"يجب على الصحفيين الحفاظ على سمعتهم المهنية في جميع الظروف"
في عام ١٩٩٢، بعد انفصال المقاطعة، عدت أنا وخمسة من زملائي من صحيفة "ها نام نينه" لتأسيسها. في البداية، كان كل شيء ينقصنا، وكنا نعاني من صعوبات في العمل، حيث كنا نذهب إلى القاعدة بالدراجة الهوائية، وكانت الطرق سيئة للغاية آنذاك، مما جعل الحصول على الأخبار والمقالات أمرًا صعبًا للغاية. لكن شغفنا بالعمل دفعنا جميعًا للعمل بجد والتشبث بالقاعدة، فأصدرنا العديد من المقالات التي كانت قريبة من الواقع، وشائعة، وحظيت كل نسخة مطبوعة بتقدير كبير من القراء. بالنسبة للعاملين في هذه المهنة، فإن حب القراء هو سعادة لا تُقدر بثمن. لذلك، كلما عملنا أكثر، زاد شغفنا بالعمل، وسافرنا أكثر، وزاد حماسنا في الكتابة. لكن من الصعب كسب ثقة القراء ومحبتهم، والأصعب من ذلك الحفاظ على ثقة واحترام الجميع لمهنة الكتابة. أنا شخصيًا، أضع دائمًا في اعتباري ضرورة الحفاظ على هيبة المهنة وسمعة الصحفي. لطالما كان هذا الوعي حاضرًا فيّ منذ دخولي المهنة حتى اعتزالي الكتابة. السمعة المهنية تأتي من العمل الجاد، والتعلم المستمر من الأصدقاء والزملاء، والتعطش الدائم للإبداع في كل عمل. أما سمعة الصحفي، فعليه أن يصقلها ويمارسها باستمرار خلال مسيرته المهنية. الصحافة قاسية بطبيعتها، لكن تقييم الجمهور وتقديره يكونان دائمًا منصفين ومحترمين للصحفيين المخلصين لمهنتهم.
"سرّي هو أن أكون شغوفًا بعملي"
أنا مذيع هاوٍ. دخلت هذه المهنة بدافع حب قوي. منذ طفولتي، أحببت الاستماع إلى الراديو كثيرًا لدرجة أنني كنت أستطيع الاستماع إلى أي برنامج، مستمعًا كما لو كنت أستوعب كل كلمة وأُقلد القراءة معها. بدا أن أصوات السيدة تويت ماي والسيدة كيم كوك تلامس روح المستمع، عاطفية وعميقة لدرجة أنني كنت مفتونًا وحلمت بأن أصبح مذيعًا. لحسن الحظ، بالإضافة إلى شغفي، كنت موهوبًا بصوت لطيف. وفي أحد الأيام، كانت محطة إذاعة نينه بينه (سلف محطة إذاعة وتلفزيون نينه بينه) تجند مذيعين. عندما سمعت الخبر، كنت سعيدًا جدًا، وذهبت بشغف إلى الاختبار، وبشكل غير متوقع قبلني رئيس المحطة (في ذلك الوقت كان السيد هوانغ تشونغ) على الفور. وبقبولي في المحطة، كنت سعيدًا للغاية. لذلك لمست حلمي.
المذيع الإذاعي ليس مجرد آلة ثرثارة. فبالإضافة إلى الصوت الجيّد، يتطلب الأمر الإبداع والقدرة على الإدراك، بالإضافة إلى روح التعلم المستمر. طوال مسيرتي المهنية، عهدت إليّ المحطة بقراءة العديد من نشرات الأخبار المهمة، بما في ذلك نشرات الفترة التاريخية لعام ١٩٧٥. تقاعدتُ عام ٢٠٠٧. يكمن نجاحي الأكبر في ثقة زملائي ومحبة مستمعيّ. لم يلتقِ بي الكثيرون من قبل، لكنهم يعرفون صوتي جيدًا كرابطة عائلية وثيقة.
"لو أتيحت لي الفرصة للاختيار مرة أخرى، لاخترت الصحافة أيضًا."
في عام ١٩٩٤، عملت في صحيفة نينه بينه، وهو الجيل الثاني بعد إعادة تأسيس المقاطعة عام ١٩٩٢. ومنذ انضمامي إلى الصحيفة وحتى تقاعدي (عام ٢٠٢٢)، عملت فيها باستمرار لمدة ٢٨ عامًا. في الواقع، أتيحت لي العديد من الفرص لتغيير مساري المهني، لكنني واصلت العمل في الصحافة. أعتقد أنني اخترت هذه المهنة وأنا شغوف بها. خلال تلك الفترة، عشت أيضًا جميع مشاعر الفرح والحزن في هذه المهنة، لكنني دائمًا ما أفخر وأعتز بالماضي. اخترت الصحافة، واختارتني المهنة. أعتقد شخصيًا أنه مهما كانت المهنة، إذا اخترتها وكرستُ نفسي لها، فسأجني ثمارها.
خلال فترة عملي كصحفي، سافرتُ وكتبتُ وعاشتُ تجاربَ حياتية، وكنتُ محظوظًا بمقالاتٍ لا تزال تُخلّد في ذاكرة القراء. حتى الآن، وبعد ثلاث سنوات من التقاعد، أستعيد ذكريات الماضي، وما زالت مشاعري تُخالجني. ولو أتيحت لي فرصة الاختيار مجددًا، لاخترتُ الصحافة. في الحادي والعشرين من يونيو، تُكرّم الجمعيةُ كلَّ العاملين في الصحافة، وهي في الوقت نفسه فرصةٌ للصحفيين للتأمل في أنفسهم، والارتقاء بهم إلى مستوىً أعلى، والاضطلاع بالمهمة التي أوكلتها إليهم الجمعية على نحوٍ أفضل.
"في بعض الأحيان، تكون الصور هي التفاصيل الثمينة في كل فيلم وثائقي"
بعد تخرجي من مدرسة نجوين دو للكتابة، انضممتُ إلى محطة إذاعة وتلفزيون ها نام نينه عام ١٩٧٦. وحتى تقاعدي، عملت في مجال الإذاعة والتلفزيون قرابة أربعين عامًا. طوال مسيرتي المهنية، أنتجتُ العديد من الأعمال في مختلف الأنواع الفنية، لكن النوع الذي أحبه أكثر هو صناعة الأفلام الوثائقية. بالنسبة للأفلام الوثائقية، فإن أصعب ما فيها هو اختيار موضوع، ثم كتابة سيناريو مفصل وشامل، ثم دراسة موقع التصوير، واختيار زاوية التصوير، وما إلى ذلك.
بالنسبة لي، ليس بالضرورة أن يتناول الفيلم الوثائقي الجذاب مواضيع مهمة، بل يجب أن يتناول مواضيع تُلامس قلوب الجمهور. هناك أشياء تبدو بسيطة لكنها تحمل معانٍ عميقة، وهناك صور تبدو ثانوية لكنها تُصبح أهم تفاصيل الفيلم. لذا، فإن حس الصحفي يُنتج مادة فريدة، عملاً "فريدًا".
لديّ فيلم وثائقي فاز بالجائزة الفضية في مهرجان فيتنام للأفلام التلفزيونية الذي أقيم في هوي عام ١٩٩٩، وهو فيلم "قرية قرع الطبول". يصوّر هذا الفيلم جمال العمل والحياة بعد عرق ضاربي الطبول المالح في بلدة نينه فونغ. كان الفوز بالجائزة الفضية آنذاك تقديرًا قيّمًا للعاملين في هذه المهنة. مع ذلك، فهو ليس فيلمي الأكثر تميزًا. الفيلم الذي أبهرني ولا يزال يُثير عاطفتي عند استعادته هو الفيلم الوثائقي "صدى صوت". الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم هي عامل النظافة، المسؤول، الشخص الذي يُدير قرع الطبول في مدرسة لونغ فان توي الثانوية. جسّد الفيلم تمامًا ما أردتُ إيصاله، عن صوت مألوف للغاية؛ مُكرّمًا جمال العمل الدؤوب للشخص الذي يُدير قرع الطبول في المدرسة، الشخص الذي يُشير إلى وقت الذهاب إلى الفصل، وقت الخروج من المدرسة، وفترة التمرين في منتصف النهار...
المشهد الأكثر إثارةً للإعجاب بالنسبة لي هو المشهد الختامي للفيلم. كان ذلك في عطلة، حيث سارع الطلاب لإهداء الزهور لمعلميهم. في هذه الأثناء، في زاوية من ساحة المدرسة، كان عامل النظافة، بابتسامة لطيفة، لا يزال يؤدي عمله بجد واجتهاد في صمت دون تردد أو غيرة، لأن هذا واجبه.
ينتهي الفيلم، ويصبح صوت طبل المدرسة صدى جميلاً في قلوب المشاهدين، معبراً عن عاطفة الجمهور واحترامه وحبه للعمل الصامت الذي يقوم به عامل النظافة، وفي مكان ما، هناك لحظة ندم على عدم القصد... عامل النظافة في المدرسة، ربما سيكون سعيداً جداً بتلقي كلمة شكر في رحلة الامتنان تلك.
المصدر: https://baoninhbinh.org.vn/ky-niem-nhung-ngay-lam-bao-002329.htm
تعليق (0)