يطرح البرنامج مجموعة من التساؤلات الجوهرية: كيف نكتشف الموهوبين ونرعاهم ونستغلهم على النحو الأمثل؟ كيف يمكن لفيتنام أن تشهد "موسمًا ذهبيًا" للعلوم والتكنولوجيا؟
في 6 يوليو 2025، أعلن المكتب المركزي للحزب عن توجيه عاجل من الأمين العام تو لام إلى وزارة الداخلية لتقديم آلية معالجة خارج الإطار في غضون شهرين، بهدف إعادة ما لا يقل عن 100 من خبراء العلوم والتكنولوجيا الرائدين إلى العمل في البلاد.
بعد ذلك مباشرةً، واصل رئيس الوزراء تكليف وزارة الداخلية بتطوير مشروع لتوظيف 100 من كبار المهندسين والمهندسين المعماريين وتوفير معاملة خاصة لهم، ولعب دورًا رائدًا في تنفيذ المبادرات الرائدة. وفي الوقت نفسه، كُلِّفت وزارة العلوم والتكنولوجيا بوضع وتنفيذ استراتيجية لاستقطاب الكفاءات العلمية والتكنولوجية حتى عام 2030، مع رؤية تمتد حتى عام 2050، مؤكدةً على الدور المحوري للموارد البشرية عالية الجودة في التنمية الوطنية.

نظرة عامة على البرنامج.
وضع العلماء في منصب "المهندس الرئيسي"
وفي خطاب ألقاه مؤخرا، أكد الأمين العام تو لام أن العلماء لم يعودوا مجرد أشخاص سلبيين بل أصبحوا مؤلفي أعمال أساسية، مما يفتح نقطة تحول في التفكير في سياسة توظيف الأشخاص الموهوبين.
وفقًا لنائب وزير العلوم والتكنولوجيا، بوي ذي دوي، لتحقيق ذلك، تحتاج الدولة إلى إنشاء نظام فعال لتنظيم العلوم والتكنولوجيا، وتمكين العلماء الرائدين - "كبار المهندسين والمهندسين" للمنتجات والمشاريع الوطنية. وفي الوقت نفسه، من الضروري تحويل التفكير من البحث العلمي البحت إلى التفكير الموجه نحو المنتج، مما يُحفز الطاقات الإبداعية للمثقفين ويزيد من مسؤوليتهم تجاه قضية التنمية الوطنية.
واللافت للنظر هو أن مفهوم "كبير المهندسين" - المألوف في الدول العلمية المتقدمة - يُذكر رسميًا لأول مرة في السياسات على أعلى مستوى. وهذا يعكس الرؤية الرائدة للقيادة، التي تعتبر العلم والتكنولوجيا المحرك الرئيسي للتنمية.
وشاطرًا الرأي، قال الدكتور بوي ثانه دوين، المدير العلمي والمؤسس المشارك لشركة جينتيكا، إن المشكلة الكبيرة ستتطلب مشاركة العديد من المجموعات البحثية، ولكن لتحقيق النجاح، يتطلب الأمر مهندسًا رئيسيًا يعرف كيفية جمع المواهب وتنسيقها واستقطابها، تمامًا مثل كبير المهندسين المعماريين الذي يوحد جميع الأفكار لإنشاء مشروع. ومع ذلك، قال الدكتور بوي ثانه دوين إن الاختناق المؤسسي لا يزال "ضيقًا": "إذا لم تُستثمر البنية التحتية البحثية في التركيز الصحيح، فسيكون من الصعب الاحتفاظ بالمواهب حتى مع بسط السجادة الحمراء".
من منظور إداري، قال نائب الوزير بوي ذي دوي بصراحة: "يحتاج الأشخاص الأكفاء إلى الثقة وبيئة عمل جيدة لتطوير كامل إمكاناتهم. إذا لم تتوفر الظروف المناسبة لمعهد بحثي، فسيكون من الصعب على العلماء، مهما بلغت مواهبهم، المساهمة. يجب علينا إعادة هيكلة منظومة البحث بشكل شامل".
الاستثمار الطويل الأجل والمشاركة التجارية
أكد نائب الوزير بوي ذا دوي أنه لتعزيز استقلالية العلماء، من الضروري أولاً منح معاهد البحث والجامعات مزيدًا من الصلاحيات. والأهم من ذلك، ضرورة تحديد فلسفة واضحة: "الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا استثمار طويل الأجل، يحقق فوائد غير مباشرة، وليس مجرد أرباح قصيرة الأجل. يجب على الدولة أن تلعب دور القابلة - بتوفير رأس مال أساسي للبحوث المحفوفة بالمخاطر. عندما تقبل الدولة المخاطر، تجرؤ الشركات على اتباعها". إلى جانب ذلك، يجب أن تكون هناك صلة وثيقة بين التدريب والبحث والأعمال. على الرغم من أن نظام التعليم العام في فيتنام يُدرّب جيدًا في العلوم الطبيعية، من المستوى الجامعي فما فوق، إلا أن جودة تدريب الموارد البشرية في مجال العلوم والتكنولوجيا لا تزال محدودة، وأقل من العديد من دول المنطقة.
قال نائب الوزير إن الصلة بين التدريب والبحث والإنتاج لا تزال ضعيفة. يجب أن تصبح الجامعات مراكز بحث وتطوير، ولا يمكن تحسين قدرات الطلاب والمتدربين إلا من خلال طلبات قوية من الشركات.
وقد شارك نائب وزير العلوم والتكنولوجيا بوي ذي دوي بآرائه في البرنامج.
ومن التوجيهات الأخرى التي ذكرها نائب الوزير تشجيع العلماء على المساهمة في الشركات الناشئة ومؤسسات التكنولوجيا بذكائهم الخاص. فعندما تترابط المنافع، يصبح دافع الابتكار مستدامًا. إضافةً إلى ذلك، من الضروري بناء ثقافة بحث نزيه وعملي، ودعوة الرؤساء التنفيذيين والأطباء وخبراء التكنولوجيا لإلقاء محاضرات زائرة، ومساعدة الطلاب على اكتساب المعرفة العملية، وسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والإنتاج.
في إطار التوجه التنموي للفترة 2021-2030، أكد قرار المؤتمر الوطني الثالث عشر على استقطاب الكفاءات والاستفادة منها، لا سيما في مجال التكنولوجيا، كحل استراتيجي لتحقيق القرار 57 للمكتب السياسي. ويُعتبر هذا أحد الركائز الأساسية، الهادفة إلى أن تصبح فيتنام دولة متقدمة ذات دخل مرتفع بحلول عام 2045، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها.
إذا طُبِّقت هذه الاستراتيجية بشكل متزامن، فإنها ستُحدث نقلة نوعية، وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية القائمة على المعرفة. وعندما تتوقف العقول الواعدة عن مغادرة فيتنام، وعندما تُصْلَح المؤسسات والعمليات وأساليب التفكير الإداري، ستدخل فيتنام حقبةً جديدةً من "الحصاد الوفير" - موسم العلوم والتكنولوجيا الذهبي، مما يُرسي أساسًا متينًا لانطلاقة البلاد.
المصدر: https://mst.gov.vn/kien-tao-mua-vang-khoa-hoc-va-cong-nghe-khi-nhan-tai-duoc-dat-vao-vi-tri-trung-tam-197251011001621632.htm
تعليق (0)