في المنتدى الاقتصادي الفيتنامي (الدورة الثانية) الذي عُقد تحت عنوان "الاقتصاد الخاص: إزالة العوائق - توزيع المسؤوليات"، والذي نظمته صحيفة نجوي لاو دونغ، ألقى السيد نجوين كوك كي، رئيس مجلس إدارة مجموعة فيترافيل ، كلمة مؤثرة، أشار فيها بعمق إلى المعوقات النظامية التي تعيق التنمية المستدامة للقطاع الاقتصادي الخاص. وفي الوقت نفسه، دعا السيد كي إلى تبني نهج سياسي جديد - مرن وعملي ومتخصص - لمساعدة هذا القطاع على الانطلاق بقوة ولعب دور فاعل في الاقتصاد.
السياسات الجيدة لا تكفي، بل هناك حاجة إلى جهاز جديد للتنفيذ السريع
وفقاً للسيد نجوين كوك كي، فإن الشرط الأساسي لنمو الاقتصاد الخاص بقوة هو النظر إلى المشكلة من كلا الجانبين: الدولة والشركات. وأكد السيد كي قائلاً: "لا تُقاس فعالية أي سياسة بالوثائق، بل بسرعة ومستوى تطبيقها". ومع ذلك، في الواقع، يواجه تطبيق هذه السياسة أكبر عقبة، وهي جهاز قديم يعمل بأسلوب غير منظم وحذر.
على الرغم من صدور "قرار رباعي" يتضمن القرارات 68 و57 و59 و66، مما يُظهر جهود الإصلاح التي تبذلها الحكومة المركزية، إلا أنه إذا لم تتغير آليات التنفيذ، فلن تُطبّق سياسات جيدة. ويضرب السيد كي مثالاً على ذلك: "لا يزال من 'الأمس' بعد إعادة التنظيم قابعين في أماكنهم، متمسكين بعقليتهم القديمة، فالأمر لا يختلف عن قيادة مركبة على طريق وعرة وغير سالكة".
وشاطرًا رأي الخبراء في المنتدى، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة فيترافيل إن الوقت قد حان لإجراء إصلاح شامل. لا يقتصر الأمر على إصلاح المؤسسات نظريًا فحسب، بل يشمل أيضًا إصلاح أجهزة إنفاذ القانون والأشخاص الذين يديرون السياسات.
لقد حان الوقت لإنهاء عقلية "الطلب - العطاء" وبناء جهاز قادر على العمل.
خلال الحوار في المنتدى، أكد السيد نغوين كوك كي أيضًا على دور إعادة هيكلة الجهاز المؤسسي والقانوني ومنظومة الموارد البشرية. وحسب قوله، لا تكون السياسات فعّالة حقًا إلا إذا طُبّقت بسلاسة وتزامن، وبقيادة أشخاص ذوي عقلية إصلاحية حقيقية. ومن وجهة نظر رئيس شركة خاصة تعمل في قطاع السياحة ، أشار السيد نغوين كوك كي بصراحة إلى ستة نقاط ضعف "قاتلة" تُعيق قطاع الأعمال الخاص، وهي: نقص رأس المال وصعوبة الحصول على التمويل؛ ومحدودية القدرات الإدارية؛ وتدني جودة الموارد البشرية؛ وضعف الابتكار؛ وضعف الروابط في سلسلة القيمة؛ وضعف فهم وتطبيق القانون.
وأضاف السيد كي أن الشركات الخاصة تعمل حاليًا بشكل فردي، وتفتقر إلى المرونة المالية والتكنولوجية. إضافةً إلى ذلك، فإن العديد منها غير قادر على بناء جهاز إداري حديث، وتفتقر إلى استراتيجيات تطوير طويلة الأجل، وتواجه صعوبة في التكيف مع سوق سريع التغير.
تُعدّ الموارد البشرية أيضًا قضيةً بارزةً. ففي قطاع السياحة، الذي يُعدّ ركيزةً أساسيةً للاقتصاد، لم يتلقَّ أكثر من 80% من القوى العاملة حاليًا تدريبًا رسميًا. وأضاف: "لقد اقترحنا إنشاء ستة مكاتب للترويج السياحي الفيتنامي في الخارج، ولكن نظرًا لغياب آلية التنسيق، لم يكن من الممكن تنفيذ ذلك. وإذا استمر هذا الوضع، فسيكون من الصعب جدًا على قطاع السياحة تحديدًا والقطاع الخاص عمومًا "الانطلاق نحو الاستثمار في الخارج" .
بالإضافة إلى ذلك، أشار السيد كي إلى التعقيد والتداخل في النظام القانوني الحالي، وهو أحد أهم العوائق التي تُعيق الشركات الخاصة عن الامتثال، وتُعيقها عن الاستفادة من سياسات الدعم القائمة. وأضاف: "لا تزال الشركات الخاصة تعاني من القلق، لأنها إذا تجاوزت الحدود دون توجيه واضح، فمن السهل أن تضلّ الطريق. إنها بحاجة إلى إطار قانوني واضح وشفاف وملائم للممارسات العملية" .
من منظور سياسي، اقترح السيد نجوين كوك كي إنشاء نظام إدارة رقمي مصمم خصيصًا للمؤسسات الخاصة، يتمتع بمرونة عالية ومناسب لجميع أحجام العمليات. وفي مجال الابتكار، أكد على ضرورة تعزيز روح الإبداع داخل المؤسسة، بدلًا من الاعتماد كليًا على الدعم الخارجي: "نتساءل باستمرار عن سبب عدم سرعة أو جمال تصميمات المنتجات الفيتنامية مقارنةً بالصين، لكننا ننسى أن الابتكار يجب أن ينبع من ثقافة المؤسسة وفكرها".
انطلاقًا من هذا الواقع، اقترح السيد نجوين كوك كي حلاً مُصمّمًا خصيصًا، أي أن السياسات يجب أن تُصمّم خصيصًا لتناسب كل نوع من أنواع الأعمال، وكل نطاق، وكل مجال. على سبيل المثال، يجب أن يكون هناك نظام إدارة رقمية مرن مُخصّص للشركات الخاصة، أو مجموعة معايير تقييم حوكمة مُناسبة لبيئة الشركات الصغيرة والمتوسطة في فيتنام.
في ختام كلمته، أكد السيد نجوين كوك كي: "لمنح القطاع الخاص المسؤولية، يجب علينا أولاً إزالة العوائق التي تعيقه. ولتحقيق ذلك، لا نحتاج فقط إلى إصلاح السياسات، بل أيضاً إلى إصلاح الأشخاص الذين يضعونها".
بشغف رجل أعمال نشأ في القطاع الخاص، قدّم السيد نجوين كوك كي للمنتدى الاقتصادي الفيتنامي صوتًا ناقدًا وبنّاءً. ولا تعكس مشاركة رئيس مجلس إدارة مجموعة فيترافيل الوضع الراهن لقطاع الأعمال الخاص فحسب، بل تقترح أيضًا توجهاتٍ لإزالة سلسلة من المعوقات المستمرة، نحو اقتصاد خاص متطور حقًا، يُسهم إيجابيًا وفعّالًا في مسيرة التنمية في البلاد.
المصدر: https://www.vietravel.com/vn/nhat-ky-vietravel/chu-tich-hdqt-tap-doan-vietravel-ong-nguyen-quoc-ky-doanh-nghiep-tu-nhan-khong-the-cat-canh-neu-van-bay-trong-long-the-che-cu-v17289.aspx
تعليق (0)