أعلن علماء دوليون في العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عن أول مخطط لتطوير الهيكل العظمي البشري، وهو ما يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في مشروع أطلس الخلايا البشرية، وهو جهد كبير لإنشاء خريطة بيولوجية مفصلة لكل نوع من الخلايا في جسم الإنسان.
أُطلق مشروع أطلس الخلايا البشرية عام ٢٠١٦، ويشارك فيه الآن باحثون من جميع أنحاء العالم. يهدف المشروع إلى توفير فهم أعمق لصحة الإنسان، والمساعدة في تشخيص الأمراض وعلاجها.
يحتوي جسم الإنسان على حوالي 37 تريليون خلية، ولكل نوع منها وظيفة خاصة. ويأمل العلماء في إكمال المسودة الأولى لخريطة الخلايا خلال العام أو العامين المقبلين.
قالت السيدة أفيف ريغيف، المؤسِّسة المشاركة ونائبة الرئيس التنفيذي الحالية لشركة جينينتك الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية، إن هذا المشروع مهمٌّ من جانبين. وأضافت: "الأول هو الفضول البشري الأساسي. نريد أن نعرف ممَّا نحن. لطالما رغب البشر في فهم طبيعتنا. في الواقع، بدأ علماء الأحياء رسم خرائط الخلايا في القرن السابع عشر لهذا السبب. أما السبب الثاني، وهو عمليٌّ للغاية، فهو أننا نحتاج إلى هذا الفهم لفهم الأمراض وعلاجها. فالخلايا هي الوحدات الأساسية للحياة، وعندما تحدث المشاكل، غالبًا ما تنشأ داخل الخلايا".
في هذا المشروع، أكمل الباحثون خريطةً لنمو الهيكل العظمي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، واصفين جميع الخلايا والشبكات الجينية والتفاعلات التي تُسهم في نمو العظام خلال المراحل المبكرة من نمو الإنسان. وأوضحوا كيف يعمل الغضروف كـ"سقالة" لنمو العظام، باستثناء الجزء العلوي من الجمجمة. كما وصفوا الخلايا المهمة لتكوين الجمجمة، ودرسوا كيف يُمكن للطفرات الجينية أن تُسبب التحام المناطق الرخوة في جمجمة المولود الجديد مُبكرًا، مما يُعيق نمو الدماغ.
قال الباحثون إن فهم هذه الخلايا قد يساعد في تحديد وعلاج الحالات الخلقية. كما وجدوا أن بعض الجينات التي تُنشَّط في خلايا العظام المبكرة قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بالتهاب مفصل الورك في مرحلة البلوغ.
بالإضافة إلى الجهاز الهيكلي، نشر الباحثون أيضًا خرائط مفصلة لأعضاء أخرى في الجسم. ومن أهمها خرائط الجهاز الهضمي، الذي يشمل أنسجةً من الفم والمريء والمعدة والأمعاء إلى القولون. ومن بين هذه الخرائط، اكتشفوا نوعًا من الخلايا في الأمعاء قد يكون له دور في الالتهاب، مما قد يوفر رؤى جديدة حول أمراض مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
كما نشر العلماء خريطة للغدة الزعترية، وهي عضو حيوي لتدريب الخلايا المناعية لحماية الجسم من العدوى والسرطان.
وقالت ألكسندرا كلوي فيلاني من مستشفى ماساتشوستس العام (الولايات المتحدة الأمريكية): "على الرغم من أن التركيز الرئيسي للمشروع هو رسم خريطة الخلايا لدى الأشخاص الأصحاء، إلا أن المشروع قدم أيضًا رؤى قيمة حول أمراض مثل السرطان، وكوفيد-19، والتليف الكيسي، وأمراض القلب والرئة والأمعاء".
يستخدم البحث في هذا المشروع أدوات جديدة لتحليل البيانات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وصرحت سارة تايخمان، من معهد كامبريدج للخلايا الجذعية (المملكة المتحدة)، بأن بيانات أطلس الخلايا البشرية تُمكّن الباحثين من تدريب نماذج أساسية، مثل "ChatGPT للخلايا"، لتحديد الخلايا الجديدة وتحليلها، أو البحث عن خلايا في ملايين السجلات الخلوية. وأضافت تايخمان: "هذا يُمكّننا من اكتشاف روابط غير متوقعة، مثل الرابط بين خلايا التليف الرئوي وخلايا أورام البنكرياس".
يقول العلماء إن فهم النمو البشري على المستوى الخلوي يُمثل تحديًا كبيرًا. تقول مُظْلِفَة حنيفة من جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة: "تساعدنا هذه الدراسات على فهم كيفية بناء الأنسجة والأعضاء وجسم الإنسان". وأضافت: "فهم النمو البشري مهم لدراسة اضطرابات النمو، وأمراض الطفولة التي تبدأ قبل الولادة، وكذلك الأمراض التي تُصيب البالغين، حيث يُمكن أن تظهر هذه المسارات النمائية مرة أخرى في أمراض لاحقة".
وفقًا لـ Thanh Phuong/VNA
[إعلان 2]
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/buoc-tien-dot-pha-trong-du-an-xay-dung-ban-do-te-bao-con-nguoi/20241122125544042
تعليق (0)