على عتبة عصر جديد

كتب السفير الأسترالي لدى فيتنام، أندرو جوليدزينوسكي، مقالاً يُشارك فيه آراءه حول مسارات التنمية في أستراليا وفيتنام، مُسلِّطاً الضوء على دعم أستراليا القوي للتوجهات التي تنتهجها فيتنام. ونودّ أن نُقدِّم لقرائنا الكرام المحتوى الرئيسي للمقال.

السفير الأسترالي لدى فيتنام، السيد أندرو جوليدزينوسكي، يلقي كلمة في الفعالية. (الصورة: السفارة الأسترالية في فيتنام).

إن عصور الإصلاح السياسي والهيكلي نادرة في تاريخ الأمم. ولكن عندما تحدث، غالبًا ما تتبعها فترات من النمو الاقتصادي السريع. كانت هذه تجربة أستراليا بعد إصلاحات أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. في فيتنام، كانت أواخر الثمانينيات فترة تغيير كبير، مهدت الطريق لعقود من النجاح. شرح لي مهندس فيتنامي مسن عملية "دوي موي"، التي كانت بمثابة نبع عملاق وفّر النبع للاقتصاد والمجتمع الفيتنامي لسنوات عديدة. وقال أيضًا إن "البلاد بحاجة إلى نبع جديد لدفعها إلى الأمام". خلال فترة وجودي في فيتنام، تعلمت أهمية التوازن والانسجام. وهذا يعني التوازن بين الابتكار والإبداع والاستقرار والاستمرارية. أفهم أن الاستقرار كان الاتجاه السائد في تاريخ فيتنام، ولكن كانت هناك فترات من التغيير الكبير. أشعر أننا على أعتاب حقبة جديدة من الابتكار. أشعر بإجماع واسع بين الناس على ضرورة بدء مرحلة جديدة. في الأول من ديسمبر، ألقى الأمين العام تو لام كلمة في مؤتمر خاص. كان هناك العديد من الأمور الجديرة بالدراسة في الخطاب، وبعضها لفت انتباهي فورًا. أولًا، ركّز الخطاب بشكل كبير على العمل. فبدلًا من الدعوات المعتادة لزيادة الاستثمار الأجنبي، والبنية التحتية، والتحول في مجال الطاقة، ركّز الخطاب على تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق كل ذلك. وأخيرًا، كانت لغة الخطاب مباشرة للغاية. ركّز خطاب الأمين العام تو لام على آلية النظام السياسي وكيفية تحسين كفاءته. وفي هذا الصدد، ساهم مركز فيتنام-أستراليا (VAC) في تسهيل العديد من التبادلات والدراسات حول الإصلاح. بالنسبة لي، كان أبرز ما في الخطاب هو الالتزام بتحقيق نمو اقتصادي مزدوج الرقم. يبرز عصر فيتنام الجديد تدريجيًا في وقت حاسم. يزداد الوضع العالمي صعوبة. يشهد العالم فترة من انخفاض المخاطر، واضطرابات في سلاسل التوريد، وربما ارتفاعًا في التعريفات الجمركية. هذا ليس مثاليًا للدول ذات التوجه التجاري مثل فيتنام وأستراليا. لكن فيتنام لا تزال تتمتع بمزايا. أي أن هناك اهتمامًا كبيرًا بفيتنام في الوقت الذي تبحث فيه تدفقات رأس المال العالمية عن وجهات آمنة. الوضع الجيوستراتيجي الحالي معقد. تنتشر الصراعات والتوترات وتوجهات حشد القوى في جميع أنحاء العالم. تحظى الدبلوماسية الفيتنامية بإعجاب العالم. في مواجهة المنافسة الجيوسياسية المتزايدة، آمل أن تواصل فيتنام زيادة مساهماتها للعالم. فيتنام وأستراليا شريكان مختلفان. لكن أكثر من 50 عامًا من التعاون خلقت علاقة ثقة واحترام متبادلين. واليوم، العديد من الشركات الأسترالية على استعداد للاستثمار في فيتنام في مجالات طاقة الرياح البحرية، ومعالجة المعادن النادرة والمعادن الحيوية، والتحول الرقمي، والتكنولوجيا الزراعية، والتعليم العالي. آمل أن تتقدم المشاريع الأسترالية في جميع هذه المجالات. فيتنام بلد مهم لأستراليا، ليس فقط من حيث التجارة. يُظهر لنا التاريخ أن فيتنام المسالمة والمزدهرة ضرورية لاستقرار المنطقة وازدهارها. على الرغم من أن التحديات التي تواجه فيتنام اليوم قد تكون كبيرة، إلا أنها لا تُقارن بالتحديات التي واجهتها فيتنام وتغلبت عليها. سيندهش العالم من التسارع السريع لفيتنام على طريق مستقبل جديد. المصدر: https://nhandan.vn/truoc-nguong-cua-cua-ky-nguyen-moi-post848554.html