وتستمر المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين في الانتشار عبر العديد من المجالات، حيث تراهن القوتان العظميان الرائدتان في العالم على السباق لإتقان تكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار، وهو ما من المرجح أن يعيد تشكيل مستقبل الصراعات في المستقبل.
يُسلّط معرض تشوهاي الضوء على الحاجة العالمية المُلِحّة لمعدات وأنظمة مُضادة للطائرات بدون طيار، في ظلّ الاستخدام المُتزايد لهذه الأسلحة في النزاعات. (المصدر: X Screengrab/Fox News) |
تُحرز إجراءات الصين المضادة للطاقة الموجهة ضد الطائرات بدون طيار تقدمًا ملحوظًا، حيث عُرضت العديد من أنظمة الموجات الدقيقة عالية القدرة في معرض الصين الدولي الخامس عشر للطيران والفضاء (تشوهاي إكسبو)، وفقًا لما ذكره موقع "ذا وار زون" مؤخرًا. ومن بين هذه الأنظمة، تبرز أسلحة الموجات الدقيقة الأرضية المتنقلة عالية القدرة، المصممة أساسًا لتعطيل الطائرات بدون طيار.
ارتفاع الطلب على معدات مكافحة الطائرات بدون طيار
وفقًا لموقع "ذا وار زون" ، تشمل الأسلحة الجديدة، التي طورتها شركة مجموعة الصناعات الجنوبية الصينية (CSGC) وشركة نورينكو، نظام موجات دقيقة مُثبّت على مركبة مدرعة خفيفة 8×8، ونظامًا آخر مُثبّت على شاحنة شاكمان SX2400/2500 8×8. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي جميع هذه الأنظمة على مصفوفات مسطحة ورادارات لكشف الأهداف وتتبعها.
يقام معرض تشوهاى في الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر في مدينة تشوهاى بمقاطعة قوانغدونغ (الصين)، ويسلط المعرض الضوء على الحاجة العالمية الملحة إلى معدات وأنظمة مضادة للطائرات بدون طيار، بسبب الاستخدام المتزايد لهذه الأسلحة في الصراعات، وخاصة الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وتشير منطقة الحرب إلى أن قدرات هذه الأنظمة الجديدة لا تزال غير واضحة، ومع ذلك فإن تطويرها ونشرها يعكس أيضًا التركيز الاستراتيجي للصين على مواجهة التهديدات الجوية.
وبحسب موقع The War Zone ، نجح الجيش الأميركي هذا الشهر في تنفيذ 170 عملية قتل ناجحة لطائرات بدون طيار باستخدام صواريخ Coyote Block 2 الاعتراضية في عمليات عالمية مختلفة، وهو ما يؤكد الدور المتزايد الأهمية للأسلحة المضادة للطائرات بدون طيار في معالجة التهديدات الجوية.
يستخدم صاروخ كويوت بلوك 2، الذي تصنعه شركة رايثيون الأمريكية للمقاولات الدفاعية، رأسًا حربيًا شديد الانفجار وهو جزء من نظام الدفاع المتكامل للطائرات بدون طيار منخفضة السرعة والبطيئة (LIDS)، والذي يتضمن مكونات ثابتة ومتحركة.
تخطط القوة الأولى عالميًا لتوسيع ترسانتها بما يصل إلى 6700 صاروخ اعتراضي جديد من طراز كويوت، بالإضافة إلى منصات إطلاق ورادارات إضافية بحلول عام 2029، وتطوير نسخ من طراز بلوك 3 بحمولات غير حركية. وفي الوقت نفسه، تستكشف تقنيات أخرى مضادة للطائرات بدون طيار، بما في ذلك أسلحة الطاقة الموجهة وأنظمة الحرب الإلكترونية.
ويُنظر إلى النهج المتعدد الطبقات الذي يتبعه الجيش الأميركي على أنه فعال في معالجة التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات بدون طيار.
يستخدم نظام "كويوت بلوك 2"، الذي تصنعه شركة رايثيون الأمريكية للمقاولات الدفاعية، رأسًا حربيًا شديد الانفجار قادرًا على اكتشاف الطائرات بدون طيار وتدميرها بفعالية. (المصدر: رايثيون) |
المزايا والتحديات الفريدة
ومع ذلك، فإن خطوط الأسلحة الاعتراضية للطائرات بدون طيار التي تستخدمها الولايات المتحدة لها مزاياها وتحدياتها الخاصة.
أسلحة الطاقة الموجهة (DEW) هي نوع من الأسلحة يستخدمه الجيش الأمريكي على نطاق واسع. وهي أسلحة بعيدة المدى تُلحق الضرر بالأهداف بطاقة عالية التركيز دون الحاجة إلى ذخيرة صلبة، بما في ذلك الليزر والموجات الدقيقة وحزم الجسيمات والحزم الصوتية، باستخدام موجات دقيقة عالية الطاقة (HPM).
تتميز أنظمة DEW القائمة على HPM بإمكانية الاستهداف السريع والدقيق مع حمولة ذخيرة غير محدودة نظريًا، مما يجعلها مثالية لتعطيل عدة طائرات بدون طيار في تتابع سريع. كما أنها تُسبب أضرارًا جانبية ضئيلة، ويمكنها التعامل مع تهديدات تتجاوز مدى قذائف المدفعية التقليدية.
في الوقت نفسه، توفر طائرات اعتراض الطائرات بدون طيار الصغيرة مرونةً وقدرةً كبيرتين على التكيف، خاصةً في المناطق الحضرية. فهي قادرة على المناورة لمهاجمة الطائرات بدون طيار عن قرب، مما يسمح بتطبيق استراتيجيات دفاعية في الأماكن الضيقة والمعقدة.
وبالإضافة إلى ذلك، مع القدرة على النشر السريع والعمل بشكل مستقل، يمكن أيضًا توسيع نطاق هذه الطائرات.
ومع ذلك، فإن متانتها غالبًا ما تكون محدودة بعمر البطارية، في حين أن مهاجمة الطائرات الكبيرة سريعة الحركة قد تصبح صعبة للغاية بسرعة.
في السيناريوهات ذات الكثافة العالية، قد تواجه الطائرات الاعتراضية صعوبة في مواكبة أسراب الطائرات الكبيرة والمنسقة، وخاصة ضد طائرات بدون طيار المتطورة بشكل متزايد لدى العدو.
وفي تقرير صدر في سبتمبر/أيلول 2024 عن مركز دراسات الأمن، قالت الخبيرة العسكرية الروسية دومينيكا كونيرتوفا إن الطائرات بدون طيار الكبيرة والصغيرة أظهرت قدرة ملحوظة على التكيف في التطبيقات التكتيكية، مما يجعل الدعم الجوي عالي الكثافة وفعال من حيث التكلفة متاحًا على نطاق واسع.
وتوضح السيدة كونرتوفا كيف يستغل الجيش الأوكراني الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة المتاحة في السوق للتوصل إلى استراتيجيات هجومية مبتكرة ومنخفضة التكلفة.
وأضافت الخبيرة أنه مع ازدياد استقلالية الطائرات المسيرة وتكاملها مع أسلحة أخرى، فإنها قد تُعيد صياغة العقيدة العسكرية والتنظيم العسكري. إلا أنها أكدت أن مساهمتها حتى الآن اقتصرت على تحسينات تدريجية في العمليات العسكرية القائمة، وليست تغييرات جذرية.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)