إس جي بي
لقد لعب شراء الصين لأهم أنواع الوقود الأحفوري في روسيا دوراً كبيراً في مساعدة روسيا على تجاوز العقوبات الغربية...
اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا زيارة رسمية استغرقت يومين (12-13 أكتوبر) إلى قيرغيزستان، وهي دولة في آسيا الوسطى تربطها علاقات وثيقة بروسيا. ومن المتوقع أن يتوجه بعد ذلك إلى الصين لحضور منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين.
النفوذ في آسيا الوسطى
تُعتبر هاتان الزيارتان مهمتين للرئيس الروسي لكسر الحصار الاقتصادي للغرب. ووفقًا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، فإن زيارة السيد بوتين إلى قيرغيزستان ستتمحور حول قمة رابطة الدول المستقلة، وهي مجموعة تضم عدة جمهوريات سوفيتية سابقة.
وفي اجتماع مع الرئيس القرغيزي صدر جباروف، أكد بوتن على دور روسيا كشريك تجاري مهم وأكبر مستثمر في الاقتصاد القرغيزي.
تعرّضت علاقات روسيا مع أعضاء رابطة الدول المستقلة لاختبارٍ صعبٍ نتيجةً لضغوط العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا. وقد سبق ذلك سلسلةٌ من الاجتماعات بين رؤساء دول آسيا الوسطى الخمس والرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة الاتحاد الأوروبي، سعياً لتطوير ممرات نقل ومصادر بديلة لواردات الطاقة إلى روسيا.
وفقًا لصحيفة نيكي آسيا، علّقت السيدة كيت مالينسون، الباحثة في برنامج روسيا وأوراسيا بمعهد تشاتام هاوس لأبحاث السياسات (المملكة المتحدة)، بأنّ بوتين، من خلال قمة رابطة الدول المستقلة، أظهر للغرب أنّه ليس معزولًا، ولا يزال محتفظًا بنفوذه. وباستثناء جورجيا وأوكرانيا، ومؤخرًا مولدوفا، التي انسحبت من رابطة الدول المستقلة، فإنّ معظم الدول المتبقية حليفةٌ مخلصةٌ لروسيا.
وفي الأسبوع الماضي، سافر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف والرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف إلى موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتن لحضور حفل وضع حجر الأساس لخط أنابيب الغاز الذي يورد الغاز من روسيا إلى أوزبكستان عبر كازاخستان.
مصفاة نفط روسية. الصورة: صحيفة موسكو تايمز/وكالة الأنباء الفيتنامية |
علاقة مفيدة للطرفين
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن الرئيس فلاديمير بوتن قوله مؤخرا في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بروسيا: "إن العلاقات بين روسيا والصين في مجال التعاون الاقتصادي وصلت إلى مستوى عال للغاية".
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تعد روسيا حاليا أكبر مورد للنفط الخام للصين، حيث يأتي حوالي 80% من واردات الصين من النفط من روسيا، مما يجلب إيرادات تقدر بنحو 15.3 مليار دولار لموسكو.
في المقابل، تستورد روسيا معظم سلعها الاستهلاكية من الصين. وتُظهر بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن حجم التجارة الثنائية ارتفع إلى 21.18 مليار دولار أمريكي في سبتمبر، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير 2022، عندما بدأت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، قال السيد جوزيف ني جونيور، الأستاذ الفخري في كلية هارفارد كينيدي (الولايات المتحدة)، إن شراء الصين للوقود الأحفوري الرائد في روسيا يلعب دورا كبيرا في مساعدة روسيا على التغلب على العقوبات الغربية.
وقال السيد علي واين، المحلل البارز في شركة أوراسيا جروب الاستشارية (الولايات المتحدة)، إن الصين توازن علاقاتها مع روسيا والاتحاد الأوروبي لأن كليهما شريكان مهمان لبكين وطبيعة العلاقة مفيدة للطرفين.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)