مساعد. البروفيسور الدكتور تران ثانه نام. (الصورة: NVCC) |
هذا هو رأي الأستاذ المشارك، الدكتور تران ثانه نام، نائب مدير جامعة التربية ، VNU، لصحيفة The World & Vietnam Newspaper حول الجيل Z - عامل جديد في سوق العمل.
الجيل Z والخوف من "تاريخ انتهاء الصلاحية"
ما رأيك في الجيل Z - العامل الجديد في سوق العمل؟
جيل Z جيل شاب، ديناميكي، واثق، بارع في استخدام التكنولوجيا، ويتقن اللغات الأجنبية. يتميزون بآرائهم القوية، وواثقون من التعبير عن شخصياتهم وأسلوب حياتهم. يتمتعون بتفكير مالي ثاقب، وروح ريادة الأعمال، ويسعون دائمًا لأن يكونوا روادًا، ويقودون ويواكبون أحدث التوجهات.
بالمقارنة مع الأجيال السابقة، مثل جيل إكس وجيل واي، يُعتبر جيل زد جيلًا يعاني من ضغوطات كثيرة، ويواجه العديد من مشاكل التوتر والقلق والاكتئاب ومشاكل الصحة النفسية. يواجه جيل زد ضغوطًا متزايدة من العمل، وزيادة في المعرفة والدراسة والواجبات المنزلية، وعليه التعامل مع أزمات تغير المناخ، وشيخوخة السكان، والكوارث الطبيعية، والأوبئة. في الوقت نفسه، يواجه مستقبلًا مهنيًا غامضًا مع تزايد المنافسة من تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
هذا الجيل هو أيضًا صاحب أعلى معدل اضطرابات نفسية، مثل الخوف من فوات الفرصة (FOMO) والخوف من الانفصال (FOLO). كما أن معدل فقدان التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية لدى الشباب، وإدمانهم على الإنترنت وألعاب الفيديو والمنتجات الإباحية، هو الأعلى مقارنةً بجيلي X وY.
يولد جيل Z مواطنًا رقميًا، بارعًا في استخدام الأجهزة التقنية والإنترنت، معتمدًا عليها بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تراجع وعيه بالمواقف والسلوكيات الاجتماعية، وضعف مهاراته الشخصية. حتى أبسط المهارات، مثل مهارات التواصل الشفهي أو الكتابي، ومهارات العرض والإقناع، تُعتبر أضعف من الأجيال السابقة.
على الرغم من اتساع علاقات جيل الشباب وشموليتها بشكل متزايد، يُعتبر الجيل Z الجيل الأكثر وحدة. فإتقانهم للغات الأجنبية والتواصل مع الأصدقاء حول العالم يعني ازدياد فرصهم في تحقيق إنجازات عظيمة، مما يُصعّب عليهم مقارنتها بالآخرين. لذلك، ورغم معرفتهم بالعديد من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، غالبًا ما يشعرون بأنه لا أحد يثق بهم، ولا أحد يُؤتمنهم، ولا أحد يفهمهم.
ما هي المخاطر التي يواجهونها برأيك؟
يعيش الجيل Z في عالمٍ مليءٍ بالمعلومات، حيث تتجاوز المعرفة التي تُنتجها البشرية يوميًا قدرة استيعابها. وهذا يُؤدي إلى ارتباكٍ حول ما يجب تعلمه وكيفية تعلمه، حتى لا "ينتهي" قبل "التقاعد".
كمواطنين رقميين، يخشى جيل Z أيضًا من خطر أن تُفقدهم التطورات التكنولوجية أدوارهم، وأن المهارات التي يتعلمها ويتدرب عليها جيل Z في الجامعة ستصبح قديمة مع التطور السريع للتكنولوجيا. حتى لو تخرج الشباب بشهادات ممتازة، فلن يتمكنوا من تعلم مهارات جديدة ومُحدثة، ولن يتمكنوا من التكيف مع التغيرات السريعة للغاية في التكنولوجيا ومتطلبات سوق العمل.
يُعتبر الجيل Z أسرع جيل، ولكنه أيضًا الأكثر تشتتًا، نظرًا لكثرة مقاطع الفيديو القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي. تشير التقديرات إلى أن جيل الشباب اليوم يركز على ثماني ثوانٍ فقط لمشاهدة معلومة... أي أقل بأربع ثوانٍ تقريبًا مما كان عليه قبل عشر سنوات.
تزداد نسبة الأطفال الذين يعانون من أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في المجتمع بنسبة 11%، وتميل هذه النسبة إلى الارتفاع في السنوات القادمة. كما أن إعطاء الأولوية لسرعة رد الفعل يؤدي إلى تراجع القدرة على التفكير النقدي والتعاطف. لذلك، يسهل التلاعب بشباب اليوم من خلال الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة، ويفقدون السيطرة بسهولة بسبب سوء الفهم، ويتحولون بسهولة إلى عنف إلكتروني بسبب نقص التعاطف فيما بينهم في البيئة الرقمية.
تحت ضغوط السياق والبيئة المعيشية، يشعر العديد من الشباب بالإرهاق والضغط النفسي. فبدون الدعم والحماية المناسبين، قد يصبحون جيلًا مشوشًا ينظر إلى الحياة بنظرة سلبية للعالم. بمعنى آخر، إنه جيل "يغرق" في سيل المعلومات في المجتمع الرقمي، لكنه لا يزال "يتضور جوعًا" من المعرفة، جيلٌ يتخبط بسبب افتقاره للحافز والإرادة وعدم رغبته في النهوض. وهكذا، فرغم وجود "المعرفة" و"الصيد بالصنارة" أمامهم، لم يعد لدى الطلاب دافعٌ لاكتساب المعرفة.
كمواطنين رقميين، يشعر جيل Z بالقلق أيضًا من خطر أن تُفقدهم التطورات التكنولوجية أدوارهم. (المصدر: DDK) |
التكيف مع إلغاء سوق العمل
باعتبارك شخصًا يتعامل مع العديد من الشباب، ما الذي تعتقد أن الجيل Z بحاجة إلى فعله لتجنب التقادم في مواجهة التغيرات السريعة في سوق العمل؟
مع التطور الهائل للذكاء الاصطناعي، يزداد الغموض في عالم العمل لجيل Z، ويصبح القلق والارتباك أمرًا لا مفر منه. لذلك، يحتاج جيل Z إلى وضع أهداف للتعلم والتطوير الشامل، ليصبحوا أفرادًا واثقين (في المعرفة ومهارات التكامل)، ومواطنين قادرين على إدارة أنفسهم (قادرين على التفكير النقدي وتكوين آراء حول الواقع الاجتماعي)، وأشخاصًا مسؤولين (يتصرفون وفقًا للقيم الحميدة)، ويتمتعون بروح التفاني (مستعدون للمشاركة في الأنشطة التطوعية لخدمة المجتمع).
لكي لا يصبحوا عتيقين في مواجهة التغيرات السريعة في سوق العمل، يحتاج أفراد الجيل Z إلى ممارسة نقاط القوة البشرية مثل مهارات التفكير الرفيع المستوى، والمهارات الاجتماعية والعاطفية، والقدرة على إتقان التكنولوجيا ليصبحوا "بشرًا من الدرجة الأولى" وليس فقط تعلم إتقان المهارات البدنية المتكررة أو مهارات التفكير منخفضة المستوى، واختيار الصواب والخطأ ليصبحوا "روبوتات من الدرجة الثانية".
مع التحديث السريع للتكنولوجيا، يحتاج جيل Z إلى إعادة تقييم قدراتهم التكنولوجية كل سنتين أو ثلاث سنوات لمعرفة وضعهم الحالي وما يحتاجون إلى تحديثه لينجحوا في مناصبهم الحالية. دعونا نتخلص من عقلية أن الشهادة الجامعية الممنوحة قبل عشر سنوات كافية للعمل، بل يجب أن نصمم على التعلم مدى الحياة، وأن نكون مستعدين لقول "لا أعرف" لطلب المشورة وتحديث المعرفة من الزملاء.
ما هي نقاط القوة لدى الجيل Z برأيك؟
يُعتبر الجيل Z الجيل الأكثر إبداعًا وعمليًا وسرعةً في التطور. يتوقون للاستقلالية والاستقلالية، لا سيما في مسارهم المهني. أكثر من 70% من شباب الجيل Z لا يريدون أن يخيب ظنهم الكبار. يريدون العمل في بيئة شفافة ومرنة ومحترمة تضمن حريتهم الشخصية. يميلون للدفاع عن آرائهم، ويرغبون في إحداث فرق، وإثبات أنفسهم، وجذب الانتباه من خلال ابتكار اتجاهات جديدة.
روح الريادة متأصلة في عروق العديد من شباب الجيل Z. هذا الجيل هو الجيل الذي يسعى للتعبير عن نفسه والمساهمة بشكل إيجابي في التنمية الشاملة للعالم. تشير نتائج العديد من الاستطلاعات إلى أن ما يصل إلى 50% من شباب هذا الجيل الذين شملهم الاستطلاع يدّعون أنهم يطورون خططًا "لتغيير العالم".
بمثل هذه الخصائص، إذا تم إلهامهم وتوجيههم بشكل صحيح، فإن الجيل Z سيكون هو العامل الذي يخلق تغييرات إيجابية ومعجزة في الحياة.
يواجه الجيل Z أيضًا حالةً من الإقصاء والتسريح في سوق العمل. فما هي التعديلات التي يحتاج الشباب إلى إجرائها للتكيف وتزويد أنفسهم بمهارات محددة للفرص الجديدة؟
للتكيف مع حالة الإقصاء والتسريح العنيفة في سوق العمل، يحتاج الشباب إلى التسلح بالمهارات الأربع اللازمة للنجاح في الحياة والعمل (وهذا نهجٌ يُراعي منظور "بوصلة التعلم" لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية). وهذه المهارات هي: التفكير النقدي، والإبداع، والتواصل، والتعاون.
لكي لا "ينتهي" العمر مبكرًا، يجب على الشباب أيضًا أن يتزودوا بمهارات المواطنة في القرن الحادي والعشرين. أولًا، مهارات المواطنة العالمية (الاستخدام المتقن للغات واللغات الأجنبية في العمل). ثانيًا، المهارات الرقمية (الاستخدام المتقن للأدوات الرقمية لتحسين جودة العمل). ثالثًا، المهارات التكيفية (مهارات العمل الجماعي، مهارات القيادة، التحفيز الذاتي وإدارة الذات، مهارات الاستماع المتعاطف والرعاية النفسية، مهارات الكتابة المتميزة، مهارات التواصل المقنع، ومهارات التطوير الشخصي). رابعًا، مهارات الابتكار (التفكير التصميمي، التفكير النقدي).
لتحقيق النجاح في عالمٍ يسوده عدم اليقين، تؤمن مجموعة ماكينزي (شركة استشارات إدارية واستراتيجياتية للشركات والحكومات والمنظمات متعددة الجنسيات) بضرورة تمتع الشباب بروحٍ منضبطة (القيادة الذاتية)، وقدرة عقلية (التفكير العقلي)، وقدرة قلبية (القدرة على التواصل المقنع)، وقدرة يدوية (القدرة الرقمية على زيادة كفاءة العمل). وكحد أدنى، يحتاج الشباب إلى هذه المهارات لتدريب أنفسهم في رحلة بناء شخصياتهم وتطوير مسيرتهم المهنية.
شكرًا لك!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)