صور لضحايا العامل البرتقالي/الديوكسين في فيتنام. (تصوير: آنه هين/وكالة الأنباء الفيتنامية)
وبمناسبة يوم ضحايا العامل البرتقالي الفيتنامي (10 أغسطس)، أعرب السيد دي جراند ري، القنصل الفخري السابق لفيتنام في بلجيكا، عن تعاطفه العميق مع الخسائر والألم الذي يعاني منه ضحايا العامل البرتقالي/الديوكسين في فيتنام.
وأكد السيد دي جراند ري أيضًا الدعم القوي من الشعب والسياسيين البلجيكيين لجهود التعاون الدولي للتغلب على عواقب الحرب في فيتنام.
قال السيد دي غراند راي إن الزيارة الرسمية التي قام بها الملك فيليب، ملك بلجيكا، إلى فيتنام في أبريل الماضي كانت ذات أهمية خاصة. خلال الزيارة، زار الملك متحف مخلفات الحرب في مدينة هو تشي منه ، وقضى وقتًا طويلًا في زيارة جناح عرض ضحايا العامل البرتقالي.
يشعر الملك بقلق بالغ إزاء العواقب الوخيمة التي ألحقها هذا السلاح الكيميائي بالشعب الفيتنامي. وعندما رأى بأم عينيه معاناة الضحايا، الذين يعانون من إعاقات حركية وذهنية شديدة، تأثر الملك فيليب بشدة. وتُعدّ هذه الصور أوضح دليل على استمرار الكارثة الإنسانية، رغم انتهاء الحرب قبل نصف قرن، كما أكد السيد دي غراند ري.
وفقاً للسيد دي غراند راي، يُعدّ العامل البرتقالي أحد أخطر عواقب حرب فيتنام وأكثرها ديمومة. ورغم مرور أكثر من 50 عاماً، لا تزال آثار هذه المادة الكيميائية السامة حاضرة في حياة ملايين العائلات الفيتنامية، بل وتؤثر حتى على الأجيال القادمة. ويُعرب عن قلقه من أن تستمر هذه العواقب لعقدين أو ثلاثة عقود أخرى.
أعرب السيد دي غراند ري عن تعاطف الشعب البلجيكي، قائلاً إن شعب هذا البلد يُعجب دائمًا بإرادة ضحايا العامل البرتقالي الاستثنائية في فيتنام. ورغم أنهم لا يعيشون حياة طبيعية كغيرهم، إلا أنهم ما زالوا صامدين للنضال. وهذا ما أثار تعاطفًا كبيرًا وحثّ المجتمع البلجيكي على التحرك.
توجد في بلجيكا حاليًا العديد من المبادرات الإنسانية لدعم ضحايا العامل البرتقالي في فيتنام.
ومن الأمثلة النموذجية على ذلك نشاط جمع التبرعات السنوي الذي أطلقته السيدة كريس جيسكينز، رئيسة فرع هوي آن البلجيكي لجمعية ضحايا العامل البرتقالي، من خلال بطولات الغولف الخيرية. وتُحوّل جميع الأموال المُجمعة إلى فيتنام لدعم الضحايا.
وبالإضافة إلى ذلك، تعمل منظمة أخرى بشكل نشط على تنفيذ برامج دعم طويلة الأجل، في حين تعمل على حشد الموارد من الأفراد والمنظمات الخيرية في الداخل والخارج.
ومن منظور الدبلوماسية العامة، قال السيد دي جراند ري إن التقارير التلفزيونية عن ضحايا العامل البرتقالي خلقت تأثيرًا قويًا في الرأي العام البلجيكي.
وقد اتصل به العديد من الأشخاص بشكل استباقي للتعبير عن سخطهم إزاء عواقب الحرب الكيميائية، واقترحوا في الوقت نفسه إجراءات محددة لتعزيز المسؤولية الدولية، وخاصة من جانب الحكومة البلجيكية والدول ذات الصلة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأكد قائلاً: "إنه ليس مجرد شعور شخصي. أعتقد أن هذا هو الرأي السائد لدى غالبية البلجيكيين: يجب أن نوقف جميع استخدامات المواد الكيميائية السامة في النزاعات. السلام، لا غير، هو الخيار الصحيح الوحيد".
وأضاف القنصل الفخري السابق أن مناقشات رفيعة المستوى تجري حاليا في مجلسي البرلمان البلجيكي والفرنسي، بهدف تمرير قرار يدين استخدام المواد الكيميائية السامة في الحرب، بينما يدعو المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم لفيتنام في التغلب على عواقب العامل البرتقالي/الديوكسين.
وأعرب عن ثقته في أن مجلس النواب البلجيكي سوف يعتمد القرار رسميا خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، لأنه، كما أكد، "السياسيون، بعد أن شاهدوا الصور المؤلمة، يتفقون جميعا على أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة".
وفي حالة التصديق على هذا القرار، فإنه سيكون القرار الثاني الذي يتخذه البرلمان البلجيكي فيما يتصل بقضية العامل البرتقالي في فيتنام.
وفي نهاية المحادثة، أكد السيد دي جراند ري مرة أخرى التزامه الشخصي والجماعي، فضلاً عن التزام العديد من المنظمات والأفراد في بلجيكا، بمرافقة فيتنام في التغلب على العواقب الثقيلة التي خلفتها الحرب.
وأكد أن بلجيكا ترغب في الوقوف جنباً إلى جنب مع فيتنام حتى لا تعاني أي دولة في العالم من المواد الكيميائية السامة.
وقال السيد دي جراند راي: "إن الأمر لا يتعلق بالتعاطف فحسب، بل هو مسؤوليتنا أيضًا، نحن الأشخاص الذين نحب السلام والعدالة".
المصدر: https://baolangson.vn/bi-cam-ket-dong-hanh-cung-viet-nam-khac-phuc-hau-qua-chat-doc-da-cam-5055485.html
تعليق (0)