نجوين تشي كوونج (الغلاف الأيسر، الصف الأمامي) يشارك بشكل فعال في الأنشطة مع الأصدقاء.
دخول الجامعة وأمي مشلولة من جهة واحدة …
كوونغ طالبٌ يعيش حالةً خاصة. عندما كان في الصف الثاني عشر، مرضت والدته فجأةً وأُصيبت بالشلل في أحد جانبي جسدها. استمر هذا المرض لأربع سنوات، ولم تعد والدة كوونغ قادرةً على العمل، وتعتمد على الإعانات الحكومية. تعتمد الأسرة بأكملها على والده، الذي يعمل عامل بناء ومزارعًا.
رغم ظروفهما الصعبة، تكفل والدا كونغ برعاية أطفالهما الثلاثة لإكمال دراستهم الجامعية. قبل كونغ، أكمل الأخ الأكبر دراسته الجامعية، بينما درس الأخ الثاني البناء في الجامعة. وعندما التحق كونغ بالجامعة، تولى والده رعاية الأخوين بمفرده. كانت الرسوم الدراسية للأخوين تُدفع بشكل رئيسي من قروض من بنك السياسة الاجتماعية المحلي، بينما كان والده يُغطي نفقات المعيشة من خلال عمله الشهري.
يتذكر كونغ أول أيامه في السكن الجامعي بجامعة مدينة هو تشي منه الوطنية، ويصفها بسلسلة من الأيام المربكة. ومع ذلك، تغلب الطالب على جميع التحديات، ومع اقتراب نهاية عامه الدراسي الأول، وجد وظيفة بدوام جزئي لكسب بعض الدخل لمساعدة والده. أول وظيفة له منذ نهاية عامه الدراسي الأول وحتى الآن هي تدريس البرمجة لطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية. ورغم ضآلة راتب التدريس عبر الإنترنت، إلا أنه يُخفف العبء المالي على والده شهريًا.
في سنته الثانية، وجد طالب تكنولوجيا المعلومات وظيفة أخرى مرتبطة بتخصصه، وهي كتابة مقالات في البرمجة. قال كونغ: "بعملي في وظيفتين في آن واحد، أستطيع تغطية نفقات معيشتي وتخفيف العبء الشهري على والديّ".
على الرغم من أنه يعمل بدوام جزئي ويشارك في الأنشطة، إلا أن كوونغ لا يزال يدرس بشكل جيد.
في هذا العام الدراسي الجديد، ومباشرةً بعد عودته إلى السكن، تولى كوونغ وظيفة جديدة كمدرس رياضيات. يتولى كوونغ مهامًا متعددة في آنٍ واحد، ويوزع وقته المحدود خلال اليوم بين الدراسة والعمل بشكل مناسب. يُدرّس كوونغ في الغالب في المساء، ويكتب مقالات للموقع الإلكتروني، وهو ما يفعله في وقت فراغه خلال النهار.
في حديثه عن أسلوب دراسته، قال كونغ: "أنا مرن في دراستي. أدرس كلما أتيحت لي الفرصة، ولا أضطر للدراسة في المدرسة. أحيانًا أدرس بعد الظهر، أو صباحًا، أو في وقت متأخر من الليل. أثناء دراستي، لا أحسب وقت دراستي بالساعات. أدرس فقط حتى أشعر بالتعب الشديد، ثم أتوقف. أتوقف عندما أنتهي من دروسي في المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، أدرس أيضًا في الهواء الطلق، وآمل أن تتاح لي فرصة التدريب قريبًا."
على الرغم من عمله بدوام جزئي لتغطية نفقاته، لا يزال أداء كوونغ الأكاديمي ممتازًا. فطوال سنوات دراسته الثلاث، حصل دائمًا على درجات ممتازة، ولم تكن لديه أي علامات دراسية بارزة.
بالإضافة إلى الدراسة، يشارك كوانغ بشكل فعال في عدد من الأنشطة التي تنظمها المدرسة وأعضاء هيئة التدريس، مثل: الشباب الصحي، وبناء الفريق، وبعض الأنشطة مثل زيارة وتقديم الهدايا للأسر المحرومة (التي تعمل في منطقة كوتشي) التي تنظمها وفد المدرسة، وإعادة طلاء المناطق السكنية، وتنظيف سكن الطلاب، وتنظيم الأنشطة للطلاب، وكنس الشوارع النظيفة والخضراء...
استمتع بكل تجربة وتعلم من كل صعوبة
يتحدث نجوين تشي كونغ عن أول مرة وطأت فيها قدماه مدينة هو تشي منه، قائلاً: "في ذلك الوقت، كان أكبر ما يقلقني عندما وصلتُ المدينة لأول مرة هو اتساعها. كنتُ قد أتيتُ للتو من الريف، وكنتُ أخشى ألا أعرف شيئًا وأن يخدعني الناس... استغرق الأمر مني حوالي شهر للتأقلم مع الحياة في هذه المدينة، من التعرف على زملائي في السكن الجامعي إلى ركوب الحافلة إلى المدرسة."
للتغلب على هذا التحدي والتكيف مع حياته الحالية، يُذكّر كوونغ نفسه دائمًا: "لقد بذل والداي جهدًا كبيرًا ليمنحاني هذه الفرصة، ولا يُمكنني تفويتها. أشعر أنه يجب عليّ السعي جاهدًا للدراسة وعدم الاستسلام، حتى أتمكن يومًا ما من مساعدة عائلتي على تجاوز الصعوبات المالية والتوقف عن القلق أو التفكير في الأمور المالية".
تابع الطالب: "والداي يُحبّانني كثيرًا. فرغم أنهما لا يملكان ما يأكلانه في المنزل، إلا أنهما يُرسلان لي المال للدراسة. لذلك، أُذكّر نفسي دائمًا بعطف والديّ، ومهما كانت الصعوبة، يجب ألا أستسلم. هناك جملة تُعجبني حقًا، وأُعيدها إلى ذهني دائمًا، تُحفّزني عندما أشعر بالتعب: سرعة نجاحك يجب أن تكون أسرع من سرعة شيخوخة والديك."
نجوين تشي كوونج هو حاليًا طالب في السنة الثالثة يتخصص في تكنولوجيا المعلومات في جامعة العلوم في مدينة هوشي منه.
من خلال تجربته الشخصية، يُوجّه كونغ رسالةً للطلاب الجدد الذين يسافرون لأول مرة إلى مدينة كبيرة للدراسة الجامعية. قال كونغ: "أولًا وقبل كل شيء، حددوا أهدافكم بوضوح. سيساعدكم هذا على تحديد مسار واضح وتحفيز قوي للتغلب على الصعوبات والتحديات."
العامل الثاني، وفقًا لكونغ، هو مهارات إدارة الوقت. قال الطالب: "ضع خطة معقولة للموازنة بين الدراسة، والعمل بدوام جزئي إن وجد، ووقتك الخاص. سيساعدك هذا على تجنب ضغط الوقت والشعور براحة أكبر في حياتك اليومية".
علاوة على ذلك، يُعدّ الادخار وإدارة الأموال مهاراتٍ مهمة. وأكد كونغ قائلاً: "استخدم حوافز الطلاب وابحث عن سبلٍ لكسب دخلٍ إضافي عند الحاجة. كما أن تخطيط الإنفاق مهمٌّ أيضًا لأنه يساعد الطلاب على التحكم في تدفقاتهم النقدية".
بالإضافة إلى ذلك، نصح كونغ طلاب السنة الأولى بعدم التردد في طلب الدعم من مدارسهم. فغالبًا ما توفر المدارس خدمات دعم للطلاب، بدءًا من المنح الدراسية ووصولًا إلى الاستشارات النفسية. اغتنموا هذه الفرص لتخفيف العبء المالي والنفسي عن عائلاتكم.
أخيرًا، شجّع نفسك دائمًا. قد يكون العيش بعيدًا عن المنزل صعبًا بعض الشيء، لكن تذكر أنك تغلبت على صعوبات كثيرة سابقًا وأنك قادر على النجاح. لا تنسَ شغفك بالتعلم، وابذل قصارى جهدك دائمًا لتحقيق أحلامك. الأهم هو الاستمتاع بكل تجربة والتعلم من كل صعوبة، كما نصح طالب من جامعة مدينة هو تشي منه للعلوم.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)