
الشغف بالنجاح
السيدة نجوين ثي باي من عرقية الكينه، لكنها تزوجت من رجل من قبيلة مونغ، وهي شغوفة بالنسيج والتطريز. قالت: "عندما تزوجت من رجل من قبيلة مونغ، لاحظت أن النساء هنا لا يجدن عملاً وأن الحياة صعبة للغاية. رغبةً مني في خلق فرص عمل يمكن لأي امرأة القيام بها، انضممتُ إلى دورة تدريبية على نسج الروطان والخيزران نظمتها جمعية المحاربين القدامى في منطقة تان لاك (مقاطعة هوا بينه ). بفضل موهبتي الفطرية، سرعان ما أصبحتُ ماهرةً ومتميزةً، وعُهد إليّ بتدريس دورات مهنية في المنطقة".
ازداد شغفها بهذه المهنة يومًا بعد يوم، وعقدت العزم على السفر إلى أماكن عديدة للتعلم وصقل مهاراتها لتعليم الآخرين. في عامي ١٩٩٨ و١٩٩٩، عادت إلى هانوي لتعلم الحرف اليدوية. بعد ثلاثة أشهر فقط، أتقنت الخطوات وأتقنت كيفية صنع جميع المنتجات اليدوية. عادت إلى مسقط رأسها، وجمعت النساء لتعليمهن الحرفة حتى يتمكنّ من معالجة المنتجات، مما زاد من دخلها في مسقط رأسها، دون الحاجة إلى السفر بعيدًا لكسب الرزق.

أدركت السيدة باي أن الاستمرار في المعالجة لن يُسهم في تطوير المهنة، لذا أسست عام ٢٠١٣ تعاونية لونغ فو للخدمات الزراعية بمشاركة أولية من ١٣ أسرة. قالت: "في بداياتها، واجهت التعاونية صعوبات جمة، منها نقص رأس المال، وضعف السوق، وكانت البضائع غالبًا رديئة الجودة، واضطررت لتعويض الخسائر. حتى أنني بعت دراجتي النارية، أغلى ما أملك في المنزل، لتغطية نفقات السفر وإيجاد منافذ لبيع المنتجات".
رغم المشقة، لم تيأس أبدًا. قالت السيدة باي: "عندما رأيتُ أخواتي يعملن ويحصلن على دخل ثابت، زال عني كل التعب". كان هذا المثابرة هو ما ساعد التعاونية على ترسيخ مكانتها تدريجيًا. على وجه الخصوص، في عام ٢٠٢٠، وبفضل تواصلها مع شركة في هانوي، تحولت التعاونية إلى إنتاج منتجات من عشبة الكوجون، فاتحةً بذلك آفاقًا جديدة وأكثر استدامة، مما زاد دخل المزارعين.

الشجاعة للتغلب على المرض
بينما كانت مسيرتها المهنية تستقر تدريجيًا، وقع حادث. توفي زوجها، الذي رافقها لسنوات طويلة، بسبب مرض خطير. قبل أن تتغلب على حزنها، تلقت خبر إصابتها بسرطان الثدي. بعد خضوعها لجراحة وجلسات علاج إشعاعي عديدة، استُنزفت قواها وكادت أن تنهار.
لكن بدلًا من الاستسلام، عزمت على العيش والصمود، لأن مئات النساء ينتظرن خلفها. في أشدّ أيامها ألمًا، ظلت متمسكة بعملها في الحياكة، متواصلة مع شركائها للحفاظ على وظائف أعضاء التعاونية. أصبح شغفها بالعمل وشعورها بالمسؤولية بمثابة "الدواء" الروحي الذي ساعدها على التغلب على مرضها. بعد أربع سنوات من المثابرة، تعافت تدريجيًا، واستعادت عافيتها، وواصلت رحلة تفانيها.

لم تتوقف السيدة باي عند مهنة النسيج، بل أدركت خلال زيارة لأقاربها في نينه ثوان أن الصبار يتمتع بإمكانات اقتصادية هائلة. ورغم معارضة الكثيرين، تعاونت جمعية لونغ فو التعاونية مع الشركات في نهاية عام ٢٠٢٢ لجلب الصبار لزراعته في هوا بينه.
حتى الآن، امتدت أعمال التعاونية على مساحة تزيد عن 25 هكتارًا، بمشاركة ما يقرب من 100 أسرة، وتتركز بشكل رئيسي في منطقتي تان لاك وكيم بوي. يتميز الصبار بسهولة زراعته، وقلة الآفات والأمراض التي تصيبه، ويمكن حصاده من 6 إلى 8 مرات سنويًا. مع إنتاجية تتراوح بين 50 و60 طنًا للهكتار الواحد، وسعر شراء ثابت يبلغ 2000 دونج للكيلوغرام، يمكن للمزارعين كسب مئات الملايين من الدونات سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، قامت التعاونية بزراعة 20 هكتارًا إضافيًا من البطاطا الحلوة، مما يعزز توجه الإنتاج المتنوع والمستدام.
بفضل جهودها المتواصلة، تُوفّر تعاونية لونغ فو للخدمات الزراعية حاليًا فرص عمل ودخلًا ثابتًا لمئات الأسر من الأقليات العرقية. ويكسب الأفراد شهريًا ما بين 5 و6 ملايين دونج، مما يُسهم في الحد من الفقر وتحسين مستوى المعيشة. وتتجاوز إيرادات التعاونية ملياري دونج سنويًا.
قالت السيدة كواش ثي جيانغ ثانه، من بلدية مونغ بي، إن العديد من نساء البلدية تعلمن على يد السيدة باي كيفية النسيج وصناعة الحرف اليدوية، وحصلن على وظائف لكسب الدخل. وأضافت: "لم نتلقَّ تدريبًا في هذه المهنة فحسب، بل حصلنا أيضًا على وظائف مستقرة، وتحسنت حياتنا الأسرية، ونجونا من المشقة والفقر. وبفضل هذا الدخل تحديدًا، لدينا الظروف اللازمة لرعاية تعليم أطفالنا بشكل أفضل".

علق السيد دينه فان ثانه، رئيس جمعية مزارعي بلدية مونغ بي، قائلاً: "السيدة نغوين ثي باي شخصية فعّالة ومبدعة، تُوفّر فرص عمل للعديد من النساء من مختلف الأعمار. ولا سيما النساء الأكبر سنًا، لا يزال بإمكانهنّ النسج وكسب دخل شهري. ورغم الصعوبات العديدة، فقد تغلّبت عليها جميعًا لضمان استمرار عمل تعاونية لونغ فو للخدمات الزراعية، وتوفير فرص عمل ودخل مستدام للعديد من المزارعين. ليس هذا فحسب، بل تُساعد أيضًا مئات الأشخاص في البلدية على الحصول على وظائف لتحسين حياتهم، والقضاء على الجوع، والحد من الفقر."

رئيسة تعاونية تبلغ من العمر 70 عامًا لا تزال تتحمل العمل لمساعدة قريتها على الخروج من الفقر

فتى من قبيلة مونغ ورحلته لمساعدة الناس على الهروب من الفقر

قصة مزارع تايلاندي يهرب من الفقر

شباب مونغ يهربون من الفقر من خلال الزراعة النظيفة
المصدر: https://tienphong.vn/nghi-luc-phi-thuong-cua-nu-giam-doc-hop-tac-xa-giup-nhieu-nguoi-dan-thoat-ngheo-post1778880.tpo
تعليق (0)