إن كتاب مسار التأمل هو عبارة عن مجموعة من محاضرات أوشو في دورة التأمل التي قادها، والتي أقيمت على مدى ثلاثة أيام في تلال ماهاباليشوار، ولم تساعد فقط في فهم التأمل ولكن أيضًا في التوجيه لاستعادة التوازن والإيقاظ ولمس العالم الداخلي.
تم نشر كتاب "مسار التأمل" بواسطة First News وDan Tri Publishing House.
يفتتح الكاتب أوشو كتابه بعبارة عميقة: "ليس كل شخص مستنيرًا حقًا، وليس كل شخص يرغب في اكتشاف الحقيقة. معظمنا ينجرف في الحياة، غارقًا في الالتزامات والطموحات والرغبات الفاترة دون أن نتوقف حقًا لنسأل أنفسنا: من أنا؟ ما هو هدف هذا الوجود؟ نعيش في حالة جمود، وفقًا لأنماط محددة مسبقًا، لكن نادرًا ما نمتلك الشجاعة الكافية للتعمق في وعينا والتساؤل عن وجودنا."
التأمل هو تحرير الجسم من الانسدادات.
في كتاب "طريق الزن" ، يُبدد أوشو العديد من المفاهيم الخاطئة حول التأمل، وخاصةً فكرة أنه حالة يمكن بلوغها بالجهد أو الانضباط الذهني. يرى أوشو أن التأمل ليس إجبارًا للعقل على الصمت، ولا وسيلةً للوصول إلى حالةٍ مُحددة. بل على العكس، هو تركٌ للأمور، عمليةٌ من المراقبة الطبيعية، حيث يسمح المرء للأمور بالحدوث دون تدخل، أو حكم، أو تمسك، أو مقاومة.
التأمل عند أوشو ليس مجرد جلوسٍ ساكنٍ وعيناك مغمضتان، بل هو حالةٌ للكائن الحي بأكمله. الجسد جزءٌ من التأمل أيضًا. ينصح أوشو بأنه قبل التأمل، يحتاج المرء إلى جسدٍ نقيٍّ، خالٍ من الدوافع المكبوتة. فالمشاعر المكبوتة والتوترات المتراكمة تُشكّل حواجز تمنع المرء من التعمق في ذاته. لذا، فإن جزءًا مهمًا من التأمل هو تحرير الجسد من العوائق، والعيش حياةً طبيعيةً دون كبت.
أكد أوشو: "أعظم إبداعات الإنسان هي ذاته، وعيه بذاته. أي شيء آخر يُبدعه لن يكون ذا قيمة تُذكر، سيكون كالرسم على الماء. أما ما يُبدعه في داخله فسيكون كالنقش على الحجر: لا يُمحى أبدًا، وسيبقى معه إلى الأبد".
المعلم الروحي أوشو - مؤلف كتاب الطريق إلى التأمل
من أهم النقاط التي يؤكد عليها أوشو أنه لا توجد صيغة واحدة تناسب الجميع للتأمل. على كل شخص أن يجد مسارًا يناسبه. يجد البعض التأمل في الصمت، والبعض الآخر في الحركة، أو في الموسيقى ، أو حتى في الأنشطة اليومية. الأهم هو أن تكون حاضرًا بكامل طاقتك في كل لحظة.
في عالم مضطرب حيث يبحث الناس باستمرار عن السعادة في الخارج، يعد التأمل بمثابة تذكير بأن كل ما نبحث عنه كان موجودًا دائمًا هنا، بداخلنا.
"الطريق إلى الزن" ليس مجرد دليل تأمل، بل دعوة للتوقف في خضم حياة راكدة، لننصت إلى ذواتنا، لنرى ما وراء الأوهام، ونعود إلى ذواتنا الداخلية. في النهاية، ليس للتأمل غاية، ولكن بالتخلي عنه والتواجد الكامل فيه، نجد كل الحلول عندما نشعر بالضياع.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/mo-canh-cua-duong-vao-thien-theo-cach-cua-bac-thay-osho-185250311152035067.htm
تعليق (0)