بالإضافة إلى تنظيم التنفس وتحقيق الاستقرار الفوري للعقل، أثبت الخبراء الطبيون أيضًا أن التأمل فعال مثل مضادات الاكتئاب، حيث يقلل من أعراض القلق.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يُعاني حوالي 4% من سكان العالم من اضطراب القلق. ورغم شيوع هذا العرض، إلا أن القلق المستمر أو المفرط قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية نفسية.
يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على الحياة اليومية من خلال أعراض مثل: صعوبة التركيز، وصعوبة اتخاذ القرارات، والشعور بالانزعاج، والتوتر، والأرق مع زيادة معدل ضربات القلب، والغثيان، وآلام المعدة، ومشاكل النوم أو حتى الشعور المستمر بالخطر.

يمكن أن يؤدي القلق طويل الأمد إلى ظهور أعراض أكثر خطورة تتعلق بالصحة العقلية.
غالبًا ما يتم وصف مضادات الاكتئاب للأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض، ولكن يجب استخدامها لفترة قصيرة فقط لأنها قد تسبب اعتمادًا شديدًا.
التأمل مقابل مضادات الاكتئاب
وجدت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية في ماريلاند (الولايات المتحدة الأمريكية) أن ممارسة التأمل لتخفيف التوتر تُضاهي فعالية استخدام إسيتالوبرام (ليكسابرو - وهو مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي يُستخدم عادةً لعلاج الاكتئاب والقلق). عند ممارسة التأمل، تُشير علامات انخفاض في أعراض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قلق مختلفة.
بناءً على ذلك، شُخِّصَ 276 بالغًا شاركوا في الدراسة باضطرابات قلق مختلفة، مثل رهاب الخلاء، واضطراب الهلع، واضطراب القلق العام، واضطراب القلق الاجتماعي. قُسِّموا إلى مجموعتين، وتلقَّوا طريقتي علاج: الأدوية أو التأمل.
تم وصف 10-20 ملغ من إسيتالوبرام (مضاد للاكتئاب) لمجموعة الدواء يوميًا وحضروا جلسات متابعة سريرية أسبوعية، في حين تلقت المجموعة الأخرى تدريبًا نظريًا وعمليًا في شكل من أشكال التأمل.
بعد أربعة أسابيع، أفاد من عولجوا بإسيتالوبرام بانخفاض أكبر في أعراض القلق مقارنةً بمن تلقّوا العلاج بالتأمل. ولكن المثير للدهشة أنه بحلول الأسبوع الثامن، لم يُلاحظ أي فرق يُذكر بين المجموعتين. علاوة على ذلك، عانت مجموعة الدواء من آثار جانبية أكثر: فقد أبلغ 110 أشخاص (78.6%) في مجموعة الدواء عن أثر جانبي واحد على الأقل خلال الدراسة، مقارنةً بـ 21 شخصًا (15.4%) في مجموعة التأمل.

يساعد التأمل على تنظيم التنفس واستقرار معدل ضربات القلب، وهو مفيد لكبار السن
الإمكانات كبديل للأدوية
قال لي تشامبرز، عالم النفس ومؤسس شركة Essentialise Workplace Wellbeing: "تشير هذه النتائج إلى أن التأمل قد يكون بديلاً فعالاً، مع آثار جانبية أقل وخطر أقل للاعتماد على أدوية القلق". وأضاف: "مع أن الآثار السريعة للإسيتالوبرام ملحوظة، إلا أن الدراسة تُبرز أهمية استراتيجيات العلاج طويلة الأمد وأهمية العناية بالنفس".
علاوة على ذلك، فإن الاجتماع والتفاعل مع العديد من الأشخاص بشكل منتظم كل يوم وكل أسبوع يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تقليل أعراض المرض.
لقد ثبت أن التأمل واليوغا عمومًا يُخففان التوتر والاكتئاب وأعراض القلق من خلال مساعدة الناس على تنظيم مشاعرهم. لذا، يُمكن أن يكون التأمل بديلًا فعالًا لتخفيف أعراض اضطرابات القلق لمن لا يرغبون في تجنّب الآثار الجانبية المرتبطة بالأدوية الموصوفة.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/giam-lo-au-bang-cach-thien-dinh-185241026174237573.htm
تعليق (0)