تُلقب تولوز أيضًا بـ"المدينة الوردية" بفضل التوهج الوردي لمبانيها الطوبية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين. يشعر زوار تولوز وكأنهم يعودون بالزمن إلى الوراء، ولا يسعهم إلا أن ينبهروا بتجارب السفر الغنية التي تقدمها.
إن المنازل المبنية من الطوب الوردي تخلق جمالاً فريداً من نوعه في تولوز.
سحر المدينة القديمة
نهر غارون هو شريان الحياة في تولوز، لذا ليس من المستغرب أن تؤدي إليه أقدم شوارعها (لازار كارنو، ستراسبورغ، ميتز...). يتجلى نهر غارون في أبهى صوره عند غروب الشمس، حيث يعانق جدران الطوب ويلون السماء باللون الوردي. حتى أكثر النفوس برودةً تشعر بحواسها الخمس مفتوحة لاستقبال هذا الجمال الزائل. يُنصح الزوار بزيارة جسر سان بيير أو كاتدرائية نوتردام في دوراد للاستمتاع بأفضل منظر لغروب الشمس.
تُعد كنيسة سان سيرنين رمزًا خالدًا لمدينة تولوز، وموقعًا للتراث العالمي لليونسكو منذ عام ١٩٩٨. شُيّدت الكنيسة في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، وهي حاليًا من أكبر المباني الرومانية التي لا تزال قائمة في تولوز. يُعد برج الجرس وحده تحفة معمارية لا تُفوّت.
بالإضافة إلى الإعجاب بالنقوش الرائعة التي تزين الحرم الداخلي للكنيسة، يمكن للزوار أيضًا النزول إلى الطابق السفلي لزيارة قبر القديس سيرنين (أو القديس ساتورنين)، وقبر القديس هونوراتوس، والعديد من بقايا القديسين الآخرين.
تعج ساحة تولوز المركزية بالسياح باستمرار، ويعود ذلك جزئيًا إلى المطاعم والمقاهي المنتشرة فيها، وجزئيًا إلى قصر الكابيتول الرائع. شُيّد القصر في موقع مبنى بلدية تولوز القديم، الذي يعود تاريخه إلى تسعينيات القرن الثاني عشر. في القرن الثامن عشر، جُدّد المبنى ووُسّع ليضم مسرح الكابيتول. يمكن للزوار دخول مبنى البلدية مجانًا لزيارة قصر الكابيتول، ثم شراء تذاكر لمشاهدة عروض الباليه والأوبرا في المسرح.
على مقربة من الساحة المركزية، تقع الحديقة اليابانية، التي سُميت تيمنًا ببير بوديس، عمدة تولوز الراحل (1916-1997). في عام 1981، أشرف هذا العمدة مباشرةً على بناء حديقة كومبان كافاريلي، التي تبلغ مساحتها 10 هكتارات، في قلب تولوز. كان هذا إنجازًا لم تجرؤ عليه سوى مدن قليلة آنذاك. كما خصص السيد بوديس 7000 متر مربع في الحديقة لإنشاء حديقة على الطراز الياباني. يشعر العديد من الزوار عند زيارتهم للحديقة وكأنهم عادوا إلى اليابان خلال فترة إيدو. صُممت البحيرة والحديقة الصخرية والجسر والمبنى الخشبي في الحديقة بناءً على معالم شهيرة في مدينة كيوتو.
لطالما كانت تولوز مركز صناعة الطيران الفرنسية. هناك مكانان مهمان لا ينبغي تفويتهما للسياح. الأول هو متحف أيروسكوبيا للطيران، الذي يضم مجموعة ضخمة من نماذج الطائرات من تاريخ الطيران الفرنسي. والثاني هو مصنع جان لوك لاغاردير لإيرباص، حيث تُصنع طائرة إيرباص A350 الشهيرة. تبلغ تكلفة جولة المتحف والمصنع حوالي 46 يورو وتستغرق حوالي 6 ساعات.
انغمس في الثقافة المحلية
عند الحديث عن تذكارات تولوز، أول ما يُذكر هو البنفسج، رمز المدينة. أدخل الإمبراطور نابليون الثالث (1808-1873) صنف البنفسج من تولوز إلى فرنسا في خمسينيات القرن التاسع عشر، وزُرع في حدائق منطقة لوناغي، إحدى ضواحي المدينة الشمالية. ومنذ ذلك الحين، أصبح البنفسج جزءًا لا يتجزأ من هوية تولوز، بالإضافة إلى صناعتي النسيج وصناعة النبيذ التقليديتين فيها.
ينبغي على الزوار البحث عن منديل أو فستان بنقشة بنفسجية، أو زجاجة عطر بنفسجي، أو حتى زجاجة أرماجناك، التي أضيفت إليها أوراق بنفسجية أثناء عملية التقطير.
في السنوات الأخيرة، ابتكرت منطقتا غاياك وفرونتون لإنتاج النبيذ طريقةً لإضفاء لمسةٍ من السكر على بتلات البنفسج. فإضافة بضع بتلات إلى زجاجة شمبانيا تُغيّر لون النبيذ وتُضفي عليه نكهةً جديدة.
قليلٌ من الأماكن في فرنسا يعشق سكان تولوز رياضة الرجبي. يُعدّ ملعب تولوزين في المدينة حاليًا أنجح فريق رجبي في أوروبا، حيث فاز بكأس أوروبا للرجبي أربع مرات، وهو رقم قياسي. يخوض الفريق مبارياته على أرضه في ملعب إرنست والون، لكن أهم المباريات تُقام في ملعب تولوز. لا تفوتوا فرصة شراء تذاكر لمشاهدة مباريات ملعب تولوزين والاستمتاع بالأجواء الحماسية.
لعشاق الأنشطة الخارجية، تُعدّ رحلة على طول قناة ميدي، المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، خيارًا مثاليًا. تربط هذه القناة، التي يبلغ طولها 240 كيلومترًا، البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، وتُعد مدينة تولوز نقطة التقاء القناة بنهر غارون قبل أن تصب في المحيط الأطلسي. تُزيّن الغابة القديمة الممتدة على جانبي القناة التلال والقرى الصغيرة، البسيطة والساحرة في آنٍ واحد. يمكن للزوار ركوب الدراجات على طول القناة، أو حتى استئجار قارب ليحملهم الماء، ليجدوا بذلك راحةً جسديةً ونفسية.
تُقام المهرجانات في تولوز على مدار العام. من أبرزها مهرجان البنفسج (أوائل فبراير)، حيث تكتسي الساحة المركزية للمدينة باللون الأرجواني ببحر من زهور البنفسج. أو مهرجان سيست إلكترونيكس للموسيقى الإلكترونية (أواخر يونيو)، حيث يستعرض العديد من الفنانين من فرنسا وخارجها مواهبهم في أجواء شاعرية في حديقة كومبان كافاريلي. يُعد سوق تولوز لعيد الميلاد دائمًا من أكثر الأسواق ازدحامًا في فرنسا. وتشير التقديرات إلى أنه يتم بناء أكثر من 100 كابينة خشبية في أوائل ديسمبر من كل عام في سوق تولوز لعيد الميلاد لخدمة الزوار من جميع أنحاء العالم.
المصدر: https://hanoimoi.vn/sac-hong-toulouse-693795.html
تعليق (0)