قد يؤدي تغير المناخ إلى إحداث موجات تسونامي عملاقة في المحيط الجنوبي من خلال دفع الانهيارات الأرضية تحت الماء في القارة القطبية الجنوبية.
محاكاة لتسونامي على وشك ضرب الشاطئ. الصورة: iStock
بحفر عينات رواسب على عمق مئات الأمتار تحت قاع المحيط المتجمد الجنوبي، اكتشف العلماء أنه خلال فترة سابقة من الاحتباس الحراري، قبل ما بين 3 و15 مليون سنة، تشكلت رواسب سائبة وتآكلت، مما أدى إلى موجات تسونامي هائلة اجتاحت سواحل أمريكا الجنوبية ونيوزيلندا وجنوب شرق آسيا. ومع ارتفاع درجة حرارة المحيطات نتيجة تغير المناخ، يعتقد الفريق أن مثل هذه التسونامي من المرجح أن تتكرر. وقد نشروا نتائج بحثهم في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، حسبما أفاد موقع "لايف ساينس" في 24 مايو/أيار.
قالت جيني جيلز، المحاضرة في علم المياه واستكشاف المحيطات في جامعة بليموث بالمملكة المتحدة، إن "الانهيارات الأرضية تحت سطح البحر تشكل خطراً جيولوجياً كبيراً مع إمكانية إحداث موجات تسونامي تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح".
اكتشف الباحثون لأول مرة دليلاً على انهيار أرضي قديم قبالة أنتاركتيكا عام ٢٠١٧ في شرق بحر روس. وحُبست تحت الانهيار الأرضي طبقات من الرواسب الضعيفة المليئة بأحافير كائنات بحرية، مثل العوالق النباتية. عاد الباحثون إلى المنطقة عام ٢٠١٨ وحفروا عميقاً في قاع البحر لجمع عينات من الرواسب، وهي أعمدة طويلة من قشرة الأرض تكشف التاريخ الجيولوجي للمنطقة طبقةً تلو الأخرى.
بتحليل عينات الرواسب، وجد الفريق أن طبقة الرواسب الضعيفة تشكلت خلال فترتين، قبل 3 ملايين سنة في منتصف العصر البليوسيني وقبل 15 مليون سنة في العصر الميوسيني. في ذلك الوقت، كانت المياه المحيطة بأنتاركتيكا أعلى بثلاث درجات مئوية من درجة حرارتها الحالية، مما أدى إلى ازدهار الطحالب. بعد موتها، ملأت قاع البحر برواسب خصبة وزلقة، مما جعل المنطقة عرضة للانهيارات الأرضية. وخلال المناخات الباردة والعصور الجليدية التي تلت ذلك، دُفنت الرواسب تحت طبقة سميكة من الحصى الخشن الذي جلبته الأنهار الجليدية والجبال الجليدية، وفقًا لما ذكره روبرت ماكاي، مدير مركز أبحاث أنتاركتيكا بجامعة ويلينغتون.
لم يتأكد الباحثون من سبب حدوث الانهيارات الأرضية تحت الماء في المنطقة، لكنهم يعتقدون أن السبب الأرجح هو ذوبان الأنهار الجليدية نتيجةً لارتفاع درجة حرارة المناخ. وقد أدى انتهاء العصر الجليدي إلى انكماش الصفائح الجليدية وتراجعها، مما أدى إلى انخفاض الضغط على الصفائح التكتونية للأرض، وارتدادها في عملية تُسمى الارتداد المتساوي التوازن.
بعد تراكم كميات كافية من الرواسب الضعيفة، تسببت حركة القارة القطبية الجنوبية في حدوث زلازل أدت إلى انزلاق طبقة الحصى الخشنة فوق الرواسب من حافة الجرف القاري، مما أدى إلى انهيارات أرضية وتسونامي. لا يزال نطاق موجات التسونامي القديمة غير واضح، لكن العلماء وثّقوا انهيارين أرضيين تحت الماء حديثًا تسببا في موجات تسونامي هائلة تسببت في أضرار جسيمة. فقد أودى تسونامي غراند بانكس، الذي بلغ ارتفاعه 13 مترًا، عام 1929 بحياة 28 شخصًا قبالة سواحل كندا، وأودى تسونامي بابوا غينيا الجديدة، الذي بلغ ارتفاعه 15 مترًا، بحياة 2200 شخص.
مع وجود طبقات من الرواسب مدفونة تحت قاع البحر في القارة القطبية الجنوبية وذوبان الأنهار الجليدية ببطء، يحذر الباحثون من أن الانهيارات الأرضية وأمواج تسونامي قد تتكرر في المستقبل.
آن كانج (وفقًا لموقع لايف ساينس )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)