عندما تحل الموسيقى محل الشاشة
"في السابق، خلال فترة الاستراحة، لم يكن يُسمع سوى صوت نقر الهواتف المحمولة. أما الآن، فقد امتلأت ساحة المدرسة بالغناء"، هكذا قال هوانغ نجوين خان فان، الطالب في الصف الحادي عشر (D2) بمدرسة ماري كوري الثانوية (مدينة هو تشي منه )، مبتسمًا.
خان فان هو حاليًا رئيس نادي الموسيقى بالمدرسة. تأسست المجموعة قبل أكثر من عام، وكان هدفها الأساسي إنشاء ساحة لعب للطلاب الذين يحبون الغناء. ولكن عندما أطلقت المدرسة حملة للحد من استخدام الهواتف أثناء الاستراحة، أصبح النادي فجأةً بمثابة "جسر" للطلاب للابتعاد عن الشاشات والعثور على متعة حقيقية.



قال خان فان: "بدلاً من أن يمتلك كل شخص هاتفًا، اخترنا التواصل عبر الموسيقى. كان كل استراحة عبارة عن عرض صغير، بمشاركة موسيقيين ومغنين ومشجعات. كان الجو ممتعًا للغاية، وشارك الجميع فيه".
بعد بضعة أشهر فقط، أصبحت عروض الفرقة القصيرة عادة مفضلة لدى طلاب المدرسة. كان المسرح هو الدرج أمام الفصول الدراسية، وكان الجمهور الطلاب الذين خرجوا لتوهم إلى الساحة. ودون أن يُخبرهم أحد، بدت المدرسة بأكملها أكثر شبابًا وحيوية.


لا تقتصر فترة الاستراحة في مدرسة ماري كوري الثانوية على الموسيقى فحسب، بل أصبحت أيضًا فرصةً للطلاب للمشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والفنية. يُنظّم اتحاد المدرسة والأندية الطلابية بانتظام أنشطة التشجيع والرقص الحديث وكرة الريشة والألعاب الشعبية.
قالت لي هوانغ مينه ثو (الصف الحادي عشر - المرحلة الثالثة): "أجد هذه الأنشطة مفيدة جدًا. بدون استخدام الهواتف، نتحدث ونضحك أكثر. في كل مرة أشارك فيها في ألعاب جماعية، أشعر بقرب أكبر من أصدقائي. بدون هذه الأنشطة، لكان الجميع منغمسًا في هواتفه."


في السابق، وفقًا لمينه ثو، كان أكثر من 90% من زملائها يستخدمون هواتفهم خلال فترة الاستراحة، غالبًا لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو ممارسة الألعاب. وأضافت مبتسمةً: "أما الآن، فهناك ألعاب وموسيقى، ويخرج الجميع إلى الفناء. فترة الاستراحة هي حقًا وقت لعب لنا".
نغوين باو ثي (الصف الحادي عشر أ5) أقرّت بصراحة: "أعتقد أنه لا ينبغي حظر الهواتف تمامًا، فهي لا تزال تساعدنا على الدراسة. لكن المدرسة قامت بعمل رائع، لم تحظرها تمامًا، بل أنشأت ملعبًا جذابًا يشجعنا على التخلي عن هواتفنا. الاستمتاع مع الأصدقاء أفضل بكثير."

وقال السيد نجوين مان هونغ، نائب مدير مدرسة ماري كوري الثانوية، إن سياسة "عدم استخدام الهواتف أثناء الاستراحة" تم تنفيذها من قبل المدرسة بطريقة مرنة، سواء من خلال الدعاية أو تنظيم أنشطة بديلة.
نريد للطلاب الهروب من العالم الافتراضي والعودة إلى تجارب واقعية. لذلك، تتعاون المدرسة مع اتحاد الشباب والأندية لتنظيم ملاعب متنوعة: من الفنون والرياضة إلى التمارين الرياضية وحتى التشجيع. عندما يشعر الطلاب بالسعادة، سيضعون هواتفهم جانبًا بشكل طبيعي، كما قال السيد هونغ.
من المتوقع أن تُدرج لائحة "منع استخدام الهاتف أثناء الاستراحة" ضمن اللوائح الرسمية خلال الأشهر القليلة المقبلة. ولكن قبل إصدارها، أجرت المدرسة حملات دعائية وتثقيفية من خلال تجارب عملية. وأضاف السيد هونغ: "بمجرد أن يدرك الطلاب فوائد ترك هواتفهم مؤقتًا، لن تُصبح هذه اللوائح ضغطًا عليهم، بل ستصبح ثقافة سلوكية وعادات جيدة".

لمساعدة الطلاب على استعادة "متعة الحياة المدرسية" مرة أخرى
ومن وجهة نظر علم النفس المدرسي، قال السيد هوا فينه آن، عالم النفس في مدرسة ماري كوري الثانوية، إن تعلق الطلاب بهواتفهم أمر لا مفر منه في المجتمع الحديث، ولكن إذا لم يتم توجيههم بشكل صحيح، فقد يقعون بسهولة في حالة من الاعتماد.
تُساعد الهواتف الذكية الطلاب على التعلّم بفعالية أكبر من خلال التطبيقات التفاعلية والألعاب التعليمية. ولكن في حال إساءة استخدامها، سيفقدون تدريجيًا قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، ويقلّ تواصلهم مع الأصدقاء والمعلمين. فترة الاستراحة هي وقت استعادة الطلاب لطاقتهم، لذا يجب استغلالها في أنشطة عملية، كما حلل السيد آن.
وبحسب رأيه، فإن الحل الأمثل يكمن في وضع قواعد لاستخدام الهواتف بالتوافق بين المعلمين والطلاب، مع تعليمات محددة حول متى يُستعمل ومتى يُمنع. وأكد السيد آن: "منعها تمامًا سيُثير رد فعل الطلاب، ولكن إذا مُنحت لهم الحرية الكاملة، فسيُسيئون استخدامها بسهولة. المهم هو توجيههم ليكونوا على وعي بأنفسهم".

حتى الآن، وضع العديد من طلاب مدرسة ماري كوري الثانوية لنفسهم "عرفًا صغيرًا" بعدم لمس هواتفهم خلال أول 15 دقيقة من الاستراحة. بدلًا من ذلك، يتحدثون معًا، ويلعبون الألعاب، ويستمعون إلى الموسيقى. قال طالب في الصف الحادي عشر بسعادة وهو يصافح صديقه بعد مباراة كرة سلة في منتصف الملعب: "في البداية، وجدت الأمر صعبًا بعض الشيء، لكنني الآن اعتدت عليه. أشعر براحة أكبر بكثير".
المهم هو أن التغيير لا يأتي من الأوامر، بل من احتياجات الطلاب الفطرية. فعندما يختبرون فرحًا حقيقيًا وتواصلًا حقيقيًا، سيختارون أسلوب حياة صحيًا بشكل استباقي.


لا يعني عدم استخدام الهاتف فقدان الراحة؛ بل على العكس، فهو وسيلة للطلاب للعودة إلى الحياة العملية، حيث الضحك والتواصل البصري والمشاركة. من فرقة موسيقية صغيرة، انتشرت حركة "لا استراحة هاتفية" في جميع أنحاء المدرسة. يقترح العديد من الطلاب الآن أنشطة إضافية: تنظيم ألعاب صغيرة، وفنون أدائية، ورسم جداريات... كل فكرة تحظى بتشجيع ودعم المدرسة.
وأضاف السيد هونغ: "الاستراحة وقت هادئ لاستعادة النشاط. عندما يضع الطلاب هواتفهم جانبًا بمبادرة، نراهم ينضجون ويعيشون حياةً أكثر إيجابية".
من وجهة نظر المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، يتفق الجميع على أن تقليل استخدام الهواتف لا يقتصر على الحفاظ على الانضباط فحسب، بل يشمل أيضًا تدريب ضبط النفس في العصر الرقمي. لم تعد فترة الاستراحة مجرد استراحة قصيرة لمدة 15 دقيقة بين حصتين دراسيتين، بل هي فرصة للطلاب لاستعادة كامل سنواتهم الدراسية. عادت أصوات الموسيقى والضحك والعناق، أكثر دفئًا وحيوية من أي وقت مضى.
المصدر: https://baotintuc.vn/ban-tron-giao-duc/gio-ra-choi-khong-dien-thoai-hoc-sinh-tim-lai-niem-vui-tuoi-hoc-tro-20251014102745701.htm
تعليق (0)