منذ ولادتي أنا وأخواتي، كان والدي يُسخر منه الجميع، مُعتبرًا إياه "أجمل رجل في العائلة". ولأنه كان يعيش في عائلة مليئة بالنساء والفتيات، كان والدي يُصدر أحيانًا صوت طقطقة لسانه متمنيًا لو كان لديه ابن آخر. لكن والدتي كانت مُصرة على عدم إنجاب المزيد من الأطفال، فاستقر عدد أفراد العائلة عند أربعة.
كان الجميع يظنون أنني وأخواتي كنا مدللين مثل الأميرات، لكن الحقيقة كانت أن والدتي كانت "الأميرة" الأقوى في المنزل.
كان والدي يُدلل زوجته دون قيد أو شرط. مهما كانت رغبة أمي، كان يُلبيها على الفور. حتى لو كان الأمر مُبالغًا فيه، كشراء ذهب أو سيارة، كان يتذكره حتى يشتريه لأمي عندما يتوفر لديه المال الكافي.
في كل عام، يتذكر أبي جميع الأعياد والمناسبات وأعياد الميلاد المتعلقة بأمي. يشتري هدايا لزوجته في كل مناسبة، مما يثير غيرة ابنتيه. حتى أن أبي يسألني كل عام عن عيد ميلادي مرارًا وتكرارًا، لأنه لا يتذكر سوى الشهر، لا اليوم!
كان والداي يناديان بعضهما البعض دائمًا بـ"أنه" و"إم" بلطف. عندما رأيت زوجين مسنين في الشارع يناديان بعضهما البعض بـ"أونغ" و"توي"، انتقدهما والدي لافتقارهما للمودة. وقال إنه كلما طالت مدة عيشنا معًا، زاد تعلقنا وحبنا لنكون قدوة لأبنائنا وأحفادنا.
لطالما مازحتُ أنا وأخواتي بأنه من بين مئة زوجٍ مضى على زواجهما أربعون عامًا، لا يوجد سوى زوجين يُشبهان والدينا، بينما انفصل الباقون في أقل من أربع سنوات، ولم يعد هناك حبٌّ بينهما، ناهيك عن وجود أخٍ أو أخت. لذا انتهز والدي الفرصة ليُعلّمني أنا وأخواتي، مُعلّمًا إيانا أن نُحبّ أزواجنا ونُقدّرهم، وأن نتعلّم من أسلوب عيش آبائنا معًا.
لا بد لي من الاعتراف بأنني أغار أيضًا من سعادة جدّي وجدتي. مع أنني وزوجي نادرًا ما نتجادل، إلا أننا أحيانًا نكره بعضنا البعض بشدة. أما أختي، فبعد خلافها مع زوجها، لا تجرؤ على البوح بأسرارها لوالديها، خوفًا من أن يزيد جدّيها من توبيخها ويفتحا دورةً في السلوك الزوجي.
لكن مهما بلغا من التناغم، تسوء الأمور أحيانًا. أبي حنون وأمي رقيقة. عندما يختلفان، يضيقان ذرعًا ويلتزمان الصمت، ثم يرسلان رسالة لأبنائهما ليتولوا دور الوسيط. في كل مرة يتصالحان، أتساءل أنا وأخواتي كيف استطاعا النوم في نفس السرير كل هذه السنوات، دون أن ينفصلا أو يذهبا إلى مكان آخر. يغمز أبي ويقول إن هذا هو سرّ حفاظهما على زواجهما.
لكن لم يكن أحد يعلم ما سيحدث. فجأة، ظهر اليوم، تلقيتُ أنا وأخواتي رسالة نصية من والدتنا تُعلن فيها أنها سترفع دعوى طلاق غدًا. بالأمس فقط، كنا نستمتع بوجبة عشاء سعيدة معًا، ولكن بعد ليلة واحدة، طرأ تغييرٌ متوتر.
في السابق، كانت والدتي تمزح فقط بشأن الطلاق، أما الآن فهي تتحدث بجدية، مما أخافني أنا وأخواتي. تركت عملي سريعًا وعدت إلى المنزل لأرى ما يحدث. عندما وصلت، رأيت أختي وزوجها جالسين في غرفة المعيشة، يضحكان بشدة لدرجة أنني لم أفهم ما يحدث.
ضحكت أختي حتى احمرّ وجهها، ولم تكفّ عن الضحك إلا بعد دقائق. أخبرني صهري بمصدر رسالة أمي المفاجئة، واتضح أن السبب كان المرحاض!
المشكلة هي أن منزل والديّ بُني منذ زمن بعيد، وبعد عقود، أصبحت دورات المياه في كلا الطابقين قديمة. مرحاض حمام والديّ عالق منذ شهرين. لم يعتقد جدّاي أن المشكلة خطيرة، لذلك لم يُصلحاها أو يُبدّلاها. اكتفيا بتذكير بعضهما البعض بالانتظار بعد استخدام المرحاض للتحقق من وجود أي تسرب مياه.
بسبب هذه الحادثة، ارتفعت فاتورة المياه لوالديّ قليلاً في مايو الماضي. لم تتجاوز بضع عشرات الآلاف، لكنها كانت باهظةً بالنسبة لشخصٍ مسن. حزنت والدتي على المبلغ، فطبعت ورقةً وألصقتها على باب المرحاض لتذكير والدي بالانتباه إلى تسربات المياه بعد استخدام المرحاض.
للأسف، والدي يبلغ من العمر 60 عامًا، وبصره ضعيف، ونسيانه كثير. استيقظ الليلة الماضية للذهاب إلى الحمام ونسي أن ينظر إلى ورقة التذكير، فظل الماء من خزان المرحاض يتدفق إلى الحوض. عندما استيقظت والدتي في الصباح واكتشفت ذلك، غضبت بشدة، ونظرت إلى الساعة ورأت أن مترين مكعبين من الماء قد أُهدر، فوبخته من الصباح حتى الظهر.
أصيب والدي بصداع من كثرة الكلام، فانفعل. بعد بضعة نقاشات، لم تزد أمي على ذلك. أرسلت لي ولأختي رسالة تخبرها فيها أنها ستقاضيها غدًا.
بعد سماع القصة كاملةً، لم أعرف إن كنتُ أضحك أم أبكي. تلك الحادثة البسيطة أغضبت أمي بشدة من أبي لدرجة أنها أرادت الطلاق في سن الستين. بعد بضع نصائح، هزت أمي رأسها. قالت إنها تحملته لعقود، وأن عاداته السيئة الصغيرة التي تكررت هي ما أزعجها. إذا ذكّرته، كان أبي يقول إنه يتحدث كثيرًا، وإن لم تفعل، كانت أمي تغضب. كما لامته أمي على تسريب الماء للمرة الثانية هذا الأسبوع، وانتقدته لإهماله الشديد وعدم استماعه لزوجته وإهداره المال على "الموارد البيئية".
الآن، لا تزال والدتي تُكافح لكتابة أوراق الطلاق بخط اليد، مما يُجبر أختي على تحميل النموذج عبر الإنترنت لنسخه! أتفهم طباع والديّ، لذا لا أتدخل أكثر، وأقول لأخي وأختي أن يتركاهما يفعلان ما يحلو لهما. مهما حدث، ستعود والدتي إلى والدي بعد نصف أوراق الطلاق!
[إعلان 2]
المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/me-toi-doi-ket-thuc-hon-nhan-o-tuoi-60-chi-vi-cai-bon-cau-172240701131313529.htm
تعليق (0)