
يدق العلماء ناقوس الخطر بشأن انقراض جماعي سادس يحدث على الأرض، ويعتبر النشاط البشري هو السبب الرئيسي.
وهذا ليس حدثاً مفاجئاً، بل عملية تستمر لآلاف، بل ملايين السنين، وتهدد بشكل خطير مستقبل الحياة على هذا الكوكب.
شهد تاريخ الأرض خمسة انقراضات جماعية، كل منها قضى على أعداد كبيرة من الأنواع. كان آخرها في نهاية العصر الطباشيري، قبل 65 مليون سنة، عندما اصطدم كويكب بالأرض، مما أدى إلى انقراض 76% من الأنواع، بما في ذلك الديناصورات.
وقد حدثت أحداث مماثلة في الماضي بسبب النشاط البركاني وتغير المناخ والتغيرات الجيولوجية، مما تسبب في خسائر فادحة في التنوع البيولوجي.
ومع ذلك، فإن لهذا الانقراض السادس فارقًا مثيرًا للقلق: يُعتقد أنه ناجم عن النشاط البشري. ويشير العلماء إلى الاستغلال المفرط للموارد، وإزالة الغابات، والإسراف في استخدام المياه والطاقة، باعتبارها عوامل تُستنزف مصادر الحياة، وتُدمر الموائل الطبيعية، وتُسبب اختلالات بيئية.
إن تغير المناخ، والذي يعد نتيجة مباشرة للنشاط البشري، يؤدي إلى تفاقم الأحداث الجوية المتطرفة وتلوث الهواء وتغيير طريقة عمل الكوكب.
يحذر الصندوق العالمي للحياة البرية من أن الأنواع تتعرض للانقراض بمعدل أسرع بـ1000 إلى 10000 مرة من معدلها الطبيعي في غياب التدخل البشري.
وتؤكد الأبحاث الصادرة عن جامعة ستانفورد والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك أيضًا أن البشر لا يقضون على الأنواع الفردية فحسب، بل على مجموعات كاملة من الحياة، أي مجموعات من الحيوانات وثيقة الصلة التي تلعب أدوارًا مهمة في النظم البيئية.
وأكد جيراردو سيبايوس، الباحث البارز في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة (UNAM)، أن "ما نفعله بشجرة الحياة يسبب الكثير من المعاناة للبشرية".
إجراءات عاجلة لمنع الكارثة
لإنقاذ مستقبل الأرض والبشرية، يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات فورية. يُعدّ التحكم في التأثير البشري على تغير المناخ أولوية قصوى. وفي الوقت نفسه، يجب تخصيص الأراضي والمياه للمحافظة عليها بدلًا من الإفراط في استهلاكها، وذلك لاستعادة توازن النظم البيئية الطبيعية.
ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية. تُركز اتفاقية باريس، وهي معاهدة دولية، على إبقاء درجات الحرارة العالمية دون مستوى مُحدد من خلال إجراءات لخفض الانبعاثات. ويهدف إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي اعتمدته نحو 200 دولة، إلى الحفاظ على الأراضي والمياه واستعادة النظم البيئية المتضررة.
ومع ذلك، لا تزال هذه الجهود تواجه تحديات عديدة. علق البروفيسور بول إيرليتش من جامعة ستانفورد قائلاً: "إن حجم السكان ونموهم، وتزايد استهلاك المنتجات، والتفاوت الكبير في الاستهلاك، كلها عوامل جوهرية في المشكلة.
فكرة السماح باستمرار هذه الأمور مع الحفاظ على التنوع البيولوجي فكرة جنونية. الأمر أشبه بالجلوس على غصن شجرة وقطعه في آنٍ واحد.
إن مستقبل الأرض والحياة عليها يعتمد على الإجراءات البشرية الحاسمة وفي الوقت المناسب الآن.
المصدر: https://dantri.com.vn/khoa-hoc/lieu-co-su-kien-tuyet-chung-hang-loat-lan-thu-6-tren-trai-dat-20250831234418101.htm
تعليق (0)