وفقًا لشبكة CNN، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا بأن القضاء على زعيم حزب الله، حسن نصر الله، كان الخطوة الأولى نحو "تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات طويلة قادمة". وبناءً على ذلك، رأت إسرائيل فرصةً لإعادة هيكلة نفوذها في الشرق الأوسط، وصرح نتنياهو بأن حزب الله قد أُضعِف بشكل كبير. ومع ذلك، لا يزال النصر الحاسم بعيدًا، ومن "يستعجلون يُبددون" غالبًا ما يُندمون.
منذ 17 سبتمبر/أيلول، تُوجّه إسرائيل ضرباتٍ قاصمة لحزب الله، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في لبنان. بدايةً، كانت تفجيرات أجهزة النداء، ثم غارة جوية كبرى جنوب بيروت أودت بحياة القائد البارز إبراهيم عقيل وعشرات المدنيين. مساء 27 سبتمبر/أيلول، شهدت المنطقة نقطة تحولٍ كبرى في الصراع عندما قُتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، والعديد من مُقرّبيه في غارة جوية واسعة النطاق.
لكن التاريخ الحديث قدم دروساً مريرة للقادة الإسرائيليين وأولئك الذين لديهم طموحات كبيرة لتغيير مسار الأحداث في لبنان والشرق الأوسط.
ملصق يصور زعيم حزب الله حسن نصر الله في جنازة رمزية في تركيا في 29 سبتمبر. الصورة: رويترز |
دروس من حرب 1982
في يونيو/حزيران 1982، شنّت إسرائيل غزوًا على لبنان بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. كما سعت إلى تنصيب حكومة موالية لإسرائيل بقيادة مسيحية في بيروت، وطرد القوات السورية من البلاد.
جندي إسرائيلي يصلي بجوار وحدة مدفعية متنقلة متمركزة قرب بلدة فسوطة شمال إسرائيل. الصورة: رويترز |
لكن جميع هذه الأهداف باءت بالفشل. صحيح أن الفصائل الفلسطينية المسلحة أُجبرت على الخروج من لبنان بموجب اتفاق بوساطة أمريكية، ما أدى إلى نفيها إلى تونس واليمن وأماكن أخرى، إلا أن هدف منظمة التحرير الفلسطينية المتمثل في سحق التطلعات الوطنية الفلسطينية لم يُكتب له النجاح. بعد خمس سنوات، استمرت الانتفاضة الفلسطينية في غزة، وسرعان ما امتدت إلى الضفة الغربية، حيث لا يزال الفلسطينيون صامدين حتى يومنا هذا في مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي.
كان الحليف الرئيسي لإسرائيل في لبنان آنذاك بشير الجميل، زعيم ميليشيا مسيحية مارونية انتُخب رئيسًا من قبل البرلمان اللبناني. ولكن قبل توليه منصبه، اغتيل في انفجار هائل شرق بيروت. وتولى شقيقه أمين الجميل رئاسة الجمهورية. بقيادة أمين، وبدعم قوي من الولايات المتحدة للمصالحة، وقّع لبنان وإسرائيل اتفاقية تطبيع ثنائية في مايو/أيار 1983. إلا أن هذه الحكومة انهارت في فبراير/شباط من العام التالي تحت ضغط المعارضة، وسرعان ما أُلغيت الاتفاقية.
من الجانب الأميركي، وبعد أن نشرت قواتها في بيروت لتثبيت الاستقرار بعد مذبحة صبرا وشاتيلا في سبتمبر/أيلول 1982، اضطرت إلى الانسحاب عندما تعرضت سفارتها للقصف مرتين، ثم ثكنات مشاة البحرية الأميركية والجيش الفرنسي في أكتوبر/تشرين الأول 1983.
اندلعت الحرب الأهلية في لبنان مرة أخرى واستمرت لأكثر من 6 سنوات.
في عام 1976 دخلت القوات السورية إلى لبنان كـ"قوة ردع" بموجب تفويض من جامعة الدول العربية، ولم تغادر لبنان إلا في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
لعلّ أهمّ نتائج حرب لبنان عام ١٩٨٢ كانت ولادة حزب الله. شنّ الحزب حرب عصاباتٍ شرسة أجبرت إسرائيل على الانسحاب أحادي الجانب من جنوب لبنان، مُسجّلةً بذلك أول مرة تنجح فيها قوة عسكرية عربية في إخراج إسرائيل من الأراضي العربية. وبدعمٍ إيراني، أثبت الحزب أنه أكثر خطورةً وفعاليةً من المسلحين الفلسطينيين الذين واجهتهم إسرائيل.
لم ينجو حزب الله من الحرب فحسب، بل ازدهر، وأصبح قوةً ضاربةً مدعومةً من إيران. حارب إسرائيل في حرب عام ٢٠٠٦، وازداد قوةً بدعمٍ إيراني. اليوم، ورغم ضعف حزب الله، وتشرذمه، واختراق الاستخبارات الإسرائيلية له، فمن السابق لأوانه القول إن الجماعة تقترب من نهايتها.
تحذير بشأن التغييرات
عندما ننظر إلى أعمدة الدخان المتصاعدة من العاصمة بيروت الآن، فإننا نتذكر كلمات كوندوليزا رايس - وزيرة الخارجية الأميركية السابقة - خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. فقد قالت إن كل سفك الدماء والدمار في ذلك الوقت كان مجرد "آلام ولادة شرق أوسط جديد".
احذروا ممن يعدون بفجر جديد، أو بميلاد شرق أوسط جديد، أو بتغيير في موازين القوى الإقليمية. لبنان مرآة لكل ما قد يسوء. إنه أرض العواقب غير المقصودة.
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/israel-and-ambition-in-the-middle-east-lebanon-is-a-mirror-reflecting-everything-that-can-be-sai-lam-349304.html
تعليق (0)