
عند المرور عبر غرفة مليئة بأشياء تُثير الحنين، كآلات الخياطة، ومصابيح الزيت، والطاولات والكراسي القديمة... تجد مساحةً تضم آلاف الكتب المُرتبة بعناية. على رفوف خشبية تصل إلى السقف، آلاف الكتب، معظمها أغلفة ممزقة، وظهرها مهترئ، وصفحاتها مُصفرة، لكن كل كتاب منها يروي قصة من زمنٍ مضى.

السيد دام هوو هوي، مالك مقهى أويل لامب كوفي، شاركنا بما يلي:
كان أكثر من طن من هذه الكتب ملكًا لأحد هواة جمع التحف. عندما انتقلت عائلته إلى سايغون، أرسلوها إليّ. نُشر بعضها بين عامي ١٩٦٠ و١٩٦٢ و١٩٧٠. إنها قيّمة للغاية، فالكتب المنشورة قبل عام ١٩٧٥ نادرة للغاية، وأحيانًا لا يمكنك شراؤها حتى بالمال.

وبشكل أكثر تحديدًا، تحمل جميع الكتب توقيع جامعها واسم مؤلفها، بالإضافة إلى تاريخ ومكان جمعها. يقوم جامع الكتب بخياطة أو لصق العديد من الكتب المهترئة والممزقة بعناية. وتابع السيد هوي: "الاحتفاظ بالكتب ليس بالأمر الصعب، فقط يتطلب مكانًا جافًا وغير رطب لتجنب النمل الأبيض. والأهم من ذلك، الحفاظ عليها بحب. فبالنسبة لي، جمع الكتب ليس تجارة، بل لحفظ جزء من ذكريات الحياة".
جلس السيد تران كوانغ هوي، أحد الزبائن الدائمين، في زاوية المتجر، يقلب صفحات كتاب قديم، وقال ببطء: "هذا الشعور يصعب وصفه. شرب القهوة أثناء قراءة كتب ثمينة عمرها عقود. يجعلني أشعر بمرور الوقت ببطء. ضغوط الحياة وصخبها يختفيان."

الأشياء الثمينة تستحق التقدير، لذلك لا أُعلن عنها أو أُقدم الكثير عن هذا الركن من المتجر. لأنني لا أريد أن يُزعج الضجيج المكان. المتجر لا يرتاده الكثير من الزبائن، بل مجموعة مُنفصلة تقريبًا، فالجميع يُقدّر هدوء المتجر وأسلوبه المميز، كما أضاف السيد هو هوي.
مقهى مصباح الزيت ليس صاخبًا كغيره من أماكن الترفيه، ولا يسارع إلى مواكبة الموضة. هنا، لا تجد سوى القهوة، وعشاق الهدوء، والحنين، وصفحات الكتب التي تحمل في طياتها ذكريات الماضي. مكانٌ يجد فيه الناس السكينة، ويستعيدون ذكرياتهم برائحة القهوة وآلاف الصفحات من الكتب.
المصدر: https://baolaocai.vn/quan-ca-phe-va-hang-ngan-trang-sach-post879236.html
تعليق (0)