قالت وزارة الدفاع الليتوانية في تغريدة على تويتر في 9 أكتوبر/تشرين الأول إنها أكملت بناء وتعزيز التحصينات على جسر استراتيجي فوق نهر نيمان، بالقرب من الحدود مع منطقة كالينينجراد الروسية.
في هذا البيان، أعلنت ليتوانيا أنها نصبت سلسلة من العوائق المضادة للدبابات، مثل "أسنان التنين" و"القنافذ المضادة للدبابات"، لحماية أراضيها من التهديدات المحتملة. بل إن بعض الجسور مُجهزة للتدمير عند الحاجة لوقف تقدم العدو.
ليتوانيا تُعزّز الجسور بحواجز مضادة للدبابات قرب الحدود الروسية. (مصدر الصورة: وزارة الدفاع الليتوانية) |
أكد وزير الدفاع الليتواني لوريناس كاسيوناس أن زرع الألغام في الجسور سيعزز القدرات الدفاعية ويضمن الأمن في المناطق الحدودية. وتندرج هذه الإجراءات في إطار استراتيجية شاملة لمواجهة أي هجمات محتملة من روسيا أو بيلاروسيا. ويُعد تعزيز التحصينات دليلاً على مبادرة ليتوانيا واهتمامها في ظل تصاعد التوتر في المنطقة.
ليتوانيا ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي تتخذ تدابير دفاعية. فقد عملت، بالتعاون مع لاتفيا وإستونيا، بشكل وثيق لبناء خط دفاع مشترك لحماية الجناح الشرقي لحلف الناتو. وصرح وزير الدفاع الإستوني، هانو بيفكور، بأن خطوط الدفاع جاءت ردًا مباشرًا على الحرب في أوكرانيا، حيث أثبتت الحواجز المادية أهميتها في منع الهجمات المفاجئة. وأضاف أن تركيب الحواجز والتحصينات خطوة ضرورية لضمان الأمن وتمكين القوات العسكرية من الرد السريع على أي تسلل.
انضمت لاتفيا أيضًا إلى المبادرة. وصرح وزير الدفاع اللاتفي أندريس سبرودس بأن هذه الدفاعات لا تهدف فقط إلى ردع الأعداء، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز القدرات الدفاعية لحلف الناتو. وتُعدّ هذه الإجراءات جزءًا من القرارات التي اتُخذت في قمة الناتو عام ٢٠٢٢ في مدريد، حيث اتفق القادة على توسيع وتعزيز الدفاعات على الحدود الشرقية.
تُعدّ هذه التحصينات جزءًا من خطة أمنية شاملة لدول البلطيق، لا سيما في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة من روسيا. وتعمل الدول الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، معًا لضمان إبطاء أي غزو من روسيا أو بيلاروسيا وتصعيب مواجهته منذ البداية. وتستند هذه الدفاعات إلى تحليل استراتيجي، مما يسمح لدول البلطيق بالرد في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة على نوايا العدو.
في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لعام ٢٠٢٢، اتفقت الدول الأعضاء على أهمية تعزيز أمن حدودها الشرقية، وخاصة دول البلطيق. وقد طوّر الناتو نهجًا دفاعيًا متعدد المستويات، يشمل نشر مجموعات قتالية بحجم لواء، وقوات رد سريع، وأنظمة دفاعية متعددة الأبعاد. ولا تقتصر هذه الجهود على بناء الحواجز المادية فحسب، بل تشمل أيضًا الدفاعات السيبرانية والجوية.
أطلقت بولندا برنامجًا دفاعيًا واسع النطاق يُسمى "الدرع الشرقي" لتعزيز الأمن على حدودها الشرقية مع روسيا وبيلاروسيا. (مصدر الصورة: وزارة الدفاع البولندية) |
إلى جانب دول البلطيق، اتخذت بولندا أيضًا تدابير مماثلة لحماية حدودها. في مايو 2024، أطلقت بولندا برنامج "الدرع الشرقي"، الذي يتضمن بناء تحصينات وحواجز على طول حدودها مع روسيا وبيلاروسيا. يغطي هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، حوالي 700 كيلومتر، ويركز على تعزيز المواقع الاستراتيجية، وإنشاء أبراج مراقبة، ونشر تدابير مضادة للطائرات المسيرة. تُعتبر هذه المبادرة جزءًا أساسيًا من استراتيجية بولندا الأمنية، بدعم مالي من الحكومة والاتحاد الأوروبي.
لطالما لعبت الدفاعات المادية، كما أثبت التاريخ، دورًا هامًا في وقف تقدم العدو. على سبيل المثال، أبطأ خط سيغفريد في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية تقدم الحلفاء، مما أتاح للألمان مزيدًا من الوقت لشن هجوم مضاد. ورغم أن هذه الهياكل قد تكون مكلفة وغير مكتملة، إلا أنها توفر ميزة استراتيجية وتساعد في حماية الدول من الغزو السريع.
خلال الحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت التحصينات والعوائق عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجيات الدفاعية لكلا الجانبين. أنشأت القوات الروسية أنظمة دفاعية معقدة تتضمن خنادق وخنادق مضادة للدبابات وعوائق لعرقلة التقدم الأوكراني. ردًا على ذلك، عززت أوكرانيا دفاعاتها، استعدادًا لهجمات روسية مضادة محتملة مع تغير ظروف القتال. تُظهر هذه الاستراتيجيات الدور المهم للتحصينات في الحرب الحديثة، إذ تُبطئ تقدم العدو وتُتيح للقوات المدافعة شن هجمات مضادة.
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/rang-rong-la-gi-ma-nato-rai-khap-bien-gioi-phia-dong-giap-nga-351695.html
تعليق (0)