الحل الأساسي لمنع خطر الانحطاط الأخلاقي لدى الطلاب هو فهم الفلسفة التربوية القائمة على "تعلم الآداب أولاً، ثم تعلم الأدب"، مع الأخذ في الاعتبار الأخلاق كأساس حقيقي في بناء برنامج التعليم العام الحالي ومحتواه.
نالت ورشة العمل "التعليم الأخلاقي لطلبة المرحلة الثانوية - الوضع الحالي والحلول" اهتمام العديد من الخبراء والمعلمين. |
عقد اتحاد جمعيات العلوم والتكنولوجيا في فيتنام (اتحاد جمعيات فيتنام) بالتعاون مع معهد التعاون التنموي التعليمي صباح اليوم (25 أكتوبر) في هانوي ورشة عمل حول "التعليم الأخلاقي لطلاب المدارس الثانوية - الوضع الحالي والحلول".
الأخلاق هي أصل الإنسان
في كلمته الافتتاحية، قال الأستاذ المشارك، الدكتور فام كوانغ ثاو، نائب رئيس اتحاد منظمات الصداقة الفيتنامية، إن العم هو أكد مرارًا وتكرارًا أن الأخلاق هي أساس بناء الإنسان. وبناءً عليه، فهي أساس تنمية القدرات وغيرها من صفات الشخصية. والسبيل الرئيسي لتكوين الأخلاق هو من خلال التعليم والأنشطة اليومية. أما بالنسبة للمدارس العامة، فإن التربية الأخلاقية للطلاب هي أهم مهمة.
في السنوات الأخيرة، أصبحت ممارسة التربية الأخلاقية للطلاب مثار قلق قطاع التعليم والمجتمع بأكمله. وقد أثارت حالات انتهاك الأخلاق ونمط الحياة والقانون قلقًا بالغًا لدى الرأي العام وغضبًا شديدًا إزاء حالة الانحطاط الأخلاقي والتدهور الذي يعاني منه الطلاب. ومن أسباب ذلك أن المدارس العامة اليوم تركز فقط على تدريس الثقافة، ولا تولي أهمية كافية للتربية الأخلاقية.
في ظل هذا الواقع، يأمل الأستاذ المشارك الدكتور فام كوانغ ثاو أن يجمع المؤتمر آراءً ووجهات نظر متعددة الأبعاد من الخبراء والعلماء في مجال التعليم، ليُقدم حلولاً للوقاية من خطر الانحطاط الأخلاقي للطلاب، بالإضافة إلى توصيات للجهات المعنية بشأن آليات وسياسات وأساليب الإدارة والتعليم لإيجاد حلول فعّالة وعملية.
من وجهة نظره، أكد الأستاذ المشارك، الدكتور تو با ترونغ، من معهد أبحاث التعاون التنموي التعليمي، أن التربية الأخلاقية لطلاب المرحلة الثانوية اليوم لها أهمية خاصة في بناء شخصياتهم ونموهم الشامل. فهي تساعد الطلاب على فهم القيم الأخلاقية وترسيخها، مما يؤدي إلى بناء شخصية ونمط حياة صحيين.
سيتمكن الطلاب الذين يتلقون تعليمًا أخلاقيًا من التصرف السليم في مختلف المواقف، مما يُنمّي مهارات التواصل والعمل الجماعي. وهذا أمر بالغ الأهمية لبناء العلاقات الاجتماعية والعمل بفعالية في المجتمع. وفي الوقت نفسه، يُساعد تعليم الأخلاق على الوقاية من السلوكيات السلبية كالعنف المدرسي والغش، وغيرها. وهكذا، يُساعد تعليم الأخلاق في مرحلة مبكرة الطلاب على أن يصبحوا مواطنين صالحين، يتمتعون بحس المسؤولية تجاه مجتمعهم ووطنهم.
وفقًا للأستاذ المشارك، الدكتور تو با ترونغ، تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة الانحطاط الأخلاقي لطلاب المرحلة الثانوية، مع العديد من الانتهاكات الخطيرة التي تُشير إلى انحطاط أخلاقي ونمط حياة. وقد برزت حالات إهانة الطلاب للمعلمين في بعض المناطق. وأكد السيد تو با ترونغ: "هذه علامات تجاوز للحدود الأخلاقية الاجتماعية، وهي مُقلقة وتُثير غضبًا عامًا". لذلك، من الضروري حلّ هذه المشكلة بشكل جذري وفوري ودون تأخير.
ألقى الأستاذ المشارك الدكتور فام كوانغ ثاو الكلمة الافتتاحية للورشة. |
فهم كامل للفلسفة التربوية القائلة "تعلم الآداب أولاً، ثم تعلم الأدب"
قال الأستاذ المشارك، الدكتور تران دينه توان (من معهد أبحاث التعاون في مجال التنمية التعليمية)، إن حالة الطلاب المخالفين للأخلاقيات والقانون في السنوات الأخيرة أثارت قلقًا عامًا. وقد ازداد عدد المخالفات، وشملت جميع الأعمار والمستويات التعليمية، وبلغت حدّها الخطورة. ومن بين هذه المخالفات إدمان المخدرات، والمساعدة في تجارة السلع المحظورة... وعلى وجه الخصوص، تُعدّ حالة التدهور الفكري، وفقدان الثقة، واللامبالاة، والانحلال الأخلاقي، والانحراف عن المألوف لدى فئة من الطلاب، أخطر المخاطر اليوم.
في مواجهة هذا الوضع، اقترح الأستاذ المشارك، الدكتور تران دينه توان، حلولاً جذرية للوقاية من خطر الانحطاط الأخلاقي لدى الطلاب. ومن أبرز هذه الحلول: تحويل المدارس إلى مراكز حقيقية للتربية الأخلاقية للطلاب؛ وتحديد غرض ووظيفة عملية التربية الأخلاقية والشخصية للطلاب في المدارس بوضوح؛ وتطوير البرامج التعليمية، وزيادة وقت ومواد التربية الأخلاقية في المدارس؛ وتطوير محتوى التربية الأخلاقية لكل صف دراسي ولكل مستوى تعليمي بما يتناسب مع العمر؛ وتنويع أساليب وأشكال تنظيم التربية الأخلاقية في المدارس.
أكد الأستاذ المشارك، الدكتور تران دينه توان، قائلاً: "إن تحسين جودة التربية الأخلاقية والوقاية من خطر الانحطاط الأخلاقي لدى طلاب المرحلة الثانوية في ظل الظروف الراهنة يُعدّ مهمةً ملحةً لجميع المدارس الثانوية وقطاع التعليم بأكمله. والحل الجذري للوقاية من خطر الانحطاط الأخلاقي لدى الطلاب يكمن في الفهم العميق للفلسفة التربوية القائلة "تعلم الآداب أولاً، ثم تعلم الأدب لاحقًا"، مع الأخذ بالأخلاق كأساسٍ حقيقيٍّ لبناء برنامج ومحتوى التعليم العام الحالي".
أعرب الأستاذ المشارك، الدكتور فام فيت فونغ، من جامعة هانوي الوطنية للتربية، عن رأيه، مؤكدًا أن التربية الأخلاقية محتوى أساسي في المدارس، إذ تُسهم في بناء شخصية متكاملة للطلاب. ولتحقيق ذلك، لا بد من استخدام أساليب وأساليب تنظيمية متنوعة وجذابة، تتناسب مع الخصائص النفسية لأعمار الطلاب. ويُعدّ البحث في نظرية وممارسة التربية الأخلاقية وأسلوب الحياة لطلاب المرحلة الثانوية في الوقت الراهن أمرًا ملحًا وضروريًا لإيجاد تدابير تربوية فعّالة للحد من السلوكيات المنحرفة لدى الطلاب وتحسين جودة التعليم العام.
وفقا للأستاذ المشارك الدكتور فام فيت فونج، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سلوكيات منحرفة في الأخلاق وأسلوب حياة الطلاب (بسبب الخصائص النفسية للعمر؛ بسبب العوامل العائلية؛ تطور الإنترنت والشبكات الاجتماعية؛ بسبب آليات السوق والعولمة ...).
لذلك، من الضروري استخدام أساليب وأشكال تنظيمية متنوعة وجذابة تناسب الخصائص النفسية للطلاب. وعلى وجه الخصوص، ينبغي على المدارس التنسيق مع الأسر والجهات المعنية والهيئات والمنظمات المحلية للكشف الفوري عن السلوكيات المنحرفة داخل المدرسة وخارجها، بهدف اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب للوقاية منها وتصحيحها.
في معرض تقديمه للحلول، أشار الأستاذ المشارك الدكتور فام فيت فونغ إلى ضرورة تعزيز قدرات التربية الأسرية. وينبغي على قطاع التعليم إعداد وثائق حول التربية الأسرية، والأخلاقيات، وأنماط الحياة التقليدية والحديثة في العالم المتحضر، ليتمكن الطلاب وأولياء الأمور من الرجوع إليها.
في الوقت نفسه، ينبغي تحسين جودة التعليم المدرسي. يؤكد العلم والممارسة أن أفضل طريقة لتثقيف الطلاب حول الأخلاق وأسلوب الحياة هي تدريس المواد العلمية، مما يُحسّن قدراتهم المعرفية والتفكير المستقل. وفي الوقت نفسه، ينبغي تحسين جودة تدريس العلوم الاجتماعية والأخلاق والتربية المدنية والتاريخ، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحسين جودة وفعالية التنسيق بين الجهات التعليمية، وبناء علاقات وثيقة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع للتنسيق في حل المشكلات التي قد يواجهها الطلاب.
وأكد الأستاذ المشارك الدكتور فام فيت فونج: "يمكن القول إن التعليم الأخلاقي ونمط الحياة للطلاب يحتاج إلى التأثير على الجوانب الثلاثة: الوعي والموقف والسلوك الأخلاقي لمساعدتهم على الحصول على المعرفة والمهارات والثقة الكافية للتعامل مع جميع المواقف في العلاقات الاجتماعية".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)