استقبل الأمين العام نجوين فو ترونج رئيس البرلمان السنغافوري تان تشوان جين في زيارة رسمية إلى فيتنام في 20 مايو 2022، في مقر اللجنة المركزية للحزب. |
وعلى قناة الحزب، تطورت العلاقة التعاونية بين الحزب الشيوعي الفيتنامي وحزب العمل الشعبي الحاكم في سنغافورة بشكل جيد للغاية في الآونة الأخيرة، مما يفتح فرصا مواتية لتعزيز التعاون الواسع والموضوعي بين البلدين.
دافع تعاوني جديد
إن المظهر الواضح لهذا التطور هو الأساس المتين للثقة السياسية بين قادة الحزبين والبلدين، والذي تم بناؤه من خلال التبادلات والاتصالات رفيعة المستوى مع محتويات تعاون غنية ومتنوعة في عدد من المجالات مثل تدريب وتنمية الكوادر والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وما إلى ذلك.
بدأت العلاقات الثنائية من خلال زيارات رفيعة المستوى قبل ثلاثة عقود: حيث زار رئيس الوزراء الراحل لي كوان يو، مؤسس حزب العمل الشعبي، فيتنام في عام 1992، وزار الأمين العام الراحل دو موي سنغافورة في عام 1993.
وفي السنوات التالية، تم تعزيز العلاقة التعاونية بين الحزبين والبلدين بشكل مستمر من خلال الزيارات المتبادلة، مما خلق معالم بارزة لا تنسى: في عام 2003، قام رئيس الوزراء السنغافوري السابق جو تشوك تونغ بزيارة رسمية إلى فيتنام؛ وفي عام 2013، قام رئيس الوزراء السنغافوري والأمين العام لحزب العمل الشعبي لي هسين لونغ بزيارة رسمية إلى فيتنام؛ وفي عام 2017، زار رئيس حزب العمل الشعبي خاو بون وان فيتنام؛ وخاصة الزيارة الرسمية إلى سنغافورة التي قام بها الأمين العام نجوين فو ترونج في عام 2012.
وفي الآونة الأخيرة، كان لاستئناف الزيارات بين كبار القادة من الحزبين والبلدين بمجرد إعادة فتح فيتنام وسنغافورة بعد جائحة كوفيد-19 أهمية كبيرة، حيث خلق زخماً جديداً لعملية التعاون في التعافي بعد الوباء.
الزيارة الرسمية إلى سنغافورة في نوفمبر 2022 التي قامت بها الرفيقة ترونغ ثي ماي، عضو المكتب السياسي، أمين اللجنة المركزية للحزب، رئيسة اللجنة المنظمة المركزية، هي أول وفد رفيع المستوى من حزبنا يزور سنغافورة ويعمل فيها منذ المؤتمر الوطني الثالث عشر، مما يعزز الأسس ويعزز أساليب جديدة للتعاون بين الحزبين.
تُؤكد هذه الزيارة على مكانة القيادة، وتُعزز مكانة الحزبين؛ وتُسهم في توطيد وتقوية العلاقة الوثيقة والثقة السياسية بين قادة حزبنا وقادة حزب العمل الشعبي، مما يُعطي زخمًا لتعزيز التعاون الشامل بين البلدين في المرحلة المقبلة. وخلال الزيارة، تبادل قادة الحزبين وجهات نظرٍ جوهرية حول وضع كل حزب وكل دولة، وأعربوا عن رغبتهم في تعزيز تبادل الخبرات في مجال تنظيم وبناء الحزب في ظل الظروف العالمية والإقليمية والمحلية الراهنة، التي تُشكل تحدياتٍ كثيرةً ومتطلباتٍ متزايدة على الحزبين الحاكمين.
وأشاد قادة حزب العمل الشعبي بشدة بتصميم حزبنا على تعزيز الإصلاح الاقتصادي والانفتاح، كما أعربوا عن تقديرهم لصفات الشعب الفيتنامي مثل الاجتهاد والانضباط والتطلع إلى تطوير البلاد والتطلع الدائم إلى المستقبل.
بالإضافة إلى الاتصالات والتبادلات رفيعة المستوى وشاملة المستويات، يُعدّ التعاون في تدريب وتأهيل المسؤولين الاستراتيجيين نقطةً مضيئةً في نموذج التعاون بين حزبنا وحزب العمل الشعبي. وحتى الآن، وقّع الجانبان، من خلال وزارتي خارجية البلدين، أربع اتفاقيات تعاون ونفّذاها، بما في ذلك "برنامج البحث للمسؤولين المتوسطين وكبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الفيتنامي في سنغافورة، للفترة 2011-2013" (للمسؤولين على مستوى الإدارات)، و"برنامج البحث والتدريب المواضيعي لكبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الفيتنامي، للفترة 2013-2015"، واستمرّا في توقيع تمديدات للفترتين 2017-2019 و2021-2023.
في مايو 2023، نجح الجانبان في تنسيق تنظيم الوفد السابع عشر من كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الفيتنامي بقيادة الرفيق فان فان ماي، عضو اللجنة المركزية للحزب، نائب السكرتير الدائم للجنة الحزب بالمدينة، رئيس لجنة الشعب في مدينة هوشي منه للدراسة في سنغافورة، وتحديدًا تنفيذ التعاون في مجال تدريب ورعاية المسؤولين على المستوى الاستراتيجي لتلبية احتياجات التنمية في فيتنام على المستويين المركزي والمحلي.
أجرى رئيس اللجنة المركزية للعلاقات الخارجية لي هواي ترونج (أعلى اليمين) اجتماعًا عبر الإنترنت مع وزير الخارجية ورئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزب العمل الشعبي السنغافوري (PAP) فيفيان بالاكريشنان (أعلى اليسار)، 29 أبريل 2021. |
اتجاهات المستقبل
في ظل الوضع الإقليمي والعالمي المعقد والمضطرب الراهن، تُدرك كلٌّ من سنغافورة وفيتنام تمامًا أهمية العمل معًا للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ويحتاج الحزب الشيوعي الفيتنامي وحزب العمل الشعبي السنغافوري، بصفتهما الحزبين الحاكمين، إلى تعزيز علاقاتهما التعاونية بشكل أكبر، وإرساء أساس سياسي يُوجّه العلاقات الثنائية، مع التركيز على التوجهات الرئيسية التالية في المرحلة المقبلة:
أولا، مواصلة زيادة تبادل الوفود على كافة المستويات، بما في ذلك القادة الشباب، مع التركيز على بناء علاقات شخصية بين فرق القيادة المتعاقبة للحزبين والبلدين، وإنشاء قاعدة سياسية طويلة الأجل لتطوير العلاقات الثنائية، وبالتالي تهيئة الظروف لتعزيز التعاون في المجالات الأخرى.
ثانياً، تعزيز العلاقات بين لجان الحزب على المستوى المركزي والوكالات الحكومية والمنظمات الجماهيرية وكذلك بين المحليات الفيتنامية والوكالات المقابلة في سنغافورة، والاستفادة من نقاط القوة في سنغافورة ودعمها لفيتنام، وخاصة في عملية التنمية الاقتصادية وبناء القدرات الوطنية، بما يتماشى مع أهداف فيتنام وأولوياتها.
ثالثا، تعزيز التبادلات الشعبية بين محليات فيتنام وسنغافورة، بما في ذلك الشباب؛ وتعزيز الصداقة والتعاون الجيد بين البلدين بعد 50 عاما من التأسيس والتنمية بين جميع فئات الشعب، وخاصة جيل الشباب.
رابعا، التركيز على تحسين جودة وفعالية الدورات البحثية في إطار برامج التدريب لكبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الفيتنامي في سنغافورة، وتعديل المحتوى بشكل مناسب نحو تعزيز التعاون والتعلم المتبادل في الاتجاهين، بما في ذلك تبادل الخبرات الفيتنامية مع المسؤولين السنغافوريين، بما يتماشى مع احتياجات والمواقف العملية للوزارات والفروع والمحليات الفيتنامية.
وفي ضوء قرار المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب وتوجيهات الأمين العام نجوين فو ترونج في خطابه في المؤتمر الوطني للشؤون الخارجية في ديسمبر/كانون الأول 2021، فإن أنشطة الركائز الثلاث للدبلوماسية الحديثة، بما في ذلك دبلوماسية الحزب ودبلوماسية الدولة ودبلوماسية الشعب، كانت ولا تزال تُنشر بقوة وبشكل متزامن وسلس في العلاقات بين فيتنام وسنغافورة.
إلى جانب الثقة السياسية بين القادة، فإن التفاهم والتشابه الثقافي بين شعبي البلدين خلق مصلحة تنموية مشتركة وتعاون مستدام بين الجانبين، وهو أساس متين لخلق فرص جديدة لتوسيع التعاون ذي المنفعة المتبادلة بشكل أكبر، من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم في المستقبل.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)