المتميزين ذوي الكفاءة العالية والقدرة الإبداعية في التدريس والبحث العلمي.
وأضاف الرئيس فو فان ثونغ: "يجب وضع آلية لجذب الكوادر والعلماء الموهوبين من داخل البلاد وخارجها للعمل في الكلية. وتشجيع الكوادر وتحفيزهم على تنمية وتطوير مهاراتهم وأخلاقياتهم، والعمل بمسؤولية، وإنجاز عملهم على أكمل وجه، والحفاظ على النزاهة العلمية".
وفقًا لصحيفة ثانه نين
مصدر
تعليق (0)