
لا تتناول مجموعة المقالات "أيام الطفولة المسترجعة" التي تقع في 200 صفحة قصصًا عظيمة أو أحداثًا درامية، بل هي منسوجة من ذكريات يومية، بتفاصيل صغيرة ولكنها غنية بالصور والعواطف، قادرة على ربط ولمس الذاكرة المشتركة "طفولتي هي ..." لأجيال عديدة من الشعب الفيتنامي.
كان شعور الأمان حين ننام بين أبي وأمي على الدراجة النارية القديمة، أو نحتضن معطف أمي كعالم صغير مليء بالدفء والسكينة. أو حين نتشارك المصير نفسه في الأيام العاصفة مع الطائرات الورقية، والمقالب الطريفة، والوجبات الخفيفة، ونتبادل أطراف الحديث عن قصص الأشباح أو قصص من السماء والأرض... مما يجعل الرابطة بين الإخوة والأصدقاء أقرب وأوثق من أي وقت مضى.
تتميز صفحات النثر أيضًا بطابع موسيقي - كاللحن - كموسيقى خلفية لفيلم بطيء الحركة يثير الإعجاب. يُعيدنا إلى ذكريات الحنين لفصول الربيع والصيف والخريف والشتاء الأربعة الحبيبة، إلى المشاعر المتلاطمة حين لم يُعلن الحب بعد، أو إلى العيون الخجولة كضوء الشمس بين أوراق الشجر، والندم البريء كندى الصباح على العشب...
كل قصة تشبه حلوى لا تتغير في كبسولة زمنية ليتلقاها القراء، وكلما قرأوا أكثر، كلما رأوا الأشياء الثمينة في الحياة، وكلما أرادوا الحفاظ عليها وتذكرها. قد يتأثر القراء عند قراءة هذه الآيات: "متى ستعود الأيام الخوالي/ عندما كنا صغارًا، كانت أمنا تأخذنا إلى الحقول/ كانت يدا والدنا متشققتين في الشتاء/ كان يحمل حقل الأرز بأكمله، الحقل بأكمله على ظهره/ حفنة من الأرز مغموسة في ملح السمسم/ كانت طفولتنا ممتصة في صوت حشرات السيكادا/ كان الجاموس يرقد وهو يمضغ العشب على السد/ كان أحدهم يعزف على الناي ببطء في الريف بعد الظهر/ كانت السنوات مليئة بالصعود والهبوط/ فجأة تألم قلبي، باحثًا عن الأيام الخوالي" . ويقارن المؤلف عاطفة الأسرة بصورة رمزية - "أنعم بطانية في العالم" التي ستحمينا خلال كل عواصف الحياة.
"أيام الطفولة" ليست مجرد مجموعة مقالات مفعمة بالمشاعر، بل تحمل رسالةً مفادها أن السلام لا يكمن في مكان بعيد، بل في ذكرياتنا العميقة - إنه لا يزال كالتدفق اللطيف في أرواحنا. ولا تنسوا، أن في داخلنا طفلاً عاش يومًا ما حياةً هانئة، أحبّ وأحبّ، وحلم أحلامًا جميلة. لم يغب هذا "الطفل" عن قلوبنا، لأن كلًا منا عاش: "طفولةً مليئةً بالمشاعر، احتضنها يومًا بقلبٍ نقيّ".
الكاتب بوي فان آنه، المولود عام ١٩٩٢، تخرج بتخصص في الأدب من جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية - جامعة فيتنام الوطنية، هانوي، ويعمل حاليًا في مجال إنشاء المحتوى والإعلان. باسمه المستعار "نغوي فيت هواي نيم"، ينشر قيم الذكريات والمشاعر الأصيلة من خلال كل كلمة يكتبها.
المصدر: https://hanoimoi.vn/cham-vao-mien-ky-uc-thoi-tho-au-719346.html
تعليق (0)