عند زيارة هذه الأرض المذهلة، ستتاح الفرصة للزائرين لاستكشاف حدودهم والتغلب عليها.
يعد المشي لمسافات طويلة وتسلق بركان تشيمبورازو أحد أكثر التجارب شعبية بين السياح الذين يزورون الإكوادور.
الطبيعة هي الأساس لتنمية السياحة
تتميز الإكوادور بتنوع تضاريسي هائل، يشمل أحواضًا ساحلية، ومستنقعات المانغروف، وغابات الأمازون المطيرة، وجبال الأنديز التي تضم ما يقرب من 70 بركانًا، وشواطئ المحيط الهادئ، و40 متنزهًا ومحمية وطنية، مما يوفر بيئة مثالية لأنواع نادرة من النباتات والحيوانات. وقد أدرجت اليونسكو بعض هذه المحميات ضمن قائمة التراث الطبيعي أو محميات المحيط الحيوي العالمية .
لا مثيل لحجم الإكوادور وتنوعها البيولوجي في أي دولة أخرى. فهي موطن لـ 25,000 نوع من النباتات (حوالي 10% من إجمالي الأنواع في العالم)، و1,600 نوع من الطيور (ضعف عددها في أوروبا)، و4,500 نوع من الفراشات، و345 نوعًا من الزواحف، و358 نوعًا من البرمائيات، و258 نوعًا من الثدييات. وتُساعد محدودية الوصول إلى المحميات الطبيعية في الإكوادور على الحفاظ على نقائها.
بفضل تنوع الموارد الطبيعية في العالم، تُقدم الإكوادور تجارب سياحية ثرية تجذب السياح. ولمن يُحب تسلق الجبال المغامر، يبلغ طول "الطريق البركاني" في جبال الأنديز 350 كيلومترًا، ويضم 70 بركانًا، مما يتيح لهم فرصًا عديدة لاكتشافها. يمكن للزوار اختيار جبال بارتفاعات ومستويات صعوبة تناسب صحتهم وخبراتهم، بدءًا من الرحلات اليومية السهلة نسبيًا وصولًا إلى القمم الجبلية الصعبة مثل كوتوباكسي (5,897 مترًا)، وتشيمبورازو (6,268 مترًا)، وكايامبي (5,790 مترًا).
حتى المسافرون ذوو الخبرة ينبغي عليهم الاستعانة بمرشد محلي والاستعداد لدوار المرتفعات، حيث تقع أخفض نقطة في الإكوادور، العاصمة كيتو، على ارتفاع 2850 مترًا فوق مستوى سطح البحر. يمكن للزوار التوقف في البلدات الصغيرة وممارسة تسلق الجبال، أو المشي لمسافات طويلة، أو ركوب الخيل مع رعاة البقر الإكوادوريين. لمزيد من الإثارة، ستُسعد الزوار بالتأكيد بجولة دراجات هوائية مغامرة من قمة تشيمبورازو وكوتوباكسي، أو من حافة جبال الأنديز إلى الأمازون، وهي رحلة بطول 61 كيلومترًا تمر عبر عشرات الشلالات الجميلة.
لا تقتصر غنى الإكوادور بالسياحة الجبلية على ثرائها، بل تضم أيضًا شواطئ مثالية لعشاق ركوب الأمواج. في مونتانيتا وكانوا ومومبيشي، يمكن للزوار ركوب الأمواج براحة تامة على أمواج يصل ارتفاعها إلى مترين. إذا كنت ترغب في استكشاف عالم الشعاب المرجانية والحياة البحرية الزاخر بالألوان، فلا تفوت زيارة جزر غالاباغوس، "جنة العجائب".
تُتيح الإكوادور أيضًا فرصة مشاهدة حيوانات نادرة مثل طائر الطوقان في وادي ميندو، والقرود الصلعاء في غابات الأمازون المطيرة، ودلافين الأنهار والكايمن على طول نهر نابو. وفي الوقت نفسه، يُعد منتزه ماشاليلا الوطني وجهةً مثاليةً لمشاهدة طيور البجع، وطيور النورس، والحيتان الحدباء، بينما تُعدّ محمية شوكو أندينو للمحيط الحيوي ملاذًا لحيوان الغرغول الأنديزي المهدد بالانقراض. تُتقن الإكوادور فنّ السياحة من خلال تصميم جولات سياحية للزوار لتجربة مشاهدة الطيور والحيوانات، إلى جانب دورات تدريبية في مجال الرعاية الصحية في منتجعات صحية مُحاطة بغابات بكر، أو تجربة تصوير الحياة البرية... ليتمكن الزوار من الانغماس التام في هذه "الجنات الطبيعية".
صورة ثقافية ملونة
جزر غالاباغوس، واحدة من جنان الغوص المثيرة في الإكوادور.
الإكوادور بلدٌ متنوعٌ يضم ما يقرب من 20 مجموعة عرقية و20 لغةً فريدة. كل خطوةٍ تُمثل فرصةً للانغماس في ثقافة البلاد الغنية. في المرتفعات، ستزور قرى كيتشوا على ضفاف بحيرة كويلوتوا البركانية، وتركب الدراجات على طول المسارات القديمة. على طول الطريق، ستتوقف في الأسواق لتذوق المأكولات المحلية، وشراء الحرف اليدوية، والمنسوجات، وغيرها الكثير...
في حوض الأمازون، بالإضافة إلى التجديف النهري لمشاهدة الحياة البرية، تتاح للزوار فرصة التعرّف على الثقافات الفريدة لقبائل أصلية معزولة مثل هواوراني وشوار. هنا، سيُقدّم للزوار أطباق مأكولات بحرية طازجة أو تجربة عملية صنع الشوكولاتة الشيقة.
الإكوادور بلدٌ مليءٌ بالمهرجانات. تُقام احتفالاتٌ شهريةٌ تقريبًا، مثل الكرنفال في فبراير، وعيد الفصح في مارس، وعيد إنتي رايمي في يونيو، وعيد الأم السوداء في سبتمبر، وعيد كيتو في ديسمبر...
يُقام مهرجان "لا ديابلادا بيلارينا" كل شهر يناير في قرية بيلارو (مقاطعة تونغوراهوا). بأزياء جريئة وأقنعة متقنة ورموز لا تُحصى، يتحول الناس إلى شياطين لمحاربة قوى الاستعمار الإسباني القمعية. يرقصون ليلًا ونهارًا في الشوارع على أنغام الموسيقى الكلاسيكية التي تعزفها الفرق الموسيقية.
أبرز ما يميز المهرجان هو مهرجان "فييستا ديل يامور" (حفلة يامور) في مقاطعة إمبابورا. يجمع هذا المهرجان بين التقاليد الأصلية ما قبل كولومبوس والعناصر الكاثوليكية تكريمًا للسيدة العذراء مريم دي مونسيرات، شفيعة ولاية أوتافالو، و"باتشا ماما" (أم الأرض) لوفرة المحاصيل. أما أبرز ما يميز الاحتفال فهو "تشيتشا ديل يامور"، المشروب التقليدي والتراث الثقافي لشعب أوتافالو. كما يتضمن مهرجان يامور مسيرات وموسيقى ورقصًا ومعارض حرفية... بحفلة فريدة مفعمة بالبهجة، سيكتسب الزوار فهمًا أعمق للقيم الجوهرية للثقافة الإكوادورية.
المصدر: https://hanoimoi.vn/ecuador-quoc-gia-nam-giua-hai-ban-cau-669875.html
تعليق (0)