قامت السيدة نجوين ثي ثانه نجا والوفود المرافقة لها بزيارة منازل المواطنين في قرية فيتنام.
بناء الجسور الاستراتيجية
وفي إطار استعداد البلدين للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للعلاقات الدبلوماسية (1961-2026)، أجرى رئيس الجمعية الوطنية، خلال 3 أيام من العمل العاجل، محادثات مثمرة مع رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس الشيوخ محمد ولد الرشيد، واجتمع مع رئيس الوزراء عزيز أخنوش، واجتمع مع قادة جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية، ومجموعة البرلمانيين الصداقة المغربية الفيتنامية، واجتمع مع الجالية.
كان من أبرز الأحداث توقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية الوطنية الفيتنامية ومجلس النواب المغربي، والتي تُكرّس وتُطوّر مذكرة التفاهم لعام ٢٠١٧. تفتح الاتفاقية الجديدة إطارًا جديدًا للتعاون البرلماني، وتعزز تبادل الوفود، وتبادل الخبرات التشريعية، والتنسيق الوثيق في المحافل متعددة الأطراف، مثل الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) والاتحاد البرلماني الفرنكوفوني (APF). واتفق الجانبان على زيادة التبادلات بين البرلمانيين الشباب والبرلمانيات واللجان المتخصصة، مما يُرسي أسسًا لمبادرات تعاون طويلة الأمد.
خلال المحادثات والاجتماعات، أكد رئيس الجمعية الوطنية أن العلاقات الفيتنامية المغربية ليست مجرد تعاون بين بلدين، بل هي أيضًا رابط بين شعبين، مبني على تاريخ نضالي مشترك وتطلع إلى السلام والتنمية المستدامة. وأكدت هذه الرسالة عزم قادة الحزب والدولة والجمعية الوطنية الفيتنامية على تعميق العلاقات الثنائية، استنادًا إلى الثقة السياسية وإمكانات التعاون الواعدة في العديد من المجالات التي يتمتع فيها البلدان بإمكانات ونقاط قوة.
في ندوة السياسات "تعزيز التعاون الفيتنامي المغربي" المنعقدة في الدار البيضاء، شهد رئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، ورئيس اتحاد الأعمال المغربي، شكيب العلج، توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئات والشركات في كلا الجانبين. ووجّه رئيس الجمعية الوطنية رسالةً مُلهمةً قويةً إلى مجتمعي الأعمال في البلدين: "على الرغم من التباعد الجغرافي، إلا أن قلوبنا ليست بعيدة. يتعين على فيتنام والمغرب العمل معًا لبناء علاقة تعاون اقتصادي تتناسب مع إمكاناتهما، لتكون جسرًا لدخول البضائع الفيتنامية إلى أفريقيا، وللبضائع المغربية إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)."
في هذا المنتدى، أشار رئيس اتحاد المقاولات المغربي إلى أنه بفضل جهود وعزيمة الجانبين، سيصبح التعاون مع فيتنام نموذجًا يُحتذى به بين دولة أفريقية ودولة آسيوية، قائم على الثقة والكفاءة، ويعود بالنفع على الشعبين. ويتجلى ذلك جليًا في خطابات القادة، التي تؤكد الرؤية الاستراتيجية للمغرب في تقدير فيتنام كشريك رائد في منطقة الآسيان. وتتعلق القضايا المحددة والعملية التي يوليها الجانبان اهتمامًا بالغًا بالتفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة، وإزالة الحواجز الجمركية، وتعزيز التعاون في مجالات الزراعة عالية التقنية والطاقة المتجددة. وسيصبح المغرب، بفضل ميناء طنجة المتوسطي، الأكبر في أفريقيا، وجهةً مثاليةً للسلع الفيتنامية لاختراق الأسواق الأفريقية والأوروبية.
أرض التبادل الثقافي
أتيحت لرئيس الجمعية الوطنية وأعضاء الوفد فرصة الاطلاع على نموذج المركز المالي الدولي للدار البيضاء (CFC). وتحظى سياسة التنمية والتكامل الاقتصادي من خلال هذا النموذج باهتمام كبير في الوقت الراهن من جانب الجمعية الوطنية والحكومة والشعب في بلادنا.
يُعدّ المركز المالي المغربي (CFC) جسرًا ماليًا بين أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. ووفقًا لتقديرات جهاتكم المختصة، فقد عالج المركز في عام ٢٠٢٤ أكثر من ٣٠٪ من المعاملات المالية الدولية في المغرب، بما في ذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وقد جذبت سياسات الإعفاء الضريبي على دخل الشركات خلال السنوات الخمس الأولى، ومعدل الضريبة التفضيلي البالغ ١٥٪ بعد ذلك، مؤسسات مالية كبيرة للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية على المدى الطويل. ويستثمر المركز بكثافة في التكنولوجيا المالية (fintech)، حيث سيصل عدد شركات التكنولوجيا المالية العاملة في هذا المجال إلى أكثر من ٢٠ شركة بحلول عام ٢٠٢٤.
من المعروف أن مبادرات مثل منصات الدفع الرقمية وتقنية البلوك تشين قد حسّنت كفاءة المعاملات، مما أدى إلى خفض تكاليف المعاملات الدولية بنسبة 10%. في عام 2024، سيصل حجم معاملات الدفع غير النقدية في المغرب إلى 1.2 مليار معاملة، بزيادة قدرها 15% مقارنة بعام 2023، وسيتم معالجة معظمها عبر منصات القطب المالي للدار البيضاء.
شارك العديد من أعضاء الوفد في العديد من الأنشطة في البلد المضيف، ومنذ لحظة وصولهم إلى الرباط، العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، أعربوا عن انطباعهم وشعورهم العميق بالاندماج الفريد بين الحياة التقليدية والحديثة.
في شارع محمد الخامس، يقف الشباب بملابس الجلابيب التقليدية جنبًا إلى جنب مع شباب يرتدون قمصانًا وسماعات رأس وأجهزة كمبيوتر محمولة. في فترة ما بعد الظهر، تزدحم أرصفة الشوارع دائمًا بالشباب والسياح، مما يجعل مقاهي الشاي والقهوة المميزة تنبض بالحياة حتى وقت متأخر من الليل. كما أن تعدد اللغات، الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، الممزوجة بالعربية، لدى السكان المحليين والسياح الأجانب، يخلق مساحة متعددة اللغات وملونة للتكامل.
بالعودة إلى الرباط، لاحظنا أن الحياة هنا ليست صاخبة كالمدن الكبرى مثل الدار البيضاء أو مراكش، بل تنبض بسحر مركز تنمية عصري. يرتفع برج محمد السادس 250 مترًا، وهو الأطول في المغرب، ويرمز مسرح زها حديد الكبير، بهندسته المعمارية الحديثة الفريدة، إلى الصلة بين الماضي والمستقبل.
وقد أظهر اللقاء مع أعضاء جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية ومجموعة البرلمانيين الصداقة، الذي أعقبه لقاء دافئ وودود بين الجالية ورئيس الجمعية الوطنية وزوجته في مقر السفارة، مدى الإخلاص والمودة العميقة التي يكنها الشعب المغربي للوفد ولوطنه فيتنام.
في هذه المناسبة، زارت السيدة نغوين ثانه نغا منزل القرية الفيتنامية، والتقت به، وقدّمت له الهدايا، وتبادلت أطراف الحديث. ذكّرت حدائق الموز الخضراء اليانعة في القرية، وصفوف الخيزران الخضراء على طول الطريق في وسط المدينة، العديد من الأطفال البعيدين عن ديارهم بوطنهم الأم. وشكّلت قصة الجنود المغاربة الذين قاتلوا إلى جانب فيت مينه في حرب المقاومة ضد الفرنسيين، وبوابة المغرب في با في، وبوابة فيتنام في المغرب، رمزًا حيًا وفريدًا للصداقة بين البلدين والشعبين.
بالنسبة للشباب الفيتنامي، قدّم الفنانون المغاربة موسيقى العيطة، والأسلوب الموسيقي البدوي، وموسيقى البدو العرب في شمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام في شرق البحر الأبيض المتوسط، أو فيلم "إيقاعات كازابلانكا" الذي لامس قلوب العديد من الجماهير الفيتنامية. وقد برهنت قصص الفيتناميين في الرباط وغيرها من المحافظات والمدن الذين اجتمعوا للترحيب بالوفد، على الرابطة المميزة بين الشعبين، حيث ربطوا الماضي التاريخي بالحياة الواقعية المعاصرة.
الفصل - Nhandan.vn
المصدر: https://nhandan.vn/cam-nhan-thu-vi-tu-rabat-den-casablanca-post896925.html
تعليق (0)