ويعتبر القرار 71-NQ/TW (القرار 71) الصادر عن المكتب السياسي بشأن إحداث تقدم في تطوير التعليم والتدريب سياسة شاملة، تعكس التصميم السياسي العالي على جعل التعليم قوة دافعة رئيسية للتنمية المستدامة في البلاد.
من السياسة العامة إلى الأهداف الكمية
وبحسب العديد من خبراء التعليم العالي، فإن أحد أبرز النقاط البارزة في القرار رقم 71 هو التحول القوي في تفكير صنع السياسات.
في السابق، أكد القرار 29-NQ/TW الصادر عن اللجنة المركزية الحادية عشرة للحزب على شعار "الابتكار الأساسي والشامل" في التعليم والتدريب؛ والآن رفعه القرار 71 إلى مستوى "الاختراق الاستراتيجي".
وفقًا للأستاذ المشارك الدكتور تران هواي آن، أمين الحزب ورئيس مجلس أكاديمية الطيران الفيتنامية، يُظهر هذا التغيير نهجًا جذريًا وعمليًا وفعالًا في نهاية المطاف. لا تقتصر هذه الوثيقة على الإصلاح الداخلي، بل تهدف إلى بناء مؤسسة منفتحة ومترابطة وفعالة.
وبحسب السيد آن، فإن شمولية القرار 71 تتجلى في حل العديد من "العقبات" الرئيسية التي أعاقت تطوير قطاع التعليم على مدى السنوات الماضية في وقت واحد.
وعلى وجه التحديد، فيما يتعلق بالمؤسسات والحوكمة، يقترح القرار تغييرات رئيسية مثل عدم تنظيم مجالس المدارس في معظم المؤسسات التعليمية العامة وتنفيذ مبدأ أن يكون أمين الحزب هو الرئيس.
وأكد السيد آن أن "هدف هذا التغيير هو "تحديد الأدوار وتقصير القرارات"، وبالتالي كسر البيروقراطية والركود، وخلق مساحة للإبداع والمرونة على مستوى القاعدة الشعبية".
وعلق رئيس مجلس أكاديمية الطيران الفيتنامية بأن هذه هي المرة الأولى التي تحدد فيها وثيقة سياسية أهدافا كمية محددة وقوية فيما يتعلق بالموارد المالية: يجب أن تصل ميزانية التعليم إلى 20٪ على الأقل من إجمالي نفقات ميزانية الدولة، ويجب أن تصل نفقات الاستثمار إلى 5٪ على الأقل، ويجب أن تصل نفقات التعليم العالي إلى 3٪ على الأقل.
وبحسب السيد آن، فإن هذا يمثل التزاما سياسيا قويا، ويخلق قاعدة متينة لقطاع التعليم للحصول على موارد تنموية مستقرة، بدلا من الاعتماد على الخطط قصيرة الأجل.

متفقًا مع الرأي نفسه، قال الدكتور دونج نهات لينه، المحاضر بكلية التكنولوجيا الحيوية وأخصائي التعليم المهني بجامعة مدينة هو تشي منه المفتوحة، إن الإنجاز الجوهري للقرار 71 يتمثل في تحويل التركيز من "السياسة العامة" إلى "المؤشرات".
ويؤدي هذا إلى إنشاء إطار إصلاحي قابل للقياس ويتطلب المساءلة الواضحة.
إن الأهداف الرئيسية في القرار، مثل الرؤية الدولية المتمثلة في وجود ما لا يقل عن 8 مؤسسات للتعليم العالي ضمن أفضل 200 مؤسسة في آسيا بحلول عام 2030 وما لا يقل عن 5 مؤسسات ضمن أفضل 100 مؤسسة في العالم في بعض المجالات بحلول عام 2045، هي دليل على التطلع إلى التكامل العميق.
ولا تؤدي هذه الأرقام المحددة إلى خلق ضغوط إنفاذ فحسب، بل تجبر النظام بأكمله أيضاً على التحول لتحسين القدرة التنافسية الدولية.
الاختراق في سياسة المعلمين، "قلب" الإصلاح
إذا كانت أهداف الحوكمة والمالية هي الأساس، فإن سياسة أجور المعلمين هي "القلب" والعامل الحاسم في نجاح هذا الإصلاح.
قام الدكتور تران هواي آن، الأستاذ المشارك، بتحليل أن رفع البدل التفضيلي إلى 70% على الأقل لمعلمي رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، إلى جانب 100% للمعلمين في المناطق الصعبة بشكل خاص، هو خطوة استراتيجية ذات تأثير فوري وقوي.
أعرب العديد من المعلمين عن "سعادتهم البالغة" لتفهمهم السريع لمعاناتهم وتحدياتهم ودعمهم لها. بالنسبة للمعلمين في المناطق الجبلية، لا تُحسّن هذه السياسة حياتهم فحسب، بل تُساعدهم أيضًا على الشعور بالأمان في عملهم والمساهمة على المدى الطويل. ومن المتوقع أن تُشكّل هذه السياسة حافزًا للاحتفاظ بالمواهب في المهنة، وتشجيع الطلاب المتفوقين على اختيار مهنة التدريس.
استكمالاً لهذا المنظور، يتطرق الدكتور دونج نات لينه إلى ثلاثة تغييرات جوهرية سيُحدثها القرار 71 في نظام التعليم الجامعي تحديداً، وفي قطاع التعليم والتدريب عموماً.
أولاً، يتعلق الأمر بدخل ومزايا "مرئية وملموسة". ولا يقتصر الأمر على زيادة البدلات التفضيلية، بل يشمل أيضاً تعديل سلم الرواتب بما يتناسب مع المنصب الوظيفي والقدرة الفعلية.
وفقًا لما ذكره السيد لينه، من الضروري تقصير مدة تنفيذ الميزانيات المحلية حتى يتمكن المعلمون من الحصول على المزايا في الوقت المناسب، وتجنب الوضع الذي توجد فيه سياسات ولكن تنفيذها بطيء.
وعلاوة على ذلك، هناك حاجة إلى استكمال السياسات المتعلقة بالإسكان والتدريب المجاني/المخفض ودعم الصحة العقلية لتقليل الإرهاق المهني ومساعدة المعلمين على التركيز على مدارسهم وفصولهم الدراسية.

ثانيًا، استعادة مكانة التدريس كـ"مهنة جذابة". ويتطلب ذلك آليات توظيف واستبقاء مرنة من خلال عقود تنافسية، ومسارات مهنية واضحة، وتقديرًا مناسبًا للإنجازات المهنية.
واقترحت السيدة لينه تشجيع المعلمين الجيدين على القيادة المهنية في مجموعات المدارس أو شبكات الخبراء، مع ضمان السلامة المهنية والوضع الاجتماعي للمعلمين من خلال لوائح الحماية ومعايير التفاعل بين المدارس وأولياء الأمور والمجتمع.
ثالثًا، يجب ربط سياسة الأجور بجودة التدريس وفرص التطوير. يرى لينه ضرورة ربط الدخل الإضافي بنتائج تطوير الطلاب ومساهمتهم في أساليب التدريس المبتكرة، مع ضرورة أن يكون ذلك مصحوبًا بآلية تقييم عادلة وشفافة لتجنب عقلية "البحث عن الإنجازات".
وفي الوقت نفسه، فإن توسيع نطاق المنح الدراسية وبرامج التبادل المهني في الداخل والخارج من شأنه أن يساعد المعلمين على تحديث معارفهم وتقنياتهم التعليمية وقدراتهم الرقمية بشكل استباقي.
"إنّ أكبر التوقعات هي إحداث تغييرات تُلامس الفصول الدراسية. فعندما تكون الرواتب والبدلات كافية للعيش، وتُخفّض الإجراءات الإدارية، ويزداد الوقت المُخصّص للتدريس والتدريب، وتتّضح مسارات العمل المهني، سيحظى المعلمون بالاحترام ويُمنحون التمكين. حينها، ستشهد جودة التعليم من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية نقلة نوعية"، أكّد الأستاذ دونغ نهات لينه.
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/nghi-quyet-71-nqtw-va-nhung-chinh-sach-dot-pha-cho-giao-duc-post747083.html
تعليق (0)