لا أحد يعلم تحديدًا متى وُجدت الأشجار العتيقة الشامخة على أرض كوانغ هوك، ولكن المؤكد أنها رسخت جذورها في وجدان كل ساكن محلي، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من القرية. ورغم كل هذه التقلبات، لا تزال هذه الأشجار العتيقة شامخة، تحمي وتشهد على تغيرات الأرض في غرب مقاطعة تام نونغ.
تم الاعتراف بشجرة "Cự" التي يبلغ عمرها ألف عام في المنطقة 4، بلدية كوانج هوك، منطقة تام نونج، كشجرة تراثية في عام 2024.
"الجدة" التي يبلغ عمرها ألف عام
كوانغ هوك أرضٌ عريقة، لا تزال رواسبها التاريخية محفوظة. فهي لا تفخر فقط بموقع دونغ با ترام الأثري الذي يعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث، أو منزل كوانغ هوك الجماعي، ومعبد خان لينه، ومعبد ثونغ سون، وضريح القائدة من فترة هاي با ترونغ... بل تمتلك هذه الأرض أيضًا منظومةً ضخمةً من الأشجار التراثية، كشاهدٍ صامتٍ على الزمن.
تضم القرية بأكملها ست أشجار عتيقة مُصنفة ضمن التراث الفيتنامي، بما في ذلك شجرة "كو ثو" التي يبلغ عمرها ألف عام في دار ها الجماعية - مكان عبادة الجنرال الشهير ترونغ سون داي فونغ من عهد الملك هونغ (وهو الآن مقر اللجنة الشعبية للمدينة). في السماء الشاسعة، يبلغ ارتفاع "كو ثو" 20 مترًا، ويصل محيط جذعها إلى 9.5 أمتار، وجذورها عميقة في الأرض. في السماء الشاسعة، تُلقي غطاؤها الأخضر بظلالها الباردة على طريق القرية بأكمله، وتحتضن جذورها الخشنة الوطن الأم بإحكام، وجذعها قويٌّ كالصخرة، صامدٌ مع الزمن... لا أحد يتذكر متى وُلدت "كو ثو"، إلا أنه يعلم أنه منذ الطفولة وحتى الشيب، لا يزال شعب كوانغ هوك يرى ظلها شامخًا بين السماء والأرض، يحمي أجيالًا عديدة.
في كل خريف، تفوح عناقيد الثمار الذهبية بعبيرٍ زكي. يقطف أطفال القرية كل ثمرة بلهفة، معتبرينها هديةً ثمينة، بينما ينظر كبار السن إلى الشجرة ويتذكرون أيامها الخوالي. وسط كل هذه التغيرات، تبقى الشجرة "العريقة" صامدةً كجزءٍ من روح القرية، كخيطٍ يربط الماضي بالحاضر، ناقلةً نَفَس التاريخ إلى الأجيال القادمة. لا تقتصر أهميتها البيئية على قيمتها، بل هي أيضًا شاهدٌ تاريخيٌّ على أيام نضال الوطن الشاقة.
في سنٍّ نادرة، وبشعرٍ رماديّ، كانت عينا السيد نغوين فان ترونغ بعيدتين كأنهما يعودان بالزمن إلى الوراء، يستذكر: "شجرة التين العتيقة عمرها ألف عام، ويُطلق عليها أهل البلدة اسم "التين القديم" احترامًا. منذ عهد والده، تقف هذه الشجرة صامدةً هنا، صامدةً خلال مواسم المطر والشمس العديدة. خلال حرب المقاومة، كان الجنود والمقاتلون يتوقفون تحت هذه الشجرة، ويسندون ظهورهم للراحة قبل التقدم إلى مناطق حرب فان ثانغ (دونغ لونغ، كام خي)، أو مناطق حرب فان (هين لونغ، ها هوا)، أو فوك كو (مينه هوا، ين لاب). تحت ظلّها، عُقدت اجتماعات سرية، ونوقشت خطط المعارك، ومن هنا انطلق العديد من الجنود الشباب...".
ومن خلال العديد من التغييرات، كان هناك وقت حيث انكسر جذع الشجرة وبدا من المستحيل إعادته إلى الحياة، ولكن مع الرعاية المخلصة من الحكومة والشعب في البلدية، ارتفعت الشجرة "القديمة" مرة أخرى، وازدهرت وأثمرت، كدليل على حيوية الأرض والشعب هنا.
لا تعد هذه الشجرة العملاقة مجرد أصل لا يقدر بثمن، بل هي أيضًا شاهد تاريخي يسجل كل خطوة من خطوات التغيير في الوطن.
فخر الأجيال القادمة
تحت ظلال الأشجار القديمة، لا تزال القصص القديمة تتردد مثل همسات الماضي، تمتزج مع كل ريح تهب عبر أرض كوانج هوك. 6 أشجار تراثية - لا تزال الحراس الخضر للقرية تقف بثبات بين السماء والأرض، ليس فقط كدليل تاريخي ولكن أيضًا كروح القرية، وخيط غير مرئي يربط الماضي بالحاضر، ويذكر الأجيال القادمة بأصولهم المقدسة.
لا تزال شجرة البانيان، التي يبلغ عمرها ألف عام، تُلقي بظلالها الباردة في فناء المنزل المشترك، كدرعٍ يحمي أجيالًا من الناس الذين وُلدوا ونشأوا وكبروا على هذه الأرض. إلى جانب شجرة البانيان التي يبلغ عمرها ألف عام، يمتلك كوانغ هوك أيضًا شجرة بانيان عمرها مئة عام في معبد نها با (معبد كيو هوا) وأربع أشجار بانيان عمرها 300 عام في المناطق 3 و6 و8. هذه الأشجار التراثية بمثابة "حراس أخضر" للقرية، تقف شامخة بين السماء والأرض، بجذوعها الخشنة وجذورها الملتصقة بالأرض، وكل شجرة تمتد مظلتها، تحمي من المطر والشمس، تمامًا كما كان شعب كوانغ هوك في الماضي يحمون بعضهم البعض ويساعدون بعضهم البعض خلال السنوات الصعبة.
في عام ٢٠٢٤، شهدنا حدثًا هامًا، مثّل نقطة تحول مهمة في مسيرة الحفاظ على القيم الطبيعية والثقافية للوطن: فقد حظيت بلدية كوانغ هوك بشرف الحصول على قرار الاعتراف بست أشجار تراثية فيتنامية. وهذا ليس فخرًا لسكان المنطقة فحسب، بل هو أيضًا تذكيرٌ قيّمٌ بمسؤولية حماية التراث الأخضر الذي خلّفه أسلافنا.
أكد الرفيق نجوين هونغ نغيب، نائب رئيس اللجنة الشعبية لبلدية كوانغ هوك، قائلاً: "إن الاعتراف بأشجار التراث الفيتنامية لا يقتصر على الحفاظ عليها فحسب، بل يُكرّم أيضًا التراث الحي للوطن. إنها كنزٌ تركه لنا أجدادنا، وسنواصل البحث عن المزيد من الأشجار القديمة المتميزة وتكريمها".
يمر الزمن، ويتغير كل شيء، لكن الأشجار العتيقة لا تزال شامخة، ترتفع عالياً في الريح. تحت ظلالها، ستكبر أجيال، وتولد أجيال، وتموت أجيال، لكن الأشجار العتيقة لا تزال شامخة هنا، تشهد بصمت على كل خطوة من خطوات تحول الوطن. في قلب كل طفل من أبناء كوانغ هوك، تبقى صورة الوطن، بظلالها، محفورة في أعماق قلوبهم، ويذكرون أنفسهم بصمت بضرورة الاعتزاز بهذه الكنوز الخضراء وحمايتها والحفاظ عليها، لأنها ليست فقط ثروة لا تقدر بثمن لشعب كوانغ هوك، بل هي أيضاً روح القرية، وفخر الأجيال القادمة!
ثوي فونغ
[إعلان 2]
المصدر: https://baophutho.vn/bau-vat-xanh-o-quang-huc-227575.htm
تعليق (0)