
من البيوت الصغيرة انتشرت الأغاني الشعبية بين الغابات الكبيرة
في كل عطلة نهاية أسبوع، يتحول منزل الحرفي الصغير "ثي بي أون" إلى فصل دراسي خاص، حيث تغنى النفوس الشابة أغاني "م'نونغ" الشعبية، بوضوح مثل ندى الصباح على أوراق الغابة.
لا سبورة ولا طباشير، لا يوجد في "قاعة الدرس" سوى حصيرة مفروشَة في وسط المنزل، ومعلمةٌ مميزةٌ قضت أكثر من نصف حياتها تُقدّر كل أغنية شعبية ككنز. تُغني أولًا بصوتٍ دافئٍ عميق، وكل جملةٍ وكل كلمةٍ مُشبعةٌ بالذكريات وحب الهوية الوطنية. يستمع الأطفال، ثم يُغنّون معها بتردد، أحيانًا بإيقاعٍ غير مُتناغم، وأحيانًا أخرى بكلماتٍ غير مُكتملة، لكن عيونهم تُشرق حماسًا وترقبًا. الأغاني التي تُعلّمها هي موسيقى وجزءٌ من الحياة الروحية لشعب المينونغ، مثل: أغاني الاحتفال بموسم الأرز الجديد، وتحية إله الغابة، وألحان الترحيب بالضيوف الكرام في القرية...
في كل أغنية، تُخبر الأطفال بلطف عن أسلافهم، وعن الأرض الزراعية، وعن الود في المجتمع. أسلوبها التعليمي بسيط ولكنه عميق، ليس مُلهمًا أو مُستلهمًا من الكتب، بل مليء بالمشاعر الحقيقية، بفخرٍ مُتقد. قالت السيدة ثي بي أون: "آمل أن يتعلم الأطفال الغناء، ويفهموا كلمات الأغاني، ثم يُعلّموها لأبنائهم وأحفادهم في المستقبل. إن توقف غناء الأغاني الشعبية، سيكون بمثابة فقدان جزء من الأمة...".
أصبح العديد من الأطفال أكثر تعلقًا بلغة المينونغ وهويتهم الخاصة بعد أن تعلموها على يد السيدة ثي بي أون. قالت ثي في (١٢ عامًا): "علمتني الفنانة ثي بي أون أغاني عن الترحيب بالربيع، وآلهة الغابة، والترحيب بالضيوف... أجد الأغاني الشعبية جميلة ومميزة للغاية. أتمنى لو أستطيع الغناء مثلها في المستقبل لأتمكن من الغناء في أماكن عديدة."
لا ينبغي للمعلم الثقافي أن يُدرّس لمجرد التدريس، بل عليه أن يُدرك تمامًا أن ما يُقدّمه هو قيمة المجتمع بأسره. لذلك، ورغم كبر سني، ما زلتُ أتعلم باستمرار، وأتبادل الخبرات مع فنانين آخرين، وأُسجّل كل كلمة ولحن بعناية لأتمكن من تدريسهم بشكل منهجي وعميق.
الفنانة ثي باي أون
الحفاظ على القلب وحب الثقافة
لا تقتصر مهمة الحرفية ثي باي أون على تعليم أطفال القرية فحسب، بل تُعدّ أيضًا وجهًا مألوفًا في مسابقات الفنون على مستوى البلديات والمناطق. في كل مرة تُشارك فيها، تُعبّر عن فخرها العميق بثقافة المونونغ، وتُقدّم عروضها الفنية وتُنشر هذا الحبّ بين الناس.
علق السيد تريو فان توات، رئيس قرية نجانج لو، قائلاً: "السيدة تي بي أون شخصيةٌ مثالية، تُحب الثقافة الوطنية حبًا جمًا. فهي لا تُجيد الغناء فحسب، بل لديها أيضًا شغفٌ بنقلها. تُكن لها القرية بأكملها الاحترام، وتعتبرها قدوةً يُحتذى بها لأبنائها وأحفادها."
عند النظر إلى السيدة ثي باي، جالسةً بين الأطفال، وعيناها تلمعان فرحًا عندما يغني طفلٌ في الوقت المناسب، أو تبتسم بفخرٍ عند سماع الأغنية الشعبية ترتفع في هدوء الظهيرة، يُدرك المرء أن ما تفعله ليس فقط "لتمرير النار"، بل أيضًا للحفاظ على روح الأرض وروح الشعب. تلك الألحان، لولا أمثالها، لكانت قد اندثرت تدريجيًا في غياهب التحديث.
أغاني المينونغ الشعبية، في رأيها، ليست مجرد كلمات، بل هي حياة. إنها ترافق شعب المينونغ من لحظة ذهابهم إلى الحقول إلى لحظة احتفالهم بالأرز الجديد، من التهويدات إلى الغناء على جرة من نبيذ الأرز. قالت السيدة ثي باي أون: "غناء الأغاني الشعبية أشبه بالتنفس. إن لم تغنِ، تشعر بالفراغ. وعندما تغني، تشعر وكأنك تعود إلى ذاتك."
بالنسبة للحرفية ثي باي أون، فإن الحفاظ على الثقافة التقليدية ونشرها هو رحلة مستمرة وصامتة ولكن محبة تتجلى في كل نغمة موسيقية، وكل نظرة، وكل درس غناء صغير ولكن دافئ.
المصدر: https://baolamdong.vn/nguoi-truyen-lua-dan-ca-m-nong-o-duc-an-382994.html
تعليق (0)