الولايات المتحدة تشدد إجراءات تأشيرات H1B، والهند تواجه خطر "نزيف التحويلات المالية"

في خطاب ألقاه في 22 سبتمبر، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الشعبَ الهندي مجددًا إلى تقليل استهلاك السلع الأجنبية وزيادة استخدام السلع المحلية. كما دعا أصحاب المتاجر إلى التركيز على المنتجات "المصنوعة في الهند".

تأتي دعوات رئيس الوزراء الهندي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الهند والولايات المتحدة تقلبات عديدة، بدءًا من الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 50% على السلع الهندية، ومؤخرًا زيادة رسوم تأشيرة H1B - وهي نوع التأشيرة التي يستخدمها العديد من العمال الهنود للعيش والعمل في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يكون للرسوم الجديدة، التي تصل إلى 100,000 دولار أمريكي لكل تأشيرة جديدة، آثارٌ كبيرة على سوق العمل والاقتصاد الهندي.

في العاصمة نيودلهي، استقبل العديد من الطلاب الهنود خبر زيادة رسوم تأشيرة H1B الأمريكية بحذر وقلق. كان العديد منهم قد خطط، أو كان ينوون، السفر إلى الولايات المتحدة للعمل بعد التخرج. إلا أن الرسوم الجديدة قد تُغير خططهم.

قالت السيدة آرتي مينا، طالبة في كلية دلهي للاقتصاد، الهند: "إن حلم العمل في الولايات المتحدة باهظ الثمن بالفعل، والآن سيصبح أكثر صعوبة. يخطط العديد من أبناء عمومتي للسفر إلى الولايات المتحدة قريبًا، لكن هذا التنظيم الجديد سيكون بالتأكيد عائقًا كبيرًا لهم نظرًا لارتفاع التكاليف وقلة الوظائف".

لطالما كانت الهند المستفيد الأكبر من تأشيرة H1B، وهي تأشيرة أمريكية مخصصة للعمالة الماهرة. في العام الماضي، تم إصدار أكثر من 140 ألف تأشيرة من هذا النوع للعمال الهنود، وهو ما يمثل أكثر من 70% من إجمالي عدد تأشيرات H1B الصادرة. ومن المرجح أن تحد زيادة الرسوم الأمريكية من عدد العمال الهنود القادمين إلى الولايات المتحدة، مما يؤثر على حجم التحويلات المالية الضخمة التي يرسلها هؤلاء العمال إلى أوطانهم.

علق السيد أجاي باجا، خبير في الشؤون المصرفية والأسواق المالية، قائلاً: "لا يؤثر هذا القرار على الاقتصاد الأمريكي والشركات الأمريكية فحسب، بل يؤثر أيضًا على الاقتصاد الهندي، وتحديدًا على التحويلات المالية. يرسل العمال الهنود في الولايات المتحدة إلى وطنهم حوالي 30-32 مليار دولار أمريكي سنويًا، ولكن الرسوم الجديدة قد تؤثر على هذا الرقم".

بالنسبة للكثيرين، قد يُبدد احتمال ارتفاع التكاليف أحلامهم بالعمل والعيش في الولايات المتحدة في المستقبل القريب. ولكن هناك آراء تُشير أيضًا إلى أن هذه فرصة للهند لعكس مسار هجرة الأدمغة المستمرة، لا سيما في قطاعات مهمة مثل التكنولوجيا والخدمات الصحية .

قال السيد أشوك جوبتا، المقيم في نيودلهي، الهند: "هذه خسارة للولايات المتحدة، وليس للهند. بفضل هذه الرسوم، سيبقى من لا يملكون موارد كافية ويعملون في البلاد، مما يُسهم في تعزيز اقتصادنا المحلي".

في السنوات الأخيرة، حافظ الاقتصاد الهندي على معدل نمو مرتفع نسبيًا، ومن المتوقع أن يصل إلى 6.5% هذا العام، مستفيدًا من سوق استهلاكية تضم مليار نسمة وصناعة تكنولوجية متطورة. لذلك، لا يزال الكثيرون في هذا البلد يأملون في أن يحافظ اقتصاده على استقراره في مواجهة التقلبات الحالية، مثل الرسوم الجمركية ومشاكل تأشيرات H1B.

المصدر: https://vtv.vn/my-siet-thi-thuc-h1b-an-do-dung-truoc-nguy-co-chay-mau-kieu-hoi-100250924163336798.htm