ينبغي على المعلمين أن ينظروا إلى الطلاب كأبنائهم.
من البديهي أن الآباء والأمهات في المنزل لا يزالون يُعظون أطفالهم ويُواسونهم غريزيًا، مهما بلغ تدليل الطفل أو فساده أمامهم، فكل والد مستعد لمسامحة أطفاله واحتضانهم وحمايتهم. وهل يُعقل ألا ينظر المعلمون إلى طلابهم كأبنائهم الحقيقيين، فيتحلوا بالصبر والتسامح والمثابرة والتسامح مع أخطائهم؟
يُشبَّه سن المدرسة بـ"الشيطان الأول، الشبح الثاني، الطالب الثالث". ليس بسبب نقص الطعام، بل لإيجاد طرق لسرقة الجوافة والمانجو، ثم التباهي بها أمام بعضهم البعض، والتشارك. ليس بسبب الجوع، بل لمضغ الكعك سرًا، ومص الحلوى تحت الطاولة، والقلق الشديد من اكتشاف المعلمين. ليس "الأخ الأكبر" أو "الأخت الكبرى" في المدرسة، بل فجأةً في يومٍ ما، عندما يواجهون نظراتٍ استفزازية أو مواقفَ متعجرفة من زملائهم، يتدفق "دمٌ بطولي" فجأةً، ويندفعون للمصارعة...
لا يقتصر دور المعلمين على نقل المعرفة فحسب، بل يمكنهم أيضًا اعتبار الطلاب بمثابة أبنائهم.
يجب علينا نحن الكبار أن نفهم ونتعاطف مع حمق سن المدرسة، وشقاوة البلوغ، وتهور الشباب. أحيانًا لا يعرف الأطفال أنفسهم لماذا في تلك اللحظة، في تلك اللحظة، يثور غضبهم، فيسارعون إلى ضرب أصدقائهم، والجدال مع معلميهم. بعد مرورهم بفترة من أزمة في الإدراك والسلوك، يكتشفون تلقائيًا أين أخطأوا، وأي سلوك أضرّ بالآخرين... المهم هو أن نمنح الأطفال فرصة الاعتراف بأخطائهم، ونوفر لهم الظروف المناسبة للتغيير وتصحيح أخطائهم.
كلما ازدادت الحياة العصرية، ازداد العالم الافتراضي انفتاحًا. تنتشر الأمور الجيدة ببطء، بينما تتجلى الأمور السيئة بسهولة أكبر للأطفال، لذا يحتاج الأطفال أكثر من أي وقت مضى إلى رعاية جيدة من والديهم لمرافقتهم في نموهم الآمن. ويحتاج الأطفال إلى الحب والمشاركة من المعلمين لدعمهم وتوجيههم وإرشادهم لينموا نموًا راسخًا.
"الفطرة البشرية طيبة بطبيعتها"، فلا يوجد طفل شقي أو عنيد أو متمرد أو متكبر حقًا إلا لسبب خفي. هذه الشخصية، وهذا السلوك، وهذا الموقف المتمرد، كلها تنبع من عدم استقرار عميق في عقل الطفل، ومن أزمات نفسية حادة، وأيضًا من تأثير الأسرة المفككة، ومن نظرات الأقران التمييزية والمحتقرة...
عند التواصل مع الطلاب، والاستماع إلى القصص وراء قصص الآباء أو المعلمين في مكان العمل المحلي، واجهنا عددًا لا يحصى من القطع الحزينة حول التغيير المفاجئ في اتجاه الطفل نحو الأسوأ، والتي تشرح السلوك المتهور للطلاب، مما جعلنا نشعر بالشفقة والشفقة والقلق الذي لا نهاية له.
كان هناك طالبٌ، كان مراقبًا نموذجيًا للفصل، تغيّب فجأةً عن المدرسة وهرب. عندما رافقته والدته إلى باب الفصل، جلس منحنيًا على المكتب، غير مكترثٍ بالدراسة. في ذروة غضبه، صرخ الطالب على المعلم، ثم حمل حقيبته بهدوء وغادر الفصل. بعد أن لم تُجدِ التذكيرات والتهديدات نفعًا، لمحتُ عينيه الحزينتين تنظران من النافذة.
سألتُ في الصف، فاكتشفتُ أن والديها قد أنهيا للتو إجراءات الطلاق، وأنها تعيش مع والدتها، ويبدو أن مرارة الأم واستيائها من زوجها تحوّلا إلى تذمّر وصراخ طوال اليوم على ابنها الذي يكبر. إن تفكك الأسرة وتفكك المنزل يُشكّلان ألمًا عميقًا، وهي الآن على وشك الوقوع في فخّ سلوكيات الكبار الخاطئة. إن قراري بمقابلة الأم وتبادل الأسرار كصديقتين، ثم إيجاد فرصة للتحدث مع الطالبة، وطلب المزيد من الأصدقاء المقربين في الصف للاعتناء بها ورفع معنوياتها، هو السبيل الوحيد لمساعدة طالبتي على تجاوز الصدمة تدريجيًا وتصبح طالبة.
فهم الظروف العائلية للطلاب
هناك حالاتٌ أكثر صعوبةً حيث يؤثر القدوة السيئة للوالدين على سلوك الأطفال العنيف. فوجئتُ ذات مرةٍ برؤية طالبٍ أسبوعيًا يضرب صديقه، أو يُسقطه، أو يُسقطه أرضًا. تلقيتُ مكالمةً هاتفيةً من أحد الوالدين يشكو فيها من تعرّض طفله للتنمّر، فاتصلتُ بوالدي الطفل، وعلمتُ بالوضع العائلي الصعب لطالبٍ ذي شخصيةٍ قوية: أبٌ كثيرُ الثمالة، وكثيرُ الضرب لأطفاله، وأمٌّ غادرت المنزل مع رجلٍ في الحي...
يحتاج المعلمون إلى التعرف على الظروف العائلية لطلابهم لفهمهم بشكل أفضل.
رسم توضيحي: DAO NGOC THACH
بسؤال المزيد من الطلاب في الصف، علمتُ أن الأطفال غالبًا ما يُسيءون إلى أصدقائهم بعبارات قاسية: "ابن السكير"، "الشيطان المُدمر للقرية"... دهشتُ من طريقة استخدام الأطفال للكلمات القاسية في توجيهها لأصدقائهم. الأطفال ليسوا مُخطئين في قصة الكبار، لكن سلوك الحشد المُحيط بهم اللامبالي والقاسي قد يُغرق الفرد تمامًا في هاوية الأخطاء المُستمرة. وحاولتُ كبت غروري بدلًا من مُعاقبة الطلاب بقسوة كما في السابق.
كثر الحديث مع ذلك الطالب، وزاد مدحي له على غرس الأشجار، والعناية بأحواض الزهور، أو تكليفه ببعض المهام كإطفاء المروحة والأنوار في الفصل، بالإضافة إلى شكري، من حدة صوته. تظاهرتُ بأنني أطلب منه الذهاب إلى غرفة الفريق لإحضار دفتر الفصل، وقلتُ لزملائي أن يتعاطفوا مع حالته، وأن يتجنبوا تمامًا الانتقاد والسخرية وإثارة العداء. كما طلبتُ من أولياء أمور بعض الطلاب "المتعصبين" أن ينصحوا أبناءهم ويذكروهم...
إن تعليم وتأديب طفل يحاول التصرف بلا مبالاة تجاه الحياة عمل شاق للغاية. ولكن عندما يُقدم المعلمون ما يكفي من الحب، سيحصلون على هدية ثمينة تتمثل في علاقة المعلم بالطالب. بتغيير وجهة نظرهم تجاه سلوك الطفل غير المعتاد، وفهم السبب، وإيجاد حلول أكثر إيجابية لتأديبه، قد يتمكن المعلمون من التأثير على الطالب الذي يُسبب لك صداعًا يوميًا بسبب انتهاكه المستمر لقواعد المدرسة... يجب على المعلمين أن يفتحوا قلوبهم ليكونوا أصدقاء لطلابهم.
صحيفة ثانه نين تفتتح منتدى "السلوك المتحضر في المدارس"
ردًا على السلوك المثير للجدل للطلاب والمعلمين في الصف السابعC من مدرسة فان فو الثانوية (بلدية فان فو، منطقة سون دونغ، مقاطعة توين كوانغ )، افتتحت Thanh Nien Online منتدى: "السلوك المتحضر في المدارس" على أمل تلقي المشاركات والخبرات والتوصيات والآراء من القراء للحصول على رؤية كاملة وشاملة؛ مساعدة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور على اتباع سلوك متحضر ومناسب في البيئة المدرسية الحالية.
يمكن للقراء إرسال مقالاتهم وتعليقاتهم إلى thanhniengiaoduc@thanhnien.vn. ستُمنح المقالات المختارة للنشر حقوق الملكية الفكرية وفقًا للوائح. شكرًا لمشاركتكم في منتدى "السلوك المتحضر في المدارس".
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)