خلال تلك السنوات الأربعين، لا أعلم إذا كان يعلم أن لديه ابنًا أم لا، ولكن الآن، عندما اقترب من الموت، يريدني أن أعود وأطالب بابني.
بعد الولادة، عانت زوجتي من بعض المشاكل النفسية. كلما بدأت تفقد السيطرة على مشاعرها، كنت أحاول أن أمسك بيدها بقوة لأهدئها.
تحسنت مشكلة زوجتي النفسية تدريجيًا، لكن لم يُشفَ منها تمامًا. وحتى الآن، وقد بلغ ابننا الأكبر العاشرة من عمره، تظهر عليه علامات الانتكاس عند مواجهة ضغوط شديدة.
منذ صغره، كنتُ أقول له دائمًا إنه إذا تصرفت والدته بغرابة، فعليه أن يفهم أنها مريضة، وأن نحاول مساعدتها على التعافي. والآن، أصبح متفهمًا تمامًا، ويعرف كيف يتحكم في نفسية والدته، ويساعدها على الهدوء.
رغم أنه شهد لحظاتٍ حزينة كثيرة، لم يكره الصبي أمه قط. بل تعاطف معها وتفهّم أنها بحاجة إلى المساعدة وأنه قادر على مساعدتها.
في كل مرة أرى ابني يغير ملابس أخته بجد بينما يواسي والده والدته، أتذكر قصتي في الماضي.
لقد ولدت ونشأت في عائلة مكونة من أحد الوالدين، ونشأت مع والدتي فقط، وهي امرأة قوية بشكل لا يصدق.
أحيانًا أفكر لو أن والدتي لم تكن تتمتع بهذه القوة العصبية بل كانت امرأة هشة مثل زوجتي، لا أعلم ماذا كان سيحدث خلال تلك السنوات الصعبة.
لا أعرف من هو أبي، لم تقل أمي ذلك. النشأة بدون أب ليست صعبة حقًا، فأمرٌ لم يكن يومًا بين يديك لن يُثير فيك مشاعر الشوق أو الندم. أمي ليست من النوع اللطيف، فهي مستعدة لضرب أطفالها إن لزم الأمر، لكنها كرّست حياتها كلها لتربيتي دون كلمة تذمّر، ولم تذكر الماضي ولو لمرة واحدة، أو الرجل الذي تركها وطفلها الصغير.
أمي لا تلوم الحياة، فهي دائمًا راضية وحازمة، لكنها تبقى إنسانة، وأحيانًا يدفعها الضغط من جهات متعددة إلى الصراخ على أطفالها. كما أنها ليست أمًا نفسية، لذلك في سني، مررت بأوقات كثيرة لم نكن فيها على وفاق.
كانت تلك الأيام الصعبة، وإن كانت سعيدة، أساس نشأتي. كانت أمي تُوبّخني وتصرخ عليّ، بل وتضربني بالمكنسة، لأني كنت كسولًا، وأتغيب عن المدرسة، وألعب كثيرًا... لكن عندما دخلت الصف الخامس، بدأت أفهم وأتعاطف مع المصاعب التي تحملتها أمي، لذلك في كل مرة كانت تغضب، كنت أضحك وأُمازحها لأُنسيها إحباطاتها وصعوباتها.
كانت طفولتي مليئة أيضًا بلحظات القلق، عندما كنت أذهب إلى مكان ما، كانت هناك عيون فضولية، وأسئلة مثل "أين والدك؟"، "من هو والدك؟".
أحيانًا يسأل الأطفال الأبرياء أسئلةً جارحة. يشعر أصدقائي بالذنب تجاهي الآن، لكنهم كانوا يشعرون بالسعادة والبهجة آنذاك.
لقد تساءلت أنا نفسي كثيرًا عن الأب الغامض، وهو شخص لم أقابله أبدًا، ولا أعرف من هو، وأين يعيش، وكيف هي حياته.
ثم كبرت، وتزوجت، وبدأت حياة جديدة. عندما لم أعد أتساءل إن كان لي أب، أو من هو أبي، أو أي نوع من الأشخاص كان، فجأةً ودون سابق إنذار، جاء يبحث عني.
خلال تلك السنوات الأربعين، لا أعلم إذا كان يعلم أن لديه ابنًا أم لا، ولكن الآن، عندما اقترب من الموت، يريدني أن أعود وأطالب بابني.
وقال إنه سيترك لي كل ممتلكاته، بما في ذلك المال والمنزلين، مع أمنية واحدة فقط: أن أعترف بوالدي، وأعترف بأسلافي، ومن الآن فصاعدا أحترم أسلافي.
أمي ليس لها رأي في هذا الأمر، لا تعترض ولا تدعم، الأمر كله يعتمد على قراري. هي فقط تعتقد أنني أستحق هذه الأشياء.
لو سألتني إن كنت أريد ما تركه لي والدي، لقلت نعم. لستُ بتلك الروعة الآن، وأريد أيضًا أن أمنح زوجتي وأولادي حياةً أكثر راحةً وازدهارًا. كما أريد أن أتمكن من اصطحاب والدتي هنا وهناك قبل أن تعجز عن السفر . لكن أن يُطلب مني أن أنسى كل مظالم تلك السنوات، لأكون صادقًا، أصعب بكثير مما كنت أعتقد.
لكي أكون أكثر دقة، صراعي النفسي لا يتعلق بالاختيار بين أمي وأبي، بل يتعلق بالاختيار بين مسامحة الرجل الذي أنجبني أم لا...
[إعلان 2]
المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/bo-bo-roi-vo-con-tu-khi-con-nho-nay-muon-sang-ten-cho-toi-2-can-nha-lon-cung-nhieu-tai-san-voi-dieu-kien-phai-quay-ve-nhan-to-quy-tong-17225030220282996.htm
تعليق (0)