تنتج مزرعة Bustanica التابعة لشركة Emirates Crop One في الإمارات العربية المتحدة 3 أطنان من الخضروات يوميًا على مساحة 10 آلاف متر مربع.
مزرعة بوستانيكا العمودية توفر مساحة ومياه أكثر من المزارع التقليدية. الصورة: CNA
يُصعّب تغير المناخ الزراعة التقليدية، مما يُجبر الشركات على البحث عن حلول جديدة لمعالجة المشكلة من جذورها. تُعدّ مزرعة بوستانيكا أكبر مزرعة عمودية في العالم، ومقرها دبي. تُقدّم منتجاتها على قائمة طعام رحلات طيران الإمارات، كما تتوفر خضراواتها في العديد من محلات السوبر ماركت في الإمارات العربية المتحدة. تُنتج منشأة بوستانيكا، التي تبلغ مساحتها 10,000 متر مربع، 3 أطنان من الخضراوات يوميًا في بيئة تُتحكّم في درجة الحرارة والرطوبة والماء والعناصر الغذائية. ووفقًا لوكالة الأنباء الصينية (CNA )، تستخدم المزرعة جزءًا ضئيلًا من مساحة الأرض والمياه التي تستخدمها المزارع التقليدية.
وقال فراس الصوفي، المدير العام لشركة "إمارات كروب ون"، الشركة التي تدير المشروع: "إذا كنت تريد إنتاج نفس الكمية من الخضروات الورقية، فستحتاج إلى ما يقرب من 470 ألف متر مربع من الأرض، وهو ما يعادل ضعف مساحة مطار دبي الدولي".
المزرعة، التي تعمل منذ قرابة عام، تستهلك مياهًا أقل بنسبة 95% من المزارع التقليدية. في دولة تعاني من ندرة المياه كالإمارات العربية المتحدة، حيث تعتمد معظم إمداداتها المائية على محطة تحلية مياه كثيفة الاستهلاك للطاقة، يُخفف انخفاض استهلاك المياه العبء على إمدادات الكهرباء ويُقلل الانبعاثات. يقول الصوفي: "في العادة، لإنتاج كيلوغرام واحد من الخس، نحتاج إلى 370 لترًا من الماء. أما في بستانيكا، فنحتاج فقط إلى 15 إلى 17 لترًا من الماء". ويُقدّر الصوفي أن بستانيكا توفر حوالي 200 مليون لتر من الماء سنويًا.
ليست هذه الشركة الوحيدة التي تدعم الزراعة الداخلية في الإمارات العربية المتحدة. فقد أنشأت شركة أليسكا لايف، المتخصصة في التكنولوجيا الزراعية، مزرعة عمودية تُنتج الخضراوات الورقية تلقائيًا، وتُقدم حلولًا لإدارة المزارع. تشبه المزرعة، المجهزة بمصابيح LED ومعدات ري ومراقبة مُصممة خصيصًا، حاوية شحن، وتتميز بتصميم مرن وقابل للتعديل. وبينما تتخذ الشركة الأم من سنغافورة مقرًا لها، تعمل أليسكا لايف أيضًا في الصين واليابان والإمارات العربية المتحدة. وعلى مدار العقد الماضي، زودت الشركة عملاءها في تلك الدول، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، بالتكنولوجيا اللازمة.
وقّعت شركة أخرى، وهي "فود تك فالي"، اتفاقيةً خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) لتطوير مزرعة "جيجا فارم" بمساحة 900 ألف قدم مربع، تُنتج 3 ملايين كيلوغرام من الغذاء سنويًا، أي ما يعادل زراعة ملياري شجرة. ومن المتوقع أن يُسهم نظامها الدائري المغلق في الحد من هدر الطعام وتوفير المياه، بحيث لا تحتاج إلى توصيلها بالشبكة الرئيسية أو استغلال المياه الجوفية. ومن المقرر أن يبدأ البناء العام المقبل، وأن يدخل مرحلة التشغيل الكامل بحلول عام 2026.
يُشكّل الأمن الغذائي والاستدامة مصدر قلق بالغ لدولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة الخليجية التي تستورد 83% من غذائها. وتسعى الإمارات إلى أن تصبح الدولة الرائدة عالميًا في مجال الأمن الغذائي بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. وتواجه بعض الأهداف والتحديات نفسها التي تواجهها سنغافورة، التي تستورد حوالي 90% من غذائها وتعتمد على المزارع عالية التقنية والأساليب الزراعية المتطورة لتعزيز الإنتاج.
آن كانج (وفقًا لوكالة الأنباء المركزية )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)