نشر الأمين العام الجديد مقالاً هاماً بعنوان "الانطلاقات المؤسسية والقانونية نحو نهضة البلاد". وأصدر المكتب السياسي القرار رقم 66 بشأن الابتكار في سنّ القوانين وتنفيذها لتلبية متطلبات التنمية الوطنية في العصر الجديد. ناقش عضو الجمعية الوطنية، ها سي دونغ، هذه المسألة مع موقع فييتنام نت.
المؤسسات هي "قواعد اللعبة"، والمسؤولون هم من ينظمون وينفذون "اللعبة"
أصدر المكتب السياسي مؤخرًا القرار رقم 66 بشأن الابتكار في سنّ القوانين وتطبيقها لتلبية متطلبات التنمية الوطنية في العصر الجديد. وفي وقت لاحق، كتب الأمين العام تو لام أيضًا مقالًا بعنوان "إحداث نقلة نوعية في المؤسسات والقوانين من أجل نهضة البلاد". بصفتك عضوًا مخضرمًا في الجمعية الوطنية ، كيف ترى هذا القرار ذا مغزى، لا سيما في ظلّ حاجة البلاد إلى تنمية رائدة؟
إن مقال الأمين العام المهم "الاختراقات المؤسسية والقانونية لنهضة البلاد" وإصدار المكتب السياسي للقرار رقم 66 بشأن الابتكار في التشريع وإنفاذه، حدثان بالغا الأهمية والدلالة. فهذا ليس مجرد إجماع استراتيجي عميق للحزب حول الدور المحوري للمؤسسات والقوانين، بل يُظهر أيضًا عزمًا سياسيًا راسخًا على تعزيز تنمية البلاد في العصر الجديد.
وهذا يدل على تفكير الحزب المتسق والعميق في اعتبار المؤسسات أساساً والقوانين أدوات لتنظيم تنفيذ التوجيهات والسياسات بشكل فعال.
المندوب ها سي دونغ: يجب اعتبار القانون أداةً لتعزيز الابتكار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وليس نظامًا للحواجز. الصورة: هوانغ ها
وفي سياق مواجهة البلاد للحاجة إلى تحقيق اختراق لتجنب التخلف عن الركب، فإن التوجيه المتزامن من المكتب السياسي والأمين العام هو إشارة واضحة إلى أن الحزب يعمل بشكل استباقي على خلق زخم جديد، وإزالة الاختناقات وإنشاء ممر قانوني مفتوح وموثوق به بما يكفي لخلق الثقة لجميع فئات الشعب والشركات والموظفين المدنيين المخلصين لخدمة تنمية البلاد.
يُظهر المقال والقرار إدراكًا عميقًا بأن إطلاق الموارد يتطلب البدء بالمؤسسات والقوانين. وهذا ما يتطلع إليه الشعب والشركات والمثقفون وموظفو الحكومة والمستثمرون المحليون والأجانب.
أكد الأمين العام أن "المؤسسات هي عنق الزجاجة". برأيكم، ما هي القيود المؤسسية التي يجب معالجتها فورًا وكيف؟
عندما أكد الأمين العام أن "المؤسسات هي عنق الزجاجة"، كان ذلك تعميمًا عميقًا للغاية، يعكس واقع ما يقرب من 40 عامًا من التجديد. لقد طبقنا العديد من السياسات الصحيحة، لكن عملية التأسيس والتنفيذ لم تكن متزامنة، بل كانت مشوشة وغير متسقة، مما أدى إلى بطء في صرف موارد التنمية.
يمكن القول إن المؤسسة هي "قواعد اللعبة"، والكوادر هي من ينظمها وينفذها. إذا كانت قواعد اللعبة غامضة، تفتقر إلى الشفافية والاستقرار، حتى مع وجود كوادر موهوبة ومخلصة، فسيكون من الصعب تطبيقها بفعالية.
على العكس من ذلك، إذا كانت الكوادر ضعيفة وغير كفؤة ولا تجرؤ على تحمل المسؤولية، فسيكون من الصعب تطبيقها عمليًا حتى مع تطور المؤسسة. لذلك، لتحقيق الابتكار والتطوير المستدام في العصر الجديد، نحتاج إلى بناء مؤسسة شفافة ذات مسؤولية عالية، إلى جانب تدريب ورعاية واختيار كوادر شجاعة في التفكير والعمل وتحمل المسؤولية أمام الشعب.
برأيي، تشمل بعض المعوقات المؤسسية البارزة حاليًا عدم وضوح نظام اقتصاد السوق ذي التوجه الاشتراكي، والذي لم يُحدد بعد دور الدولة والسوق بشكل كامل. وهذا يؤدي إلى تدخل إداري أو آلية طلب منح في تخصيص الموارد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تداخلات وتناقضات في النظام القانوني، وأمثلة واضحة في مجالات الأراضي والاستثمار والبناء والبيئة، مما يتسبب في إهدار المستثمرين الكثير من الوقت وتكبد تكاليف عالية للامتثال.
إن آلية اللامركزية والتفويض ليست قوية بما فيه الكفاية، والمسؤوليات غير واضحة، مما يؤدي إلى إبطاء عملية اتخاذ القرار وتنفيذه.
لا يقتصر النهج هنا على تعديل القانون فحسب، بل يجب أن يشمل تجديد الفكر التشريعي. يجب اعتبار القانون أداةً لتعزيز الابتكار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا نظامًا للقيود والحواجز.
ومن الضروري أيضًا تعزيز دور تقييم السياسات وتقدير أثر القوانين قبل إصدارها وبعده؛ وتطبيق آلية الصندوق الرملي والتوجيه المتحكم فيه بقوة لخلق مساحة سياسية جديدة.
الحاجة إلى "زوج مناسب من المؤسسة والأشخاص"
ما هي علاقة المؤسسة الجيدة والكادر الكفؤ بالتنمية المستدامة للبلاد يا سيدي؟
المؤسسات هي الأساس، والكوادر هي المُنظِّمة، والتنمية المستدامة هي الهدف الأسمى. هذه العوامل الثلاثة مترابطة ومترابطة.
إن المؤسسة الجيدة تُهيئ بيئةً شفافةً وعادلة، وتُشجع الابتكار، وتُطوّر اقتصادًا قائمًا على المعرفة، وتُعزز التحول الأخضر - وهي الشروط الأساسية للتنمية المستدامة. ومع ذلك، فبدون فريقٍ من المسؤولين الأكفاء والشجعان والأخلاقيين، مهما بلغت جودة المؤسسة، لا يُمكن تطبيقها عمليًا.
المؤسسات الجيدة تُهيئ بيئةً شفافةً وعادلة. الصورة: ثاتش ثاو
في الدورة الاستثنائية التاسعة للجمعية الوطنية في وقت سابق من هذا العام، ذكرتُ أنه بالإضافة إلى العوائق المؤسسية، هناك أيضًا عوائق في الموارد البشرية. وتشمل هذه العوائق العوامل البشرية، وتعقيد الجهاز الإداري، وضعف كفاءة الموظفين وموظفي الخدمة المدنية، وعدم استيفائهم للمتطلبات العملية، وخاصةً التهرب من المسؤولية والتنصل منها في أداء الواجبات العامة.
لذلك، إذا كان النظام لا يزال به العديد من الحواجز وغير شفاف، حتى لو كان المسؤولون مخلصين، فسيكون من الصعب عليهم أداء أدوارهم بشكل جيد.
لقد حصلنا على دروس عملية، مثل برنامج الهدف الوطني أو السياسات لدعم التعافي بعد كوفيد-19، والتي أظهرت أنها لا تتحقق، حيث يتم إصدار السياسات بالموارد ولكن الصرف بطيء للغاية، حتى في بعض الأماكن، الصرف غير ممكن، فقط في الأماكن التي يوجد فيها مسؤولون يجرؤون على القيام بذلك، ويعرفون كيف يفعلون، ويفهمون القانون، ويتبعون الواقع، تكون السياسات فعالة.
ومن ثم، فإن الابتكار المؤسسي وبناء الكوادر يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، حتى وإن تطلب الأمر وجود "ثنائي مؤسسي - بشري" مناسب لكل مجال ومحلية من أجل خلق الزخم اللازم للتنمية المستدامة.
لا يتأخر القانون عن الممارسة بل يسير جنبًا إلى جنب مع الممارسة ويقود تطويرها.
باعتباركم عضوا في مجلس الأمة لثلاث دورات، ما هي اقتراحاتكم لإزالة "عنق الزجاجة" الحالي، وبرأيكم كيف ينبغي إصلاح عملية بناء وإقرار القوانين؟
لقد حققت الجمعية الوطنية مؤخرًا العديد من الابتكارات في عملها التشريعي، من خلال تعزيز الحوار، والتشاور بشأن السياسات، وتنظيم العديد من الندوات والنقاشات المعمقة مع الخبراء والشعب. ومع ذلك، أكد الأمين العام على ضرورة تفعيل القانون، الأمر الذي يتطلب ابتكارًا مستمرًا وأقوى.
أولاً، من الضروري تحسين جودة صياغة السياسات بدءاً من مرحلة الاقتراح، أي من التطبيق العملي، ومن واقع حياة الناس، ومن احتياجاتهم ومتطلباتهم. فلا يمكن أن تكون هناك قوانين جيدة إذا صيغت المسودة من تلقاء نفسها، دون مشاركة حقيقية من الأطراف المعنية.
ثانيًا، إصلاح العملية التشريعية بما يتلاءم مع مرونة أكبر، من خلال آلية لمراجعة وتعديل اللوائح غير الملائمة للممارسة بسرعة. على سبيل المثال، من الممكن توفير "مساحة قانونية" واسعة بما يكفي لتمكين الحكومة من مرونة تنظيم التنفيذ، لا سيما في المجالات الجديدة كالتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الدائري، وإجراءات الاستثمار، وغيرها.
ثالثًا، تعزيز القدرة على نقد السياسات ومراقبة تنفيذها. ينبغي للمجلس الوطني أن يراقب تنفيذ القوانين بشكل استباقي، وأن يمتلك آلية لتقييم أثرها بعد إصدارها، وأن يوصي فورًا بتعديلات تتماشى مع الواقع.
من أبرز ما جاء في مقال الأمين العام هو عقلية "الركض والانتظار في طابور واحد". برأيكم، كيف يُمكن تطبيق هذه العقلية في عملية التشريع وتنفيذ السياسات الحالية؟
إن عقلية "الركض والانتظار في طابور واحد" التي ذكرها الأمين العام هي تعبير مجازي، لكنها عملية وعصرية للغاية. في سياق التحول السريع، إذا انتظرنا حتى تتحقق جميع الشروط قبل القيام بأي شيء، فسنضيع الفرصة. على العكس، إذا قمنا بذلك دون ضوابط، فسيؤدي ذلك إلى مخاطر.
وبالتالي فإن "الجري والانتظار في نفس الوقت" هو وسيلة للتصرف والتكيف في نفس الوقت، أي الجمع بين العمل السريع والإدارة المرنة.
الصورة: هوانغ ها
وفي التشريع، يمكن إظهار هذا التفكير من خلال التوجيه المتحكم فيه - آليات الحماية كما هو الحال في مجالات التكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتعليم عبر الإنترنت... وهذه طريقة لكي لا يصبح القانون عائقًا بل منصة للابتكار.
في إدارة السياسات، تتطلب هذه العقلية من المدراء متابعة الواقع بدقة والاستعداد لتعديل السياسات بناءً على البيانات لتعكس الواقع. ومن الأمثلة النموذجية على ذلك مرونة الحكومة في إدارة أسعار البنزين، والسياسة النقدية، وسياسة التأشيرة الإلكترونية مؤخرًا، وكلها تُبرز ابتكار عقلية "الاختبار - التقييم - الإتقان".
باختصار، إن "الجري والوقوف في طابور في نفس الوقت" ليس اندفاعًا بل هو عقلية إدارية حديثة، حيث لا يتخلف القانون عن الممارسة بل يسير جنبًا إلى جنب ويقود تطوير الممارسة.
Vietnamnet.vn
المصدر: https://vietnamnet.vn/khong-the-co-luat-tot-neu-du-thao-duoc-soan-ra-tu-ban-giay-2400142.html
تعليق (0)