ومن بين المحتويات التي حددتها وزارة التربية والتعليم لإدارات التربية والتعليم عند توجيه تنفيذ مهام التعليم العام للعام الدراسي 2025-2026، بناء آلية لتعبئة الموارد البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا، بما في ذلك: الحرفيين والفنانين والرياضيين المحترفين والمتطوعين الأجانب للمشاركة في تنظيم الأنشطة التعليمية في المدارس، وخاصة في مجالات الثقافة والفنون والرياضة ومهارات الحياة.
وفي سياق النقص في الآلاف من معلمي الفن والموهوبين، وخاصة على مستوى المدارس الثانوية، يعتبر هذا بمثابة "نسمة من الهواء النقي" في تعليم الفن.
في حديثها في برنامج "قضايا اليوم" على تلفزيون فيتنام، الذي بُثّ مساء السابع من أغسطس، قالت الفنانة الشعبية تران لي لي، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية الرقص الفيتنامية، إن هذه سياسة "رائعة" وصحيحة، إذ تُمكّن من تحرير النظام، ومصادر الطاقة في جانبي العرض والطلب، من التقاء بعضها البعض. وأضافت: "هذه سياسة صحيحة، تُطوّر الإنسان بشكل شامل، وأعتقد أنها ستكون طويلة الأمد. إنها وسيلة لتثقيف الشخصية، وغرس حب الوطن في نفوس الأطفال".

وفقًا للسيدة لي، قد لا يمتلك الحرفيون والفنانون والرياضيون مهارات تربوية رسمية، لكنهم يتلقون تدريبًا منذ الصغر. وأضافت: "لقد اكتسبوا الخبرة ومارسوا مهنتهم، ولديهم خبرة عملية لسنوات طويلة، ينقلونها إلى الطلاب، وهو أمر رائع. ولكن ربما علينا إضافة المزيد من المهارات التربوية، والتنسيق مع المعلمين لضمان جودة المنهج. وربما من منظور آخر، نحتاج إلى بناء برنامج إطاري لضمان استمرارية التعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية".
تعتقد السيدة لي أن المشاركة في تنظيم الأنشطة التعليمية في المدارس لا تعود بالنفع على الفنانين والحرفيين والرياضيين فحسب، بل تعود بالنفع على المجتمع أيضًا. وقالت: "لأن ما اكتسبوه وحققوه ينقلونه إلى الشباب. فالجانب الأول يمتلكه والجانب الآخر يحتاجه، لذا فإن دمجهما سيُحقق أفضل تواصل".
يُولي برنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨ اهتمامًا خاصًا بالتربية الفنية، باعتباره جزءًا أساسيًا من تكوين الطلاب وتطورهم الشامل. ولذلك، لا يقتصر التربية الفنية على مواد مثل الموسيقى والفنون الجميلة فحسب، بل يُدمج أيضًا في مناهج المواد والأنشطة التجريبية الأخرى.
وفقًا لبرنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨، تُعدّ الموسيقى والفنون الجميلة مادتين إجباريتين للطلاب من الصف الأول إلى الصف التاسع؛ ويجب على المدارس ضمان تدريس حصص كافية وفقًا للبرنامج. أما في المرحلة الثانوية، فتُعدّ الموسيقى والفنون الجميلة مادتين اختياريتين؛ ويتعين على الطلاب اختيار مادتين على الأقل إذا كانت المدرسة تُدرّس مزيجًا من المواد. ومع ذلك، في الواقع، تواجه العديد من المدارس صعوبة في تطبيق هذا بسبب نقص المعلمين والمرافق، مما يجعل دمج الفنون أقلّ انتشارًا أو غير ممكن في العديد من الأماكن.
قالت السيدة لي إنه يوجد حاليًا العديد من الفرق الفنية المحلية، بالإضافة إلى الأندية والمراكز الثقافية والفنية في جميع أنحاء البلاد. ويتطلب الأمر تنسيقًا بين وزارتي التعليم والتدريب ووزارتي الثقافة والرياضة لتعزيز التواصل.
الفن واسع النطاق، لا يقتصر على الموسيقى والفنون الجميلة فحسب، بل يمكن توسيعه ليشمل أشكالًا أخرى عديدة كالرقص والسينما والدراما ورواية القصص والإبداع... علينا أن نعتمد على المنطقة. كل منطقة تُعزز روحها المحلية، تبعًا لخصائصها وظروفها. على سبيل المثال، في الشمال، يُوجد فن تشيو وكا ترو... وفي المنطقة الوسطى، يوجد تونغ وكا هوي؛ وفي الجنوب، يوجد كاي لونغ...
من خلال الفرق الفنية، يُمكن التواصل مع الفنانين لوضع برامج فنية تُناسب إيصال الرسالة. قالت السيدة لي: "يجب أن يكون البرنامج مُحكمًا، فهو يُمثل تجربة الطلاب، لا مُجرد مُنافسة. يجب أن يكون هذا الأساس متينًا. منذ المرحلة الابتدائية، يفهم الطلاب هذه الفنون ويشعرون بها، ثم في المرحلة الثانوية يكتشفون اهتماماتهم، وفي المرحلة النهائية يُمكنهم اختيار التخصص من عدمه، كما يُشكل هذا شخصية الطلاب الشاملة. لذلك، من الضروري التعاون مع المحليات والفرق والمراكز الفنية لوضع قوائم بالفنانين والحرفيين المُناسبين، ووضع برنامج إطاري لإيجاد نموذج تعليمي مُناسب".

يشعر العديد من مديري المدارس بالقلق بشأن دعوة الفنانين للتدريس في المدارس عندما يكون نظام الدفع الحالي منخفضًا للغاية، خاصة بالمقارنة مع الأجر الذي يتلقونه مقابل الأداء.
تعتقد السيدة لي أنه يمكن حل هذه المشكلة باقتراح كل منطقة إنشاء آليات تعاقدية، سواءً كانت عقودًا مهنية أو عقودًا خاصة. وقالت: "بالطبع، يعتمد هذا بشكل أساسي على سياسة الدولة، ولكن يمكننا استقطاب الدعم الاجتماعي الكامل لكل منطقة على حدة. كما يجب علينا أن ندعو الفنانين والحرفيين إلى أن هذا حقٌّ وواجب، وأن يتعاونوا، لا أن يتبعوا معايير المجتمع الخارجي. نحن هنا نبني أسس مجتمع المستقبل، وشعب المستقبل. أعتقد أن الفنانين والحرفيين على استعداد دائم لقبول سياسات جيدة كهذه، ومستعدون لنقل كل ما لديهم، وما تدربوا عليه، وما اكتسبوه من خبرة، إلى الطلاب".
في ظل نقص المعلمين الموهوبين ومعلمي الفنون في المدارس، ترى السيدة لي أن حشد الفنانين للمشاركة يُعد حلاً استراتيجياً طويل الأمد. وأضافت: "لأنه من المستحيل توفير عدد كافٍ من المعلمين لجميع مرافق التدريب لتدريس المواد الفنية. في الوقت نفسه، توجد العديد من الموارد الفنية خارجها. لذا، يُعد هذا حلاً مستداماً وطويل الأمد، إذ يُنشئ نظام تنسيق بين المدارس والفنانين والحرفيين".
المصدر: https://vietnamnet.vn/nghe-si-vao-truong-hoc-giang-day-giai-con-khat-thieu-giao-vien-nghe-thuat-2429680.html
تعليق (0)