كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري. الصورة: توان فونج
بدأ المهندس المعماري أرنولفو دي كامبيو بناء كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري (بالإيطالية: Duomo di Firenze) عام 1296. كُلِّف ببناء الكاتدرائية وأشرف عليه دار أوبرا الكاتدرائية، وهي منظمة مدنية تابعة لجمهورية فلورنسا، بدعم مالي كبير من عائلة ميديشي، أقوى العائلات وأكثرها رعايةً في ذلك الوقت.
بعد فترة بناء رئيسية استمرت 140 عامًا (1296-1436)، اكتمل بناء الكاتدرائية، وكانت القبة أهم مكوناتها النهائية. واستمر استكمال الواجهة والتفاصيل الداخلية لعدة قرون أخرى.
بطول يزيد عن 153 مترًا، وعرض 90 مترًا عند منطقة القبة، وبرج جرس بارتفاع 85 مترًا، تُبهر كنيسة سانتا ماريا ديل فيوري ليس فقط بضخامتها، بل أيضًا بهندستها المعمارية التي تجمع بين الطراز القوطي وعصر النهضة. من الخارج، صُنعت واجهتها من الرخام الأزرق والأبيض والوردي، وهي الألوان المميزة لمنطقة توسكانا. أما داخل الكنيسة، فتتميز بمساحة أنيقة وعميقة، تعكس الفكر التقدمي والروح الإنسانية لتلك الحقبة.
الميزة الأبرز في الكاتدرائية هي القبة، وهي تحفة فنية من إبداع فيليبو برونليسكي، بُنيت بين عامي 1420 و1436. بقطر يقارب 46 مترًا وارتفاع 114 مترًا، تُعد هذه القبة أكبر قبة مثمنة من الطوب في العالم حتى الآن. بُنيت القبة بدون استخدام سقالة رئيسية، ولكن بفضل تقنية القفل الحلقي ونظام البكرة المتطور الذي ابتكره برونليسكي نفسه، غيّرت هذه التقنية أساليب البناء الأوروبية. داخل القبة، توجد لوحة "الدينونة الأخيرة" للفنانين جورجيو فاساري وفيديريكو زوكاري، وهي واحدة من أكبر اللوحات الجدارية في العالم ، وتغطي مساحة تزيد عن 3600 متر مربع.
يمكن القول إن كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري هي ثمرة مثابرة وإبداع وموهبة أجيال عديدة من الحرفيين والمعماريين الفلورنسيين، مما خلق رمزًا رائعًا لفن عصر النهضة. إنه عملٌ عظيم يُجسّد الفن والعلم والإيمان.
اصعد الـ 463 درجة إلى قمة القبة، واستمتع بإطلالة بانورامية خلابة على فلورنسا، حيث ينتصب جسر بونتي فيكيو برشاقة على نهر أرنو. ورغم اختلاف وظائفهما، تُشكل سانتا ماريا ديل فيوري وبونتي فيكيو ثنائيًا مثاليًا من حيث المشهد الحضري والتاريخ والقيمة السياحية.
المصدر: https://hanoimoi.vn/nha-tho-santa-maria-del-fiore-vien-ngoc-quy-cua-florence-705422.html
تعليق (0)