استثمار بمليار دولار في الهند
وفقًا لمجلة فوربس، يُعد إيلون ماسك حاليًا رابع أغنى ملياردير في العالم . لا يقتصر شهرته على كونه الرئيس التنفيذي لشركات شهيرة مثل تيسلا وسبيس إكس ونيورالينك، بل يلعب أيضًا دورًا هامًا في مشاريع مثل ذا بورينغ كومباني وأوبن إيه آي. كما يُعرف إيلون ماسك بدعمه للتقدم في صناعة السيارات الكهربائية، والتعدين الفضائي، وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التكنولوجية.
وبحسب وسائل إعلام هندية نقلا عن مصادر لم تسمها، من المتوقع أن يزور الملياردير إيلون ماسك الهند ويعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي لمناقشة مشروع توسيع الاستثمار الخاص بشركة تسلا.
صرح إيلون ماسك أن تيسلا تتطلع للاستثمار في الهند "في أقرب وقت ممكن". الصورة: CNN |
يخطط الملياردير أيضًا للقاء شركات هندية ناشئة في مجال تكنولوجيا الفضاء خلال زيارته. صرّح باوان تشاندانا، المؤسس المشارك لشركة سكاي روت إيروسبيس، الشركة التي أطلقت أول صاروخ هندي مطوّر بشكل خاص عام ٢٠٢٢، لشبكة CNN بأنه سيلتقي بإيلون ماسك قريبًا.
ويمكن أن تشكل زيارة إيلون ماسك فرصة لمناقشة قضايا مهمة وتشكيل الاتجاه المستقبلي للعلاقات بين تيسلا والهند .
أكد إيلون ماسك أن شركة تيسلا تخطط لبناء مصنع في أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم. ووفقًا للمصادر المذكورة، قد يستثمر الملياردير إيلون ماسك ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار في الهند، وذلك بشكل رئيسي لبناء مصنع جديد لتيسلا. سيعود هذا بالنفع على كل من تيسلا والهند، مما سيخلق فرصًا جديدة للتنمية الاقتصادية في البلاد وصناعة السيارات الكهربائية.
تتوقع شركة تسلا تحقيق نمو كبير من السوق الجديدة
دخول تيسلا إلى أكبر وأسرع اقتصاد نموًا في العالم، مثل الهند، سيكون بمثابة نعمة لإيلون ماسك وشركته. وبينما تُمثل السيارات الكهربائية حاليًا أقل من 1% من إجمالي مبيعات السيارات في الهند، إلا أنها ستكون وجهة جذابة لتيسلا في السنوات القادمة.
تواجه الشركة تباطؤًا في الأسواق الرئيسية. ففي الولايات المتحدة، تباطأت مبيعات السيارات الكهربائية بشكل عام في الأشهر الأخيرة. ورغم أن النمو الأولي كان ملحوظًا، إلا أن المنافسة الشرسة من الطرازات التقليدية ومحدودية البنية التحتية للشحن حالت دون انتعاش الطلب بالوتيرة المتوقعة.
وعلى نحو مماثل، في الصين، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، تشتد المنافسة بين شركات صناعة السيارات المحلية مع تقليص بعض سياسات الدعم الحكومية.
إن توسيع العمليات إلى سوق جديدة كالهند من شأنه أن يزيد من استهلاك تيسلا. كما يُعدّ خطوةً مهمةً في تعزيز التنمية الشاملة للشركة عالميًا، وجذب فرص تعاون واستثمار جديدة لتيسلا.
الاستثمار في الهند قد يُوسّع سوق استهلاك تيسلا. (صورة: سي إن إن) |
في الربع الأخير من عام ٢٠٢٣، فقدت تيسلا صدارة مبيعات السيارات الكهربائية العالمية لصالح شركة صناعة السيارات الصينية BYD. ومع ذلك، استعادت تيسلا صدارة مبيعات السيارات الكهربائية من BYD في الربع الأول من هذا العام. وهذا يُظهر المنافسة الشرسة في صناعة السيارات الكهربائية وتقلبات سوقها العالمية.
في الربع الأول، أعلنت الشركة عن انخفاض في المبيعات مقارنةً بالفترة نفسها من عام ٢٠٢٣. وكان هذا أول انخفاض كبير منذ ذروة جائحة كوفيد-١٩. وتواجه تسلا عددًا من التحديات في الحفاظ على المبيعات.
وفقًا لتقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، تُسرّح شركة تيسلا أكثر من 10% من موظفيها العالميين، البالغ عددهم 140 ألف موظف، بهدف "خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية". ويُظهر هذا أن الشركة تُعدّل هيكلها التنظيمي وتكاليفها لتحسين عملياتها وتحقيق أداء أفضل للتغلب على الصعوبات.
الهند تجتذب الاستثمارات لتصبح مركزًا عالميًا رئيسيًا للتصنيع
في عام ٢٠١٩، افتتحت شركة تيسلا أول مصنع آسيوي لها في شنغهاي، الصين. ومنذ ذلك الحين، أنتجت مئات الآلاف من السيارات للسوق الصينية الواسعة وللتصدير. إذا أُعلن عن هذا الاستثمار في الهند، فسيكون ذلك دفعة قوية لجهود رئيس الوزراء ناريندرا مودي لتحويل الهند إلى مركز تصنيع عالمي رئيسي. وهذا من شأنه أن يحفز نمو صناعة السيارات الكهربائية ويخلق المزيد من فرص العمل، مما يُسهم في تعزيز اقتصاد البلاد.
وفي حديثه بعد إطلاق بيان حزب بهاراتيا جاناتا في نيودلهي في 14 أبريل/نيسان 2024، أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي: "سنجعل الهند مركزًا صناعيًا عالميًا موثوقًا به من خلال سلسلة من البرامج بما في ذلك: تبسيط العمليات التنظيمية، والاستثمار في البنية التحتية... وجلب رأس المال إلى الصناعة والاستثمار في البحث والتطوير" .
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث في مقر حزب بهاراتيا جاناتا ( BJP ) في نيودلهي في 14 أبريل 2024. الصورة: CNN |
تتطلع العديد من الشركات الكبرى حول العالم الآن إلى تنويع عملياتها خارج الصين لتقليل المخاطر وتعزيز إمداداتها وإنتاجها، لا سيما في ظل التوترات السياسية. وتوسّع بعض أكبر الشركات العالمية، بما في ذلك شركة فوكسكون، موردة آبل (AAPL)، عملياتها بشكل كبير في الهند.
تُبدي الشركات متعددة الجنسيات اهتمامًا بالسوق الهندية، وهناك حاجة متزايدة للاستثمار والتوسع فيها. لا يُساعد هذا التوسع الشركات على تنويع عمليات التصنيع وسلاسل التوريد فحسب، بل يُلبي أيضًا الاحتياجات المتزايدة لسوق المستهلكين الهندي.
علاوة على ذلك، أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي في خطابه أيضًا على الرغبة في تعزيز التصنيع في قطاعات بما في ذلك أشباه الموصلات والمركبات الكهربائية من خلال إنشاء البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية على مستوى البلاد لتشجيع تبني المركبات الكهربائية.
في حين انخفض الطلب على السيارات الكهربائية في اقتصادات أخرى، حددت الهند هدفًا يتمثل في أن تكون 30% من إجمالي مبيعات السيارات الخاصة كهربائية بحلول عام 2030. وهذا يُظهر التزام الحكومة الهندية بتشجيع التنوع الاقتصادي وتطوير الصناعات عالية التقنية. كما يعكس التوجه نحو تصنيع أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية التوجه العالمي نحو التحول إلى التقنيات النظيفة والمستدامة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)