طحلب تاكاكيا
جامعة كابيتول نورمال
أمضى فريق من الخبراء أكثر من عقد من الزمان في دراسة نوع الطحالب تاكاكيا الذي يعود تاريخه إلى 390 مليون عام، والذي ينمو على المنحدرات الجليدية المعزولة في هضبة التبت.
تُعرف هذه المنطقة النائية والمعزولة باسم سقف العالم ، وهي الآن أعلى وأكبر هضبة في العالم.
أجرى باحثون 18 رحلة إلى هضبة التبت بين عامي 2010 و2021 لدراسة كيفية تكيف طحلب تاكاكيا بعد مئات الملايين من السنين على ارتفاع 4000 متر فوق سطح الأرض. نُشرت نتائج المسح والتحليل في مجلة Cell في 9 أغسطس.
شبه رالف ريسكي، أحد مؤلفي التقرير من جامعة فرايبورغ (ألمانيا)، طحلب تاكاكيا بـ "الأحفورة الحية".
لقد لعبت النباتات الأولى في العالم دورًا مهمًا في الحياة على الأرض.
بحلول الوقت الذي بدأت فيه النباتات بالظهور في محيطات العالم منذ حوالي 500 مليون سنة، كانت الطحالب التي تعيش في المياه العذبة قد استعمرت سطح الأرض وغطته، وأُجبرت على التكيف إذا كانت تريد البقاء في البيئة الأرضية القاسية.
أحدثت النباتات الصغيرة فرقًا هائلًا في الغلاف الجوي للأرض بتحويلها الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية عبر عملية البناء الضوئي. فبينما كانت النباتات تتغذى على الصخور التي تلتصق بها، أطلقت هذه العملية معادن، بينما أدى البناء الضوئي إلى إنتاج مركبات عضوية وأكسجين.
مع تحسن النباتات، تصبح الأراضي أكثر ملاءمة للحياة الحيوانية.
عندما اصطدمت الصفيحتان التكتونيتان الهندية والأوراسية قبل حوالي 65 مليون سنة، وُلدت جبال الهيمالايا. اضطر طحلب تاكاكيا، الذي كان عمره حوالي 100 مليون سنة آنذاك، إلى التكيف بسرعة مع بيئته القاسية، حيث يمكن أن تتكرر الفصول الأربعة بسهولة في يوم واحد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة روويانج هو من جامعة كابيتول نورمال في بكين (الصين) إن فريقه جمع عينات من طحلب تاكاكيا لفك شفرة التسلسل الجيني للطحلب الهائل ومن ثم حساب المخاطر التي يواجهها الطحلب القديم بسبب آثار تغير المناخ.
أظهرت النتائج أن طحالب تاكاكيا نشطة وراثيًا للغاية، وتتميز بمعدلات تطور سريعة للغاية. كما أنها تمتلك أعلى تركيز للجينات سريعة التطور في جينوماتها.
لكن من المؤسف أن "بطل التطور" يواجه أيضًا خطر الانقراض بسبب تغير المناخ، كما يحذر العلماء .
ويتوقع مؤلفو التقرير أن طحلب تاكاكيا من المرجح أن يبقى على قيد الحياة لمدة 100 عام فقط، ويواجه الانقراض بعد مئات الملايين من السنين من التطور المرن.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)