كان تشاو ديان يُعتبر نجمًا أكاديميًا بارزًا عندما نال بتفوق شهادتي بكالوريوس وثلاث شهادات ماجستير في المالية من أستراليا والولايات المتحدة والصين وفرنسا. ومع ذلك، لم يشعر بالسعادة قط.
قال تشاو إن علاقته بوالديه كانت باردة. منذ صغره، راودته فكرة أن يكون لديه أب قاسٍ، بل وعنيف، لمجرد أنه أعسر. لم تستمع والدته إليه أو تفهمه قط. بالنسبة لتشاو، كان التعليم المرموق الذي تلقاه بمثابة "قيود".

تشاو ديان (يسار) هو "نجم أكاديمي" (الصورة: SCMP).
بعد سنوات طويلة من العيش في الخارج، شعر بوحدة شديدة، ولم يجد العزاء إلا في لقاء أبناء وطنه. أثناء وجوده في فرنسا، تقدم للعمل في مطبخ مطعم صيني. هذه الوظيفة المتواضعة أسعدت تشاو.
"قد تأتي السعادة حتى عند غسل الأطباق، فلماذا علينا دائمًا انتظار الأشياء الكبيرة؟" كما عبر عن ذلك.
في عام ٢٠٢٣، عاد تشاو إلى الصين وبدأ العمل نادلًا في مهرجان بيرة وفندق. لكن في العام الماضي، عندما وصل إلى مقاطعة يونان، قرر العيش بلا مأوى.
يستيقظ تشاو يوميًا الساعة السابعة صباحًا وينام الساعة التاسعة مساءً. يعيش على طعامه في مطاعم نباتية مجانية، ويستحم ويغسل ملابسه في الفنادق. ومن المثير للدهشة أن تشاو لا ينفق سوى 100 يوان (حوالي 370 ألف دونج فيتنامي) شهريًا، بينما لا يزال لديه حوالي 2500 يوان (أكثر من 9.2 مليون دونج فيتنامي) في مدخراته.
جميع ملابس تشاو مستعملة، بسيطة، تكاد تكون مُبسطة. الشيء الوحيد الذي يحمله دائمًا في حقيبته هو قارئه الإلكتروني، رفيقه في الرحلات الطويلة. يقضي معظم وقته في القراءة والسفر والمشاركة في مشاريع روحية، مثل تأسيس نادٍ للكتاب أو مشاركة فيديوهات استشارات نفسية على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم تخرجه من مؤسسات تعليمية مرموقة، يعتقد تشاو أن العديد من شباب اليوم يشعرون بالارتباك والضياع في بيئة تعليمية مجهدة وسامّة. انطلاقًا من هذا القلق، أطلق مشروعًا للتوجيه المهني لمساعدة الأطفال على اكتشاف شغفهم الحقيقي من خلال تجارب الحياة الواقعية، بدلًا من الاكتفاء باتباع توقعات الآخرين.
يقول تشاو إن الانحراف عن "المسار التقليدي" المتمثل في ترك وظيفة مستقرة، وعيش حياة بسيطة، وتقليل الإنفاق، ساعده على إيجاد شعور عميق بالرضا. إلا أن هذا النمط "غير التقليدي" من الحياة جعله أيضًا محور جدل.

قرر تشاو أن يعيش حياته "المتجولة" في يونان، الصين (الصورة: SCMP).
كان لتشاو تسع علاقات عاطفية، منها علاقة مع ابنة في العاشرة من عمرها في نيويورك. ورغم الانفصال، لا يزال على تواصل دائم مع ابنته عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما اعترف بأنه كان يتوق دائمًا لعلاقات وثيقة، لكنه قطع اتصاله بوالديه في نيوزيلندا "ليتخلص من آلام الماضي".
انقسم الرأي العام حول قصة تشاو إلى فريقين. أبدى البعض تفهمهم، معتبرين أنه يُشفى نفسه بشجاعة.
كتب أحد مستخدمي الإنترنت: "أتفهم تمامًا سبب اختياره حياة الترحال. إنها نتيجة طفولة وحيدة، ووالدين متسلطين، وتعليم مُربك. تشاو يبحث عن هويته بالطريقة التي يراها مناسبة".
كيو ين
المصدر: https://dantri.com.vn/giao-duc/ngoi-sao-hoc-thuat-tu-nguyen-song-lang-thang-lam-boi-ban-20251004161028902.htm
تعليق (0)