الرسم التوضيحي: دانج هونغ كوان
وضعتُ حقيبتي أمام الفناء، حيث تقشر الرصيف الإسمنتي وتحول إلى حفرة، ونظرتُ إلى المنزل الذي دمرته العاصفة، مائلًا ومشوّهًا. تشابكت الشقوق القديمة والجديدة على الجدار، تمامًا مثل نقوش يدي والديّ. متعرّقة ومتصلبة. تدفقت مشاعر غريبة ومألوفة، غشّت عينيّ.
نظرت حولي، كانت أصيصة نبات البونسيتة التي يملكها والدي لا تزال في سلام بجوار الدرجات.
منذ وفاة والدي، أصبح منزلي خاليًا إلى أجل غير مسمى. الشرفة التي كان والدي يجلس فيها ويدخن سرًا أصبحت مهجورة. التلفزيون الذي كان والدي يشاهد الأخبار بجوار النافذة لم يعد يعمل. المقعد الحجري في الفناء، حيث كنا أنا ووالدي نجلس ونحتسي القهوة عندما نكون أحرارًا، أصبح الآن مغطى بغبار ناعم. أينما نظرت، أشعر بحزن غريب.
يوم عاصف
قبل العاصفة، كان منزلي رمزًا للحي بفضل هندسته المعمارية المميزة لتسعينيات القرن الماضي، حين شاع استخدام أحجار صغيرة لتغطية الجدران. علّق والدي عدة أصص من زهور الأوركيد على الجدارين المكسوّين بالحجر، وفي كل مرة تُزهر فيها، تبدو وكأنها تنمو على حصى جاف.
وضع أبي أيضًا طاولات وكراسي حجرية تحت الشرفة. في المساء، كان يحب أن يُشعل أضواء الفلورسنت في الفناء، ويرتشف قهوته الساخنة، ويناقش شتى الأمور. بدت ابتسامة أبي الصادقة كأنها تُنير المنزل بأكمله.
ما زلت أذكر أيام حرارة الشمس، كنا نرتدي قبعات مخروطية، ونحمل دلاء بلاستيكية إلى البركة في الحقل لجمع الطين لزراعة اللوتس، فنتسخ. أو كلما خرجنا في نزهة، ونرى مكانًا به أزهار جميلة، كنا نوقف السيارة ونشتري و"نتوسل" بعض الأغصان لزراعتها.
بمجرد جمع القليل من كل ركن، فجأةً، أصبحت الزاوية الصغيرة من الفناء بحرًا من الزهور متعددة الألوان. كما ذهب أبي لشراء المزيد من خيوط الأضواء الوامضة لتعليقها على السياج الأمامي، حيث كانت هناك مجموعة من زهور الجهنمية البيضاء والوردية.
قال أبي إنه كلما جلستُ هنا أشرب القهوة، أشعر وكأنني في مقهى رائع. ابتسمتُ عندما سمعتُ ذلك.
يمكن القول إن كل غصن عشب في زاوية الفناء الأمامي نما بفضل مدخرات الأب والابن الحثيثة على مدى اثني عشر عامًا. ومع ذلك، جاءت العاصفة...
يوم العاصفة
هبت العاصفة. هبت الرياح واقتلعت شجرة المانجو المجاورة للبئر. ومن خلال الشق الصغير في الباب، قالت أمي إن سقف العم ثانه الحديدي المموج قد جرفته العاصفة إلى الحقل، مغطيًا الأرز المشبع بالمياه. لم تصمد الحديقة خلف المنزل أمام العاصفة أيضًا. سقطت أشجار الموز المتعفنة نصفين. وتمزقت التعريشة التي زرعها والدي. لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل، وقد كانت مزدهرة قبل لحظات.
غمرني شعورٌ بحزنٍ لا يُوصف. لذا شمّرتُ عن ساعديّ بسرعة. نظّفتُ الأنقاض. بنيتُ سياجًا، وأعدتُ غرس الأشجار. استخدمتُ الحبال لربط جذوع الموز. رفعتُ تعريشةً مؤقتةً إلى شجيرات التفاح النجمي خلف المنزل. جلستُ هناك أمسح العرق عن جبيني، فتذكرتُ فجأةً عواصف طفولتي، عندما كانت يدا أبي تحمينا من السماء.
في تلك اللحظة، تذكرتُ فجأةً استخدام كلماتٍ باللغة الإنجليزية، مثل "المنزل" و"البيت". بالنسبة لي، هذا المنزل ليس مجرد مكانٍ للعيش، بل هو عشٌّ، مكانٌ تترسخ فيه ذكرياتٌ لا تُحصى من حياة والدي.
سأعتني بشجيرات الزهور الصغيرة لأبي، لتنمو من الصخور ألوانًا جميلة. وأيضًا لأكون سندًا لأمي، لأساعدها على تجاوز متاعب الحياة بسلام.
الجميع يريد أن يكون له منزل حيث تتوقف العاصفة عند الباب...
[إعلان 2]
المصدر: https://tuoitre.vn/noi-bao-dung-sau-canh-cua-20240915094127196.htm
تعليق (0)