كان يُعتقد في البداية أن الثقوب التي يتراوح عرضها بين بضعة أمتار إلى 60 متراً والمنتشرة عبر قاع البحر قبالة سواحل ألمانيا ناجمة عن غاز الميثان، ولكنها في الواقع ناجمة عن خنازير البحر.
كان يُعتقد في البداية أن الفوهات الضحلة في قاع بحر الشمال ناجمة عن تسربات غاز الميثان. الصورة: ينس شنايدر فون ديملينغ
تحت مياه بحر الشمال العكرة، تنتشر فوهات ضحلة في قاع البحر. يتراوح عرضها بين بضعة أمتار وأكثر من 60 مترًا، لكن عمقها لا يتجاوز 11 مترًا. بعضها يندمج، مشكّلًا منخفضات تشبه رسمًا عنقوديًا. تتشكل هذه الفوهات عادةً عندما تتصاعد السوائل المحتوية على الميثان أو المياه الجوفية الأخرى من الرواسب. لكن دراسة نُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت" تشير إلى أن آلاف، وربما ملايين، الفوهات في بحر الشمال قد تكون من صنع خنازير البحر التي تبحث عن الطعام. وتشير النتائج إلى أن خنازير البحر وحيوانات أخرى قد تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل قاع البحر، وفقًا لما أوردته لايف ساينس في 27 فبراير.
لسنوات، تساءل الجيولوجي ينس شنايدر فون ديملينغ من جامعة كيل عما إذا كانت الحفرة الضحلة في بحر الشمال ناجمة عن تسرب غاز الميثان. يتكون قاع بحر الشمال من رمال سائبة وتشهد تيارات محيطية قوية، مما لا يسمح بتراكم الميثان في الرواسب. ولم تكشف دراسات رسم الخرائط باستخدام أجهزة قياس الصدى عن وجود الميثان.
لفهم الفوهات الضحلة الغامضة بشكل أفضل، استخدم الفريق جهازًا متعدد الحزم لقياس الصدى، مما يتيح لهم مسح قاع البحر بدقة عالية. أتاحت الأداة الجديدة للباحثين فحص شكل الفوهات بدقة تصل إلى السنتيمتر. وكشف جهاز قياس الصدى أن الفوهات الضحلة لم تكن مخروطية الشكل، كما هو الحال في حالة انبعاث غاز الميثان من الرواسب، وفقًا لشنايدر فون ديملينغ. وبغض النظر عن عرضها، بلغ عمق جميع الفوهات حوالي 11 سنتيمترًا.
في بحثه عن سبب وجود الحفر الضحلة، استشار شنايدر فون ديملينج عالم أحياء وصديقًا غواصًا علم أن خنازير البحر ( Phocoena phocoena ) غالبًا ما تجوب قاع البحر بحثًا عن ثعابين الرمل. بعد هذه المكالمة، تعاون شنايدر فون ديملينج مع علماء أحياء لدراسة خنازير البحر.
استخدم الفريق نماذج موجودة للتنبؤ بموائل خنازير البحر وثعابين الرمل، بالإضافة إلى بيانات تيارات المحيط. يعيش كلٌّ من خنازير البحر وثعابين الرمل في مناطق ذات تيارات محيطية قوية. ووجد الباحثون أن موائلهما تتداخل مع منطقة الدراسة. وحيثما كان من المتوقع وجود خنازير البحر وثعابين الرمل، وجدوا المزيد من الثقوب. وقد نتجت هذه الثقوب الكبيرة عن خنازير البحر وتآكلت بفعل تيارات المحيط.
يعمل الفريق الآن مع علماء في أيرلندا لتأكيد توقعاتهم بشأن موقع الحفرة بناءً على موطن خنزير البحر في بحر الشمال. يمكن أن تساعد الأبحاث متعددة التخصصات كهذه علماء الأحياء على معرفة المزيد عن سلوك الحيوانات. يُعد فهم كيفية تشكّل الحفر الضحلة في قاع البحر أمرًا بالغ الأهمية لتحديد المخاطر تحت الماء. قد تُشير الحفر الناتجة عن تسرب غاز الميثان إلى وجود تهديد من الصفائح التكتونية. إذا تمكن العلماء من تحديد الكائنات الحية، فسيمكنهم تهدئة المخاوف بشأن النشاط التكتوني.
آن كانج (وفقًا لموقع لايف ساينس )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)